يزور مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الجزائر، اعتبارا من الأحد ولمدة يومين، بهدف "توطيد الشراكة" بين البلد المصدّر للغاز والاتحاد، إلى جانب البحث في الوضع في منطقة الساحل، حسبما جاء في بيان صادر عن التكتّل الأوروبي. وخلال زيارة رسمية للجزائر في 12 و13 مارس، يلتقي بوريل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون ورئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمان ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، وفق نص البيان الذي نُشر أمس السبت، حيث اعتبر أن هذه الزيارة مناسبة لإجراء مفاوضات معمّقة لتوطيد وتوسيع الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر" و"البحث في المجالات ذات الاهتمام المشترك والتي تشملها اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، بهدف إحياء وتعزيز أكثر الحوار والتعاون".
وحسب البيان ذاته، فمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، من المرتقب أن يثير ملف الطاقة إلى جانب "القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك خصوصًا الوضع في منطقة الساحل والتحديات المشتركة في السياق العالمي الحالي بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا".
زيارة بوريل تأتي في سياق توجه أوروبي كبير على غرار إيطاليا وفرنسا، نحو الجزائر بهدف الحرص على ضمان إمداداتها من الغاز لتقليل اعتمادها على المحروقات الروسية، على اعتبار أن الجزائر هي أيضًا المُصدِّر الإفريقي الأول للغاز الطبيعي.
وقبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، كانت الجزائر تزوّد أوروبا بنحو 11 بالمئة من احتياجاتها مقابل 47 بالمئة من روسيا.
وتراهن الجزائر على زيارة بزريل من أجل تحييد الآلية الموقتة التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي لتحديد سقف لأسعار الغاز المُباع بالجملة، إذ تدعو الجزائر إلى "أسواق طاقة حرة" مع التأكيد على أنها "مورد موثوق وآمن لأوروبا"، وهو ما تنفيه منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، التي وصفت الجزائر سابقا بأنها "خطر أمني على أوروبا وتستخدم إمدادات الغاز إلى دول جنوب أوروبا كسلاح جيو سياسي".
الوثيقة السرية التي نشرتها النسخة الألمانية من الموقع الإخباري الأمريكي بيزنس إنسايدر، أشارت إلى أن التحالف السياسي العسكري، يرى أن التهديد يأتي من شحنات الغاز الجزائري إلى دول جنوب أوروبا ، وبشكل خاص إلى إسبانيا.
وينظر الاتاحد الأوروبي إلى أمن الطاقة، منذ سنوات عديدة على أنه "عامل مهم في السياسة الخارجية والأمنية ، بما في ذلك داخل الناتو"، الذي أثارت التحركات الأخيرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مخاوف الأوروبيين بشأن استخدام الجزائر لإمدادات الغاز "كسلاح جيوسياسي" بعد أن هددت العام الماضي بفسخ عقد توريد الغاز لإسبانيا إذا كانت سترسله "إلى وجهة ثالثة"، تقصد المغرب، بعدم غيّرت إسبانيا موقفها من ملف الصحراء المغربية وأعلنت دعمها لمقترح الحكم الذاتي.