دوت أصداء إطلاق أعيرة نارية وانفجارات يوم الاثنين في المركز التجاري بنيروبي الذي يحتجز فيه متشددون من حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة رهائن ويهددون بقتلهم في اليوم الثالث من الأزمة التي أسفرت عن سقوط 68 قتيلا على الأقل. وسمع مراسل لرويترز قرب مركز وستجيت التجاري دوي إطلاق أعيرة نارية وزخات من طلقات البنادق وتفجيرات متقطعة مرتين على الأقل بعد الفجر وتحركت القوات الكينية حول المبنى من الخارج. وقال عباس جوليد المسؤول بالصليب الاحمر الكيني ان اشتباكات اندلعت داخل المبنى. وقال المفتش العام بالشرطة ديفيد كيمايو إن القوات الكينية حررت المزيد من الرهائن أثناء الليل من المركز التجاري وان الشرطة "ضيقت الخناق" على المهاجمين. وقال إن قوات الأمن الكينية "أنقذت المزيد من الرهائن" ولكنه لم يذكر في تعليقه على موقع تويتر شيئا عن أي اشتباك مع المتشددين. وكان عدد من الأشخاص يختبئون داخل المبنى بعيدا عن المهاجمين وخرجوا منه خلال اليومين المنصرمين. ولا توجد معلومات عن مصير من قالت السلطات يوم الاحد إن ما بين 10 و15 مسلحا يحتجزونهم ويحتمل ان يكون بينهم نساء داخل متجر كبير للسلع الاستهلاكية. وحذر متحدث باسم حركة الشباب بأن الإسلاميين سيقتلون الرهائن اذا حاولت قوات الأمن الكينية التي يساعدها خبراء غربيون واسرائيليون اقتحام المبنى. وقال الشيخ علي محمود راجي المتحدث باسم الشباب في تسجيل صوتي على موقع على الانترنت إن قوات إسرائيلية وكينية حاولت اقتحام مركز وستجيت التجاري بالقوة ولكنها لم تتمكن مضيفا أن "المجاهدين" سيقتلون الرهائن إذا استخدم خصومهم القوة. وكانت قوات الأمن قد نجحت في تأمين معظم المركز التجاري يوم الاحد وحررت الكثير ممن اختبأوا فيه. وعلى الرغم من أملها في حل سريع فإن تحرير المحتجزين سيكون صعبا. وفي الصومال جار كينيا الشمالي الذي مزقته الحرب الأهلية على مدى عقدين طالبت حركة الشباب الرئيس اوهورو كينياتا بسحب القوات الكينية من الصومال والتي وضعت المتشددين في موقف الدفاع خلال العامين الماضيين في إطار قوة لحفظ السلام يدعمها الاتحاد الافريقي. ورفض كينياتا. ولم يتضح بعد عدد الرهائن المحتجزين. وقال الكولونيل سايروس اوجونا المتحدث باسم الجيش الكيني لرويترز إن معظم من أفرج عنهم خلال عملية البحث والإنقاذ يوم الاحد لم يحتجزهم المسلحون وإنما كانوا مختبئين. وأضاف أن "عددا صغيرا للغاية" لايزال محتجزا لكنه لم يذكر تفاصيل. ومضى يقول "لن نتفاوض مع إرهابيين." ورفض كينياتا التعليق لدى سؤاله خلال مؤتمر صحفي يوم الاحد عما اذا كان قد تم ربط متفجرات حول أجسام الرهائن. وتعهد الرئيس الكيني الذي فقد احد اقاربه في الحادث بالثبات في وجه ما وصفه بالحرب "على الارهاب" في الصومال وقال ان قواته ستتمكن من انهاء الحصار. وقال "اطمئن الكينيين ان لدينا فرصة جيدة لتحييد الارهابيين بنجاح." واضاف "سنعاقب مدبري (الهجوم) بسرعة وبشكل مؤلم." وقال الشيخ عبدالعزيز ابو مصعب وهو متحدث عسكري باسم حركة الشباب في تصريح لرويترز ان جماعته ليس لديها ما تخشاه وقال "من أين سيأتي اوهورو كينياتا بالقوة التي يهددنا بها." ولم تتضح هوية المهاجمين. ولحركة الشباب آلاف المقاتلين الصوماليين لكنها جذبت ايضا أجانب يقاتلون في صفوفها لمكافحة الجهود الغربية والافريقية لإقامة حكومة مستقرة في مقديشو. وفي ظل وجود مخزونات من السلع الغذائية تحت تصرفهم في هذا المتجر الكبير فإن المسلحين في وضع يسمح لهم بالصمود لفترة طويلة. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان ثلاثة بريطانيين على الاقل بين القتلى مضيفا "ينبغي ان نهيء انفسنا لمزيد من الاخبار السيئة." واتصل الرئيس الامريكي باراك اوباما بالرئيس الكيني لتقديم التعازي والدعم. وقال مسؤولون في اسرائيل ان خبراء اسرائيليين يقدمون النصح للقوات الكينية. ويملك عدد من الاسرائيليين متاجر في المركز التجاري واستهدفهم اسلاميون في كينيا من قبل. وقتل في الهجوم اجانب اخرون بينهم أم فرنسية وابنتها واثنان من الدبلوماسيين من كندا وغانا. وسقط في الهجوم ايضا مواطنون من الصين وهولندا فضلا عن اصابة خمسة امريكيين. ويواجه الرئيس الكيني وهو نجل زعيم الاستقلال جومو كينياتا اول تحد امني كبير منذ انتخابه في مارس ويمثل حصار المركز التجاري اكبر هجوم في كينيا منذ فجرت خلية تابعة للقاعدة السفارة الامريكية في نيروبي عام 1998 حين سقط اكثر من مئتي قتيل. وأرجأ قضاة المحكمة الجنائية الدولية محاكمة نائب الرئيس الكيني وليام روتو أسبوعا استجابة لطلبه العودة الى بلاده للمساعدة في معالجة الأزمة. ويواجه روتو وكينياتا اتهامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية لدورهما المزعوم في التنسيق لأعمال عنف أسفرت عن سقوط قتلى بعد انتخابات 2007 التي ثارت حولها خلافات. وينفي الاثنان الاتهامات. وفازا في الانتخابات على منصبي الرئيس ونائب الرئيس في مارس. (إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير أميرة فهمي) .