ويحكم المتشددون المسلحون- الذين يحققون أيضا مكاسب سريعة في العراق- سيطرتهم في سوريا التي يسيطرون على نحو ثلث أراضيها تحديدا في المناطق الريفية بالشمال والشرق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا وسكان في شرق سوريا إن مقاتلين من عشيرة الشعيطات في دير الزور الشرقية حاولوا التصدي لتقدم الدولة الإسلامية هذا الشهر. وفي بلدة الشعفة على ضفاف نهر الفرات قطع التنظيم رأسي رجلين من عشيرة الشعيطات أمس الاحد حسبما أفاد المرصد السوري. وأمهل التنظيم السكان 12 ساعة لتسليم أفراد من العشيرة. وفي مناطق أخرى من محافظة دير الزور صلب المتشددون رجلين بتهمة "التعامل مع مرتدين" في مدينة الميادين ورجلين آخرين بتهمة "الكفر وسب الذات الآلهية" في بلدة البوليل. وحقق تنظيم الدولة الإسلامية الذي يقاتل الجيش السوري والميليشيات الكردية وقوات العشائر السنية مكاسب سريعة في سوريا منذ أن سيطر على مدينة الموصل أكبر مدن شمال العراق يوم العاشر من يونيو حزيران وأعلن الخلافة الإسلامية في الأراضي التي يسيطر عليها في سورياوالعراق. وذكر المرصد أن 19 شخصا آخرين من عشيرة الشعيطات أعدموا يوم الخميس. وقتل 18 بالرصاص بينما قطع رأس واحد على مشارف مدينة دير الزور. وقال المرصد إن الرجال كانوا يعملون في منشآة نفطية. وقال أحمد زيادة القيسي وهو أحد المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية في اتصال عبر سكايب من الميادين "لن يجرؤ أحد من العشائر الأخرى على التحرك ضد الدولة الإسلامية بعد هزيمة الشعيطات." وتقول مصادر في العشائر إن الصراع بين الدولة الإسلامية وعشيرة الشعيطات التي يبلغ عدد أفرادها سبعين ألفا استعر بعد أن سيطر التنظيم على حقلي نفط في يوليو تموز. وأحد هذين الحقلين هو حقل العمر أكبر حقول النفط والغاز في دير الزور وهو مصدر مربح للتمويل لجماعات مقاتلي المعارضة. ودعا شيخ عشيرة الشعيطات رافع عكلة الرجو في مقطع فيديو العشائر الأخرى للانضمام للمعركة ضد الدولة الإسلامية. وقال الرجو في الفيديو الذي نشر على موقع يوتيوب أمس الأحد " أناشدهم بالوقوف إلى جانبنا لأن الدور جاي عليهم.. حاليا جميع مقاتلي داعش يتجهون نحو عشيرة الشعيطات.. إذا خلصت عشيرة الشعيطات فهم بعد الشعيطات.. هم الدائرة اللي بعد الشعيطات." وقال ناشط في مجال حقوق الإنسان من دير الزور هرب إلى تركيا العام الماضي إن المقاتلين المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد تراجعوا إلى المناطق التي تسيطر عليها عشيرة الشعيطات ويحاولون من هناك تصعيد المقاومة ضد توسع الدولة الإسلامية. وقال طالبا عدم نشر اسمه إن المقاومة سحقت في الأيام الأخيرة "الوضع سيء للغاية لكن الناس لا يستطيعون التصدي لهم." وذكر أنه جنبا إلى جنب مع حملته العنيفة يقوم التنظيم أيضا بتوزيع الغاز والكهرباء والوقود والغذاء لنيل تأييد السكان المحليين. وتابع "هذه منطقة فقيرة وهم ينالون التأييد بهذه الطريقة. هم نالوا الكثير من التأييد بهذه الطريقة. فهم يضعون حدا للسرقة ويعاقبون اللصوص. هذا يمنحهم أيضا مصداقية." وقال عبد الله النعيمي وهو أحد سكان المنطقة إن جميع بلدات الشعيطات الأربع سقطت. وقال "هذه المناطق سقطت في أيدي الدولة الإسلامية بعد انسحاب مقاتلي (الشعيطات). الشباب الذين عثر عليهم أعدموا أو قطعت رقابهم لانهم قاتلوا ضد الدولة الإسلامية." وقتل أكثر من 170 ألف شخص في الحرب الأهلية السورية التي يواجه فيها مقاتلون أغلبهم من السنة الرئيس السوري الذي ينتمي للأقلية العلوية مدعوما من ميليشيات شيعية في العراق ولبنان. وانقسمت المعارضة بين فصائل متنافسة وبرز تنظيم الدولة الإسلامية كأقوى هذه الفصائل. وفي الرقة وهي مركز قوة الدولة الإسلامية في سوريا تزداد سيطرة التنظيم فيما يبدو حتى في الوقت الذي تكثف فيه قوات الحكومة غاراتها الجوية على الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم. وقال سوري يعيش في منطقة يسيطر عليها التنظيم قرب الرقة إن أعداد المقاتلين في الشوارع زادت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة الماضية ولاسيما منذ سقوط الفرقة 17 التابعة للجيش السوري في يد التنظيم في نهاية يوليو تموز. وأضاف الرجل الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب المخاوف الأمنية إن التنظيم فرض الجزية على غير المسلمين وساعد على توطين المقاتلين الأجانب في المنازل المصادرة. لكن رغم ذلك فقد نال التنظيم درجة من الاحترام من السكان المحليين كما هو الحال في دير الزور بسبب الحد من الجرائم عن طريق تطبيق الحدود. وتمثل الرواتب التي يدفعها التنظيم للعاطلين عن العمل أحد المصادر القليلة للدخل. وقال الرجل في محادثة عبر سكايب "الدولة الإسلامية تتمتع بالاحترام والمكانة وصوتها مسموع."