مجزرة رابعة تفوق بكثير ما قامت وتقوم به داعش، فلماذا لم يبد أوباما نفس الموقف تجاه الفعلين؟ في مداخلة لم تخل من رسائل إلى الأغلبية والمعارضة بنوعيها المؤسساتية والتي ترفض الاشتغال من داخلها٫ شدد عبد العالي حامي الدين الحقوقي والقيادي في حزب العدالة والتنمية، على خصوصية "عملية الانتقال الديمقراطي" بالمغرب ضمن فعاليات ملتقى شبيبة العدالة والتنمية، ، فيما أعلنها صراحة أن الأفق السياسي لحزب العدالة، مفتوح على جميع الاحتمالات. حامي الدين، الذي كان يتحدث مساء اليوم، خلال ندوة حول موضوع الواقع العربي ما بعد الحراك، أكد أن ما نعيشه اليوم بالمغرب هو من صنيعة شباب حركة العشرين من فبراير، قبل أن يوضح أن الثورات المضادة باستطاعتها اعتقال القادة وتجهض إرادات الاحزاب لكنها لن تستطيع إجهاض أحلام الشعوب، قبل أن يشير إلى أن ما وقع في مصر من "ثورة مضادة" جاء بتحالف قوى غربية لا تريد أن يعيش العالم العربي على ايقاع الديمقراطية، إلى جانب قوى إقليمية يزعجها نجاح تجربة الاسلام السياسي. وقال المتحدث إن هذه القوى تريد نظاما شموليا قائما على فهم سطحي للدين كما تعرفه بعض دول الخليج، فيما عبر عن "استغرابه للموقف الأمريكي تجاه تجاه مصر، حيث قال في هذا الصدد "إن مجزرة رابعة تفوق بكثير ما قامت وتقوم به داعش، فلماذا لم يبد أوباما نفس الموقف تجاه الفعلين؟؟". ليوجه الخطاب بمن وصفهم ب"أصدقائنا الغربيين"، مطالبا إياهم بدعم الشعوب العربية من خلال "الابتعاد وترك الشعوب تشتغل بهدوء وتصنع نموذجها الخاص". وفي أعقاب ذلك، أشاد الحقوقي الإسلامي بزيارة الملك محمد السادس إلى الشقيقة تونس، معتبرا أن فيها رسالة مفادها أن "المغرب اختار خياره الذي لا رجعة فيه وهو الاختيار الديمقراطي"، مضيفا "الملك اختار الخيار الديمقراطي"و"أيضا شباب عشرين فبراير وشببة العدالة والتنمية"، قبل أن يردف "إما أن ترقوا بخطابكم السياسي أو استعدوا لمواجهة كل من يقف في وجه الديمقراطية، فأفقنا السياسي مستعد لجميع الوسائل والاختبارات لكنه ليس مستعدا لتزوير الانتخابات"، على حد قول حامي الدين. إلى ذلك، وبعد أن دعا الرجل شبيبة حزبه إلى الاستعداد للاحتفال ما وصفه بالعرس الانتخابي الديمقراطي القادم، شدد على أن أيادي الحزب مفتوحة للجميع، مشددا على أنه من الواجب قبل كل شيء أن يكون هناك اتفاق على المبادئ المشتركة للديمقراطية، إذ قال في هذا الصدد "حتى لو حصلنا على الاغلبية لن نكون قادرين على تدبير المرحلة لوحدنا، لأن الديمقراطية هي اعتراف الجميع بالجميع، مع تداول للسلطة ونزاهة الانتخابات"، مشددا على أنه "إذا بقيت بعض القوى السياسية الاساسية خارج العملية السياسية والمؤسسات فليست هناك عملية ديمقراطية حقيقية".