بدأت، الخميس، محاكمة كل من عبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق، وسعيد الناصري رئيس مجلس عمالة الدارالبيضاء، مع متهمين آخرين على خلفية قضية كبيرة للمخدرات تعرف الآن باسم صاحبها، المواطن المالي « إسكوبار الصحراء ». وحضر المتهمون جميعا، جلسة المحاكمة التي عُقدت بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء، حيث وصلت سيارة الأمن تنقل المتهمين من السجن المحلي في هذه المدينة. بعيوي والناصري، المتهمان البارزان في هذه القضية، ينتميان إلى حزب الأصالة والمعاصرة. الناصري كان رئيسا لنادي الوداد البيضاوي، أحد أكثر نوادي كرة القدم شعبية في المغرب. وقد اعتقلا في ديسمبر الفائت بعد حوالي أربعة شهور من التحقيق. في المجمل، يبلغ عدد المتهمين 28 شخصا، اثنان منهم يتابعان في حالة سراح. وغصت قاعة المحكمة بالمحامين، وأقارب المتهمين، وأيضا الصحافيين. في بداية الجلسة، بدأ القاضي علي الطرشي المناداة على أسماء المتهمين كل باسمه، ليتأكد من حضورهم. واتضح له غياب المتهمان المتابعان في حالة سراح. بدءا، أخذ الكلمة المحامي عاطر الهواري، الذي يؤازر إحدى المتهمات في هذا الملف وهي موثقة، ملتمسا السراح المؤقت لموكلته. برر طلبه بكون موكلته مريضة السرطان، ولم تخضع إلى العلاج الكيماوي منذ اعتقالها، كما أنها لم تتناول أدويتها. مشيرا إلى مراسلته النيابة العامة المكلفة، التي بدورها راسلت السجن. ملتمسا نقل موكلته باستعجال إلى المستشفى من أجل متابعة علاجها. وبدوره، التمس المحامي محمد الحسني كروط الذي يدافع عن رئيس جهة الشرق، عبد النبي بعيوي، السراح المؤقت لموكله. منتقدا اعتقال جميع المتهمين بمبرر واحد مفاده خطورة الأفعال وانعدام الضمانات. وأوضح أن بعيوي متزوج، وأب لأطفال، وعديم السوابق، « وهو مستعد للامتثال أمام المحكمة ». مشيرا إلى أن مؤازره كان لا يتخلف عن الحضور كل مرة استدعته الشرطة القضائية خلال فترة التحقيق، منتقلا من وجدة إلى الدارالبيضاء. مؤكدا أن بعيوي يملك أربعة شركات مهمة، تخلق فرصا عمل مهمة في منطقة الشرق. وبعدما اعتبر السراح هو الأصل بينما الاعتقال استثناء، وصف هذا المحامي سجن عكاشة حيث يقبع موكله، بكونه « أكبر ثكنة عسكرية في العالم »، مشيرا إلى مشكل الاعتقال الاحتياطي وما يترتب عنه من اكتظاظ في السجون. محامي 0خر يؤازر بعيوي، وصف موكله في سعيه لإثاب وجود ضمانات حضوره المحاكمة دون اعتقاله، بكونه واحد من أعيان مدينة وجدة، « استطاع تكوين ثورة وخلق أكبر شركة في المنطقة، ويتعامل مع جميع الأبناك ». في نفس السياق، التمس المحامي أشرف منصور الجدوي الذي يؤازر سعيد الناصري السراح المؤقت لموكله، مشددا أن الناصري « كان يمتثل لاستدعاء الشرطة القضائية لمدة شهور، ولم يثبت قط أنه تخلف عن ذلك ». وأضاف موضحا أن « القانون الجنائي لا يتحدث عن خطورة الأفعال، بل عن خطورة الشخص على النظام العام »، وبالنسبة إليه، فإن الناصري « لا يمثل أي خطر النظام العام ». مشيرا إلى قرار سابق صادر عن محكمة الاستئناف في الرباط يقضي بتمتيع متهم متابع في قضايا الإرهاب بالسراح المؤقت، ثم اعتقل لاحقا بعدما صدر في حقه حكم بالحبس النافذ. يتابع كل من بعيوي والناصري بتهم تتعلق التزوير والنصب والإرشاء، والمشاركة في اتفاق قصد مسك المخدرات والاتجار فيها ونقلها وتصديرها، ومحاولة تصديرها، استغلال النفوذ، حمل الغير على الإدلاء بتصريحات وإقرارات كاذبة عن طريق التهديد، وغيرها من التهم الكل حسب المنسوب إليه.