دعا مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الإثنين خلال زيارة للجزائر، إلى توطيد التعاون في مجال الطاقة مع أكبر مصدر للغاز في إفريقيا وإلى تعزيز الروابط الأمنية. وفي أعقاب اجتماع مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قال بوريل إن "نحو 90 بالمئة من صادرات الغاز الجزائرية وجهتها أوروبا، ونعلم أنه يمكننا الاعتماد على الجزائر التي هي شريك موثوق به وقد كانت كذلك في أوقات عصيبة". وأضاف بوريل في بيان أن التكتل الذي يضم 27 دولة يسعى لتوطيد الشراكة مع الجزائر "بالنظر إلى المستقبل من خلال إعطاء الأولوية للاستثمارات الأوروبية في قطاع الطاقة المتجد دة". وقررت الحكومات الأوروبية الانفتاح على الجزائر في إطار سعيها لإيجاد بدائل للغاز الروسي منذ بدأت روسيا غزو أوكرانيا العام الماضي، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، وقد كانت إيطاليا سباقة في ذلك. ودعا بوريل الجزائر إلى الانخراط في الجهود الرامية إلى "وضع حد لهذه الحرب غير المبررة"، مشيرا إلى "تأثيرها اقتصاديا وبشريا على العالم بأسره". وتحافظ الجزائر على علاقات جيدة مع الدول الأوروبية المجاورة ومع وموسكو، على الرغم من الغزو الروسي لأوكرانيا. وأعلن بوريل أن الاتحاد الأوروبي والجزائر توصلا لاتفاق يلحظ "استئناف حوار أمني رفيع المستوى" من المقرر أن تعقد أولى جلساته قبل نهاية العام الجاري. وقال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي "يثبت هذا الأمر أن الجزائر شريك موثوق به ولاعب أساسي في مكافحة الإرهاب في جوارنا المشترك". وأشاد بوريل ب"تاريخ حافل للجزائر على صعيد مكافحة الإرهاب"، داعيا إلى "رؤية عالمية واستراتيجية" من أجل التصدي للمخاطر، خصوصا في منطقة الساحل. وشدد على أن العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والجزائر يمكن تحسينها، داعيا إلى إيجاد حلول ل"عقبات تضعها (الجزائر) منذ يونيو 2022 على صعيد التجارة مع إسبانيا". وعلقت الجزائر اتفاق تعاون مع إسبانيا بعدما قررت مدريد دعم مقترح للمغرب ينص على منح حكم ذاتي لمنطقة الصحراء، في موقف شكل تحولا على صعيد السياسة الخارجية الإسبانية في هذا الملف الذي لزمت مدى عقود الحياد فيه.