حجزت المحكمة الابتدائية الزجرية في مدينة الدارالبيضاء، اليوم الخميس، للمداولة ملف المنشط الإذاعي البارز محمد بوصفيحة المعروف باسم « مومو »، على خلفية تهم تتعلق باختلاق جريمة سرقة وهمية. ويرتقب النطق بالحكم يوم الثلاثاء المقبل. وحل « مومو »، المتابع في حالة سراح مؤقت مقابل كفالة قدرها 100 ألف درهم، مبكرا رفقة محاميه، مرتديا قميصا رياضيا. وحين الاستماع إليه من طرف رئيس الجلسة شدد « مومو » على أنه لا تربطه أية علاقة شخصية بالمتهمين الآخرين في قضيته، والمتابعين في حالة اعتقال، وتساءل جوابا عن تسليمه هاتفا جديدا، إن المتهم، الذي دبر القصة، لم يكن يعرف بأننا سنمنحه هاتفا »، مقابل ذلك الذي فقده خلال إجرائه مكالمة هاتفية مع برنامج « مومو ». وأضاف أن المتهم الرئيسي « يبدو من خلال حديثه أمام المحكمة وكأنه يعرفني ويعرف أنه غيبقا فيا وغنعطيه الهاتف ». سأله القاضي مجددا: « هل يعرفك المتهم » الرئيسي، فأجابه « مومو »، بالنفي، وزاد: « يمكن كيسمع ليا بزاف وعرفني غيبقا فيا ». وأورد أنه حينما استفسر في الإذاعة، اكتشف أن « المتهم المذكور مدبر هذه الفكرة » كان يتصل لمرات عديدة بإذاعة « هيت راديو »، وأوضح المنشط الإذاعي، أن الإذاعة منعت رقم أمين من الاتصال، فبحسبه تٌمنع مشاركة أي شخص لمدة 6 أشهر فاز بمبلغ 2000 درهم في إحدى مسابقاتها، وذلك بغية فسح المجال أمام المستمعين الآخرين للمشاركة. وشدد على أنه لا يعرف المتهمين، ونفى إن كان اتصل بهما أو بأحدهما، وقال « مكنعرفش شكون كيكون معايا عبر الأثير، فهم في البداية يتصلون بالقسم المكلف باستقبال المكالمات، وهذا الأخير يحيلهم علي ». ولفت إلى أن الجوائز تتكلف بها سيدة تشتغل بالإذاعة هي من تمنحها للفائزين بعد التحقق من هويتهم. سأله القاضي بشأن خلق هذه القصة برمتها من أجل الرفع من وتيرة المشاهدة، فنفى مومو ذلك بشدة، موضحا أن « هدف برنامجه من خلال هاته المسابقات ليس البحث عن البوز، بل تقديم الشكر على وفاء المستمعين ». وأضاف، « لا نبحث عن رفع المشاهدات، هدفنا إحداث برنامج ترفيهي يرفه على الناس »، وأشار إلى أنه ليس في حاجة إلى الرفع من نسب المشاهدة، فإحدى حلقات برنامجه حققت نسب مشاهدة عالية مقارنة مع هذا البرنامج، وهنا يتحدث عن لقائه مع إحدى الفنانات المغربيات. والتمست هيئة دفاع المنشط الإذاعي محمد بوصفيحة الحكم بالبراءة؛ واعتبر المحامي يوسف الشهبي، أن مؤازره ضحية وكان عليه أن يكون طرفا مدنيا. وشدد على أنه من الناحية التقنية أو العلمية ومن خلال مضامين المحاضر وتصريحات باقي المتهمين، يتضح أن « مومو » لا علاقة له بكل ما جرى. وقال المحامي إن بوصفيحة شاب مغربي، بدأ، بحسب تعبيره من أسفل الأرض، وذلك قبل 20 سنة، إذ صعد تدريجيا في مساره المهني إلى أن أصبح منشطا معروفا، ويتمتع بسمعة طيبة لم تأت من فراغ. وتساءل الدفاع، أين هو التواطؤ الذي تتحدث عنه النيابة العامة، وأكد استحالة ذلك، فالبرنامج استقبل 21 ألف مكالمة هاتفية يوم 21 مارس أي يوم الواقعة، بمعدل مكالمتين في الثانية الواحدة، وذلك في ظرف 3 ساعات، كما أن « هيت راديو » تتوفر على نظام آلي يحتوي على 100 خط، هذا النظام يختار تلقائيا 12 مكالمة هاتفية، تستقبل موظفتان في قسم استقبال هاته المكالمات المختارة، بعد ذلك تنطلق عملية فرزها على أساس اختيار المتحدث المناسب. وشدد على أنه بفضل هذا النظام الآلي، بوصفيحة لا يعلم هذه الأرقام، وأوضح أن رد أمين بالقول إنه غير اسمه إلى مروان، وهو دأب على تغيير اسمه ليس لأن اسمه « منحوس »، بل لكون أن هذا النظام لن يختاره. وقال إن المتهم أمين حاول الاتصال بالإذاعة 37 مرة لكن دون جدوى، لكنه استمر في المحاولة لأنه يهوى ذلك، جرى اختياره لأنه كما تبين للمحكمة « لقاو عندو ما يقول وكيدي ويجيب في الهضرة ». وأوضح، أن مومو بادر في إطار سلوك إنساني، يتمثل في اقتناء هاتف أيفون ولا يستحق المحاكمة على ذلك، وأكد أنه سيدلي بوثيقة عبارة عن فاتورة هذا الهاتف الذي اقتناه بعد يوم من الواقعة أي في 22 مارس. وعن نسب المشاهدة، أشار المحامي نفسه، إلى الأرقام التي تحققها حلقات برامج مومو، فالحلقة التي استضاف فيها الفنانة سحر الصديقي حققت 4 ملايين مشاهدة، وحلقة استضاف فيها زهير زائر حقتت أزيد من مليون، واعتبر أن بوصفيحة ليس في حاجة إلى خلق قصص للرفع من نسب المشاهدات. أما الحلقة موضوع المحاكمة فحققت مليون مشاهدة فقط، وأكد على أن المنشط الإذاعي بدأ العمل في هيت راديو 2006، بعقد عمل وأجرته غير مرتبطة بمداخيل إشهارات أو بوز، ومستمعو هيت راديو تضاعف عددهم خلال سنة 2023 ثلاث مرات مقارنة بسنة 2013.