بعد إدانته بإجبار حوالي 500 امرأة وفتاة قاصر على ممارسة الجنس معه، وتصوير جميع أفعاله الجنسية التي كان يمارسها في شقته في شارع عبد الله بن ياسين في الدارالبيضاء. لقد كانت تلك قضية القرن التي شغلت الرأي العام الوطني والدولي، لما كانت تنطوي عليه من عناصر الإثارة: «الجنس والمال والسلطة». 15 شتنبر 1993، هو أيضا التاريخ الذي يوثق آخر عملية تنفيذ حكم إعدام في المغرب، فبالرغم من أن محاكم المملكة تواصل منذ تلك السنة إلى غاية اليوم النطق بأحكام الإعدام، إلا أنها تعتبر «موقوفة التنفيذ» منذ ذلك التاريخ. تجميد التنفيذ يدعو جمعيات ومنظمات حقوقية عديدة إلى المطالبة بحذف تلك العقوبة من القانون الجنائي المغربي، في المقابل يطالب علماء الدين بتنفيذ تلك العقوبة استنادا إلى الآية القرآنية التي تنص على القصاص. بين هؤلاء وأولئك، هناك المحكومون بالإعدام الذين يصل عددهم اليوم في المغرب إلى 115 شخصا أكدت دراسة حقوقية أن ثلثيهم يعانون اضطرابات نفسية. يوم الأربعاء الحادي عشر من الشهر الجاري، نزلنا ضيوفا على نزلاء حي الإعدام بسجن القنيطرة. ثمانون شخصا هو عدد المحكومين بالإعدام الذين يحتضنهم سجن القنيطرة من أصل 115 محكوما بالإعدام، موزعين بين سجون مختلفة في أنحاء المملكة، حسب إحصائيات كشفتها دراسة ميدانية أجرتها المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بالتعاون مع الجمعية الفرنسية «معا ضد عقوبة الإعدام» والائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام السنة الماضية. في هذا السجن يقبع العديد من «مشاهير» عالم الجريمة الذين يعرف أغلبهم بألقابهم أكثر من أسمائهم. هنا لن تجد أحدا يصف نفسه ب«المجرم»، الجميع «أبرياء»، وحتى من يقبلون بصفة «مجرم» يقدمون عشرات المبررات لما ارتكبوه من جرائم، ويدفعون عنهم المسؤولية بدعوى أن الظروف كانت لها الكلمة الأولى والأخيرة في ما وصلوا إليه. منهم المجرم عن سبق إصرار وترصد، ومنهم المجرم بالصدفة، منهم من يأملون في الخروج يوما من السجن، ومنهم من لا يبالون بالحرية، بل ويرفضونها إذا كانت ستأتي بعد بلوغهم سن الشيخوخة والعجز، ومنهم من يتمنون تنفيذ العقوبة حتى يتحرروا من قسوة الانتظار القاتلة، ومنهم من حاولوا الانتحار أكثر من مرة. العشرات من المحكومين بالإعدام رفضوا الحديث إلينا، «ما بغيتش نتفكر الماضي، ما بغيتش نتفكر شنو درت، خليوني ننسى»، عبارة رددها الكثيرون ممن يعيشون حالة من العزلة داخل زنازينهم رافضين الغوص في ماض يغرقهم في الشعور بتأنيب الضمير. خلافا لهؤلاء قبل البعض الحديث إلينا، وإن كانوا هم أيضا وجدوا صعوبة في استرجاع ذكريات جرائم ارتكبوها في لحظات لم يتصور أي منهم خلالها أن يكون مصيرهم السجن في حي اسمه مرادف للموت.
رصاصة قاتلة في رأس الكوموندو «مقدر و مكتاب»، هكذا يبدأ نور الدين قصته.. لا يتردد في الاعتراف بارتكابه جريمة قتل، لكنه في المقابل يؤكد أن الظروف لعبت دورا كبيرا في ارتكابه تلك الجريمة في لحظة غضب وإحساس بالظلم. ينحدر نور الدين من عائلة ميسورة نسبيا، جميع إخوته يشغلون وظائف مهمة، وهو نفسه كان من الممكن أن يحصل على وظيفة مهمة في الخارج لولا إصراره على الالتحاق بالقوات المسلحة والبقاء في المغرب. كان يرغب في تتبع مسار والده الجندي الذي حارب في السويس والجولان. اغرورقت عينا نور الدين بالدموع حين تذكر ما حدث يوم ارتكابه الجريمة، «كانت قد مرت أيام قليلة على وفاة والدي بعدما عانى طوال عشر سنوات بسبب مرض السرطان»، وفاة الوالد تسببت له في اكتئاب حاد وأزمة نفسية حاول تجاوزها بإغراق نفسه في العمل، حيث التحق بالثكنة العسكرية أياما قليلة بعد الجنازة، هناك كان نور الدين يعاني مضايقات زملاء له في الثكنة ينحدرون من الأقاليم الجنوبية. «عاقل على ذاك النهار مزيان، كان نهار الخميس وكنت صايم، حيث ولفت نصوم الأيام البيض، ضايقوني شي زملاء من الأقاليم الجنوبية كالعادة، ومشيت لمكتب الكومندو نتشكاهم ليه، كان ناعس وملي فيقتو بشوية عايرني وجرا عليا»، خرج نور الدين وهو يبكي، «حسيت بالحكرة وبقا فيا الحال بزاف»، بمجرد ما غادر نور الدين لحق به «الكومندو»، وطلب من جندي آخر أن يأخذ منه السلاح ويحبسوه قبل أن يعود إلى مكتبه ليكمل قيلولته. «ما قادرتش نستوعب شنو وقع معايا ولكن اللي عاقل عليه أنه ملي قربو مني باش ياخذو مني السلاح، جبدتو وضربت جوج رصاصات فالسما وذيك الساعة هرب كلشي». بعد ذلك دخل نور الدين إلى مكتب «الكومندو» فواجهه بالسلاح وهو يبكي، «كنت أتمنى أن يواسيني ويقول لي إنه ظلمني، ولكن على العكس استفزني وظل يردد: ضرب ايلا كنتي راجل يا ولد…؟». أطلق نور الدين رصاصتين في الهواء كمحاولة منه لإسكات وإخافة «الكومندو»، قبل أن يقوم الأخير محاولا نزع السلاح ليوجه نور الدين بسرعة نحو يده رصاصة ثالثة تلتها رصاصة رابعة كانت الرصاصة القاتلة. جلس نور الدين بجانب الضحية وهو يبكي غير مستوعب ما حدث معه، اجتمع على الفور مجموعة من جنود الثكنة حوله فقيدوه وهو في حالة انهيار تام، وبعدها حول إلى محكمة عسكرية حكمت عليه بالإعدام . في سن الثالثة والعشرين وجد نور الدين، الشاب المليء بالطموح والأحلام، نفسه وراء القضبان، حيث قضى إلى حدود اليوم عشر سنوات في حي الإعدام بسجن القنيطرة. «كان عندي طموح نمشي بعيد، سيفطت للقبعات الزرق في فرنسا وقبلوني ولكنني فضلت نبقى فبلادي»، يقول نور الدين الذي لم تتخل عائلته عنه، حيث يؤكد أن والدته وإخوته يزورونه بانتظام ويواسونه، الأمر الذي يمثل بالنسبة له دعما نفسيا كبيرا يساعده على التطبيع مع حياة السجن. لا ينفي نور الدين أنه يتمنى الخروج يوما ما، والعودة إلى حياة الحرية، بالرغم من أنه في البداية كان يتمنى أن يتم تنفيذ الإعدام في حقه. «هل تفكر في ضحيتك؟ وهل تشعر بالذنب بسبب ما اقترفته؟»، يجيب نور الدين بلا تردد: «ما حدث قضاء وقدر، وأنا طبعا أشعر بالذنب لأنني قتلت إنسانا، ولكن الله وحده يعلم كيف كانت حالتي في تلك اللحظة، لقد صرت مجرما بالصدفة، واتحدت الظروف ليقع ما وقع»، يصمت قليلا فيقترب ليبوح هامسا: «كنت أتألم كثيرا من جهة لارتكابي جريمة في حق إنسان، ومن جهة أخرى لأن حياتي وآمالي وكل ما كنت أبنيه لمستقبلي تحطمت في لحظة واحدة، ولكنني ارتحت»، ليسترسل: «ضحيتي زارني في المنام وقال لي: اعذرني لأنني لم أعزِّك في وفاة والدك. كان يبدو عليه الأسى والحزن». يؤكد نور الدين أن ذلك المنام كان طوق النجاة الذي أخرجه من حالة الحزن وتأنيب الضمير الذي كان يمزقه. مشاهدة التلفاز وممارسة الرياضة والقراءة والصلاة هي الأنشطة التي يؤثث بها نور الدين يومه حتى يشغل وقته. حين سؤاله عن رأيه في الإعدام، يؤكد أنه يؤيده بالنسبة إلى بعض الحالات، «التقيت حالات تستحق الإعدام، كمغتصبي الأطفال ومرتكبي الجرائم ضد الأصول»، الأكثر من ذلك أن نور الدين يقول إنه لا يعارض تنفيذ الحكم ضده هو نفسه إذا كان ذلك سيؤدي إلى تقليص الجريمة في المغرب، لكنه يعود ليؤكد أن ليس كل المحكومين بالإعدام يستحقون تلك العقوبة، «ليس كل المحكومين بالإعدام مجرمين، أنا، مثلا، لم يسبق لي أن دخلت السجن، ولم يسبق لي ارتكاب أي مخالفة، كنت دائما مسالما إلى درجة أن الأصدقاء والعائلة وحتى الجيران فوجؤوا لدى سماعهم بخبر ارتكابي جريمة قتل»، يقول نور الدين الذي، بالرغم من حرصه على ترديد: «أنا راض، هذا قضاء وقدر»، كان يبدو أنه يخفي غصة وحسرة على شبابه الذي يذبل وأحلامه التي تحطمت، فضحتها دموعه التي لم يكن يقوى على حبس انهمارها في كل مرة يتحدث عن المستقبل، وعما كان يأمل تحقيقه قبل دخول السجن.
أبوة من وراء القضبان في سن التاسعة عشرة سيلتحق سعيد بعالم الجريمة، وذلك تحت ضغط أخيه الأكبر الذي كان يدير عصابة إجرامية. سيجد سعيد العاطل عن العمل نفسه مضطرا إلى مجاراة شقيقه. في البداية، كان يظن أن الأمر لا يتعدى القيام بسرقات بسيطة وعمليات سطو، ليكتشف لاحقا أن الأمر يتعلق بجرائم قتل تنفذ تحت الطلب. في المرة الأولى التي شهد فيها سعيد شقيقه وهو يقدم على قتل أحد الأشخاص، أصيب بصدمة، هرب، فلحقه شقيقه وهنا استجداه سعيد كي ينسحب من المجموعة، مؤكدا أنه لن يخبر أحدا بما رآه، لكن «فات الفوت»، هكذا يعلق سعيد على تلك اللحظة التي رغب فيها بالانسحاب، حينها هدده شقيقه الأكبر بالقتل، «كنت أعلم أنه عنيف ولكنني لم أتخيل أن يصل به الأمر إلى درجة تهديدي أنا شقيقه بالقتل». ستتوالى الأيام، وسيجد سعيد نفسه منساقا في طريق سيؤدي به إلى السجن، وتحديدا إلى حي المحكومين بالإعدام. خمس جرائم كان سعيد شاهدا عليها، يؤكد أنه لم يساهم في أي منها، لكنه لا ينفي أنه كان حاضرا أثناء تنفيذها. وعلى طريقة أفلام الرعب و»الأكشن»، يروي سعيد أن ابن أحد الشخصيات النافذة والشهيرة في عالم السياسة بمدينتهما كان يتصل به وبأخيه ليطلب في كل مرة منهما تصفية أحد الأشخاص، وكان شقيقه يمتثل للأوامر من دون تردد، خصوصا أن المقابل كان مغريا. عقب سنة، حين بلغ سعيد 20 سنة من عمره، سيلقى عليه القبض رفقة شقيقه، وذلك بعدما ألقي القبض قبل ذلك على ابن الشخصية النافذة الذي تحدث عنه سلفا، «ألقي القبض علينا وأطلق سراح ابن الشخص النافذ، وبعدما كنا سنتابع بتهمة تكوين عصابة إجرامية تنفذ جرائم قتل تنفيذا لطلبات شخص يمدنا بالمال مقابل ذلك، تم إلقاء القبض على شقيقتينا واتهمنا نحن الأربعة بتكوين عصابة، واتهمت شقيقتانا باستدراج الرجال لنقوم أنا وأخي بقتلهم وسلبهم أموالهم». يكبح سعيد دموعه وهو يحكي كيف تحطمت حياة شقيقتيه اللتين لم يكن لهما علم بما كان يفعله أخواهما. فإحداهما كانت متزوجة وطلقها زوجها بعدما دخلت السجن وحكم عليها بعشر سنوات جنسا نافذا، والأخرى، التي لم تكن متزوجة، مرضت، وبالرغم من أنها خرجت بعد قضائها خمس سنوات سجنا، وزواجها إلا أنها لم تقو على تجاوز تلك التجربة، «خواتاتي ما كانوا عارفين والو على داكشي اللي كنا تنديرو وواخا هاكاك جروهم معانا، وتعداو عليهم وتحطمات حياتهم». بالنسبة إلى شقيق سعيد، الذي يكبره بعشر سنوات، فقد توفي أثناء محاولته الفرار من السجن ثلاثة أشهر فقط بعد اعتقالهما. لا يستبعد سعيد أن يكون مقتل أخيه تم عمدا خصوصا أنه كان يعرف الكثير عن ابن الشخص النافذ الذي كان يطلب منه في كل مرة تصفية شخص ما لمجرد أنه كان يعترض طريقه. يؤكد سعيد أن الشخص النافذ الذي ورطه وشقيقه في تلك الجرائم أفلت من القضية بالرغم من أنه «هو رأس الأفعى». عشر سنوات قضاها سعيد في السجن عاش خلالها تجربة فريدة، تمثلت في الزواج وإنجابه طفلة تبلغ اليوم من العمر ست سنوات. ففي سنة 2007 التقى سعيد زوجته التي كانت تقضي عقوبة حبسية مدتها شهران بتهمة إصدار شيك بدون رصيد. لم يكن يفكر، وهو المحكوم بالموت، في الزواج أو حتى مجرد الارتباط بكلمة أو شعور، فبالأحرى الزواج والإنجاب وتأسيس أسرة. «لم أكن المبادر إلى طلب الزواج، بل هي من طلبت الزواج مني»، يقول سعيدا وقد علت محياه ابتسامة، موضحا أن أسرته رحبت بالفكرة، حيث اعتبروا أن الزواج سيمنحه الأمل وسيخرجه من حالة الحزن التي كان يعيشها منذ صدر حكم الإعدام في حقه. سنة بعد الزواج رزق سعيد بطفلة جعلت نظرته إلى الحياة من داخل حي الإعدام تتغير، عاش سعادة الأبوة بالرغم من ظروف السجن، وبعدما لم يكن يأمل في الخروج، صار يحلم في اليقظة والمنام بيوم يعانق فيه الحرية، ويتمكن من معانقة ابنته. «الفرحة ما كملاتش»، يقول سعيد بحسرة مشيرا إلى توقيف الخلوة سنة 2010، نتيجة لذلك لم تعد زوجته تزوره كما في البدء، فجأة بدأ معدل الزيارات يقل، إلى أن توقفت منذ حوالي سنتين لم ير خلالهما سعيد زوجته ولا حتى طفلته. بالرغم من ذلك يتوصل سعيد بأخبار ابنته وزوجته باستمرار من خلال والدته التي تزوره بانتظام، وتوفر له كل ما يحتاجه. يقضي سعيد يومه بين القراءة والصلاة، وبتفاؤل كبير يؤكد: «لدي أمل في أن أخرج من هنا يوما ما، لا يمكنني الاستمرار في الحياة من دون أمل»، يقول سعيد قبل أن يقوم ويمد يديه بهدوء والابتسامة تعلو محياه إلى الحارس ليقيده ويقتاده نحو زنزانته.
إعدام ميت وقف لبرهة أمام الكرسي طالبا الإذن بالجلوس قبل أن يجره بهدوء ليقتعده، ويضم ذراعيه إلى صدره مرحبا بأي سؤال، قدمت له نفسي ليقدم نفسه بدوره قبل أن يطلب عدم نشر أي شيء قد يكشف هويته. «أنا أذنبت وأقضي عقوبتي، يكفيني ما أعانيه، لماذا نشر اسمي وتشويه عائلتي؟»، يتساءل بمرارة قبل أن يعبر عن استيائه من أحد البرامج التلفزية التي نشرت اسمه الكامل وحتى صورته، مؤكدا أن ذلك تسبب في مشاكل كثيرة لإخوته ووالدته. شاب في الثلاثينات من العمر، قوي البنية، وسيم إلى حد جعله يحمل وسامته كلقب منذ سنوات المراهقة. يتردد قليلا بمجرد سماعه سؤالا حول البداية، يغوص في ذكريات ماضيه للحظات قبل أن يرد: «القصة طويلة، هل لديك الوقت الكافي لتسمعيني؟». يبدأ في سرد قصته، بدءا من الطفولة قبل أن يعرج على مرحلة المراهقة. يبتسم وهو يصف شقاوته، تغرورق عيناه بالدموع حين يتذكر أنه لم ير والده سوى مرتين في حياته: «ملي طلق الوالد الوالدة ما شفتوش لا هو ولا حتى خوتي اللي ولدهم مع مراتو الثانية». يفتش «عادل» في تفاصيل الزمن البعيد من طفولته مبتعدا قدر ما يستطيع عن النقطة الحاسمة التي وجد نفسه فيها مجرما ملاحقا قبل أن يصبح سجينا في حي المحكومين بالإعدام. حين طرحنا عليه سؤالا محددا عن طبيعة جريمته، بادر إلى القول دفاعا عن نفسه: «أنا لا أفهم ولا أستوعب كيف ارتكبت تلك الجرائم!»، مضيفا: «كان عليهم توفير خبرة طبية للتأكد من أنني ارتكبت تلك الجرائم وأنا في كامل وعيي وقواي العقلية». في سنة 2007 اعتقل عادل لأول مرة بتهمة الاختطاف ومحاولة الاغتصاب، قضى سنة غادر بعدها السجن ليقضي أربعين يوما فقط حرا عاد بعدها إلى السجن ليحكم عليه بالإعدام. لا ينفي عادل أنه كان يعاقر الخمر ويتناول المخدرات بمختلف أنواعها، كما لا ينفي أنه حين يكون مخمورا أو مخدرا لا يعي ما يقترف من أفعال. ثلاث جرائم قتل ارتكبها عادل في حق ثلاث نساء، الأولى ارتكبها قبل أن يدخل السجن للمرة الأولى، والجريمتان الأخريان ارتكبهما خلال الأربعين يوما التي قضاها خارج السجن في مستهل سنة 2008. يتردد عادل قليلا قبل الرد على الأسئلة التي تخص ظروف ارتكابه لجرائمه: «عجزت عن أن أقول للقاضي نفسه ما جرى معي بالتفصيل»، يقول عادل قبل أن يتشجع ويحكي ما جرى معه: «أثناء العملية الجنسية وفي اللحظة التي أقترب فيها من القذف أقوم بخنق الفتاة التي تكون معي»، يقول عادل الذي يصف حالته ب«المرض النادر». ثلاث جرائم تمت بالطريقة نفسها، وفي الوقت الذي كانت الشرطة تبحث عن الجاني لم يكن عادل يشعر بأدنى خوف، ولم يتصور أن يد العدالة قد تصل إليه، فهو يؤكد أنه كان مطمئنا، وكان يعيش حياته وكأن شيئا لم يحدث، وقد زاد اطمئنانه بعدما اعتقل لمدة سنة ولم تكتشف الشرطة حينها أنه ارتكب سلفا جريمته الأولى. لم تهتز ثقة عادل حتى بعدما تم استدعاؤه من طرف الشرطة، حيث أخذت عينة من لعابه ليتم إطلاق سراحه بعدها. كان يتصور أن ذلك أمر روتيني، ولم يكن يعلم أن تلك العينة هي التي ستؤدي إلى سقوطه وانفضاح أمره أمام الجميع. أياما قليلة بعد ذلك سيفاجأ عادل بعد عودته إلى بيت العائلة من جلسة خمرية رفقة بعض أصدقائه بسيارة شرطة في انتظاره، «في تلك اللحظة شعرت بأنني سقطت، وأن جميع الجرائم السابقة ستنكشف»، كان إحساسه هذه المرة صادقا، فقد افتضح أمره، وتوبع بالجرائم الثلاث، وحكم عليه بالإعدام. «إلى حد الآن لا أستوعب أنني محكوم بالإعدام. أنا ميت، نسيت طعم الحرية وخسرت عائلتي»، يقول عادل بحسرة، مشيرا إلى أن والدته هي الوحيدة التي تزوره من حين إلى آخر. والد عادل توفي منذ سنة ونصف، ولم يعرف عادل أبدا ما كان موقف والده مما جرى معه، لكنه يحمله جزءا من المسؤولية عما وصل إليه، إذ يؤكد أنه لو كان والده بجانبه ما كان ليدمن على المخدرات والخمر اللذين أديا به إلى طريق الانحراف والجريمة. القراءة والرياضة النشاطان اللذان يزجي عادل فيهما ساعات يومه داخل السجن، وإن كان يؤكد أنه شبه ميت مادام محكوما بالإعدام وإن كان موقوف التنفيذ. «استفدت من الكثير من الأشياء على رأسها التخلص من الإدمان والتعلق بالصلاة»، يقول عادل الذي لا يأمل في الخروج من السجن يوما حتى لو تحول الإعدام إلى مؤبد ثم محدد، «حياتي ضاعت، أنا في الثلاثينات الآن وحتى لو تحول الإعدام إلى محدد أكيد أنني سأقضي عشرين أو ثلاثين عاما أخرى هنا، لا أرغب في معانقة الحرية إذا كنت سأخرج عجوزا».
القتل من أجل قوت الأبناء مفارقة غريبة تلك التي كشفها حديثنا إلى أحد المحكومين بالإعدام.. إبراهيم الذي قضى عشرين سنة في السجن بتهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد، لا يقوى على حبس دموعه أثناء مشاهدته أحد المسلسلات المكسيكية المدبلجة التي تبثها القناة المغربية الثانية. ففي بداية الحديث يسترجع إبراهيم ذكريات من أوائل تسعينات القرن الماضي، يتذكر حياة الفقر التي كان يعيشها مع أسرته الصغيرة المتكونة من زوجته وابنتيه، وهنا يتذكر أنه لم يرهما منذ فترة طويلة، فيشير إلى أن قصته شبيهة بقصة ذلك المسلسل الذي يحرص على متابعته مساء كل يوم. «كنت صباغا فصرت عاطلا عن العمل، كانت الظروف قاسية، إذ كنت مسؤولا عن نفقة زوجتي وابنتيّ، كانت تمر أيام لا نجد فيها حتى لقمة تسد جوعنا، كنا نتضور جوعا طوال الوقت، ولا نلبس سوى البالي من الثياب، كنا نعاني»، يتوقف فجأة ليمسح دموعه بطرف قميصه، قبل أن يواصل: «صحيح أنا مجرم ارتكبت جريمتين عن سبق إصرار وترصد، لكن الظروف هي التي دفعتني إلى أن أصبح مجرما رغما عني». عملا بالمثل القائل: «من سرق بيضة يسرق دجاجة»، بدأ إبراهيم السرقة، وكان الأمر يقتصر في البداية على سرقة الدجاج من المزارع المجاورة للقرية التي يقطن بها، فجأة لم تعد الدجاجات كافية ليقرر إبراهيم سرقة الأكباش، خصوصا أن عيد الأضحى كان قريبا. في مكان خال بجوار قريته، ترصد إبراهيم طفلا كان يقوم برعي الغنم، وفي لحظة قام بالهجوم عليه وخنقه بيديه قبل أن يسوق القطيع نحو شخص اتفق معه سلفا على أن يبيعه المسروق. تحقيقات الشرطة في هذه الجريمة أدت إلى اعتقال شخص آخر كان من سوء حظه أنه أضاع سترته قبل أن تجدها الشرطة مرمية في مكان قريب من مسرح الجريمة. «أشفقت على الشخص الذي ألقي عليه القبض بتهمة ارتكاب الجريمة التي ارتكبتها أنا، وبالرغم من أنني فكرت في التوقف عن السرقة إلا أن الظروف كانت أقوى مني»، يحكي إبراهيم الذي بعد فترة قصيرة قام بارتكاب جريمة أخرى بالطريقة نفسها في حق طفل آخر لا يتجاوز سنه أحد عشر عاما. مرة أخرى، وبعدما قتل إبراهيم الراعي الصغير سرق القطيع وساقه نحو من اعتاد أن يبيعه الأكباش المسروقة. لن تسلم الجرة هذه المرة، فبعدما توصلت الشرطة إلى القطيع المسروق ووصلت إلى الشخص الذي اعتاد التعامل مع إبراهيم، انكشف كل شيء. «كانت الشرطة ستنسب إلي جريمة واحدة، لكنني وحتى أريح ضميري اعترفت لهم إراديا بالجريمة الأولى التي اعتقل على إثرها شخص بريء». بعد اعترافه بارتكاب جريمتين، حاولت الشرطة أن تنسب جريمة أخرى إلى إبراهيم، «قالوا لي إنني ارتكبت جريمة أخرى سنة 1992، لكنني نفيت ارتكابها، ففي ذلك الوقت كانت ابنتي الثانية قد ولدت للتو، كيف أقتل وأسرق وأنا في أوج سعادتي بولادة ابنتي؟!»، يقول إبراهيم الذي أضاف ساخرا أن الشرطة استغلت فرصة إلقاء القبض عليه، وحاولت «تلفيق» تهمة جريمة ثالثة له بعدما عجزت عن التوصل إلى مرتكبها. جريمتا قتل هما ما يتضمنه ملف إبراهيم الذي يقول إنه عاش أسوأ سنوات حياته في السجن. «هذه ليست حياة، أنا أعاني وأسرتي تعاني. زوجتي المسكينة اضطرت بعد الحكم علي بالإعدام إلى السفر رفقة ابنتيّ بعيدا عن المنطقة التي كنا نسكن فيها هربا من أعين الناس وكلامهم الجارح». عشرون عاما قضاها إبراهيم في السجن، تحول خلالها من شاب في مقتبل العمر إلى عجوز كزا الشيب شعره ولحيته. أكثر ما يتحسر عليه إبراهيم هو فراق أسرته، يحاول كبح دموعه دون جدوى حين سؤاله عن علاقته بزوجته وابنتيه اليوم، «زوجتي تزورني باستمرار، المسكينة خرجت للعمل، اشتغلت خادمة في البيوت وفلاحة في الحقول، لم تترك شيئا لم تفعله، تعذبت ومازالت تتعذب، وكذلك ابنتاي الممزقتان بين معاناة الفقر ومعاناة العار الذي ألحقته بهما وبجميع أفراد العائلة». يسترسل إبراهيم: «حياتي وموتي سيان، عمري ضاع في السجن، اليوم يمر كسنة إلى درجة أنني نسيت حياتي قبل السجن». لا يستحضر إبراهيم حين ينظر إلى الماضي سوى طفلتيه ونظراتهما البريئة الشبيهة بالسوط الذي يجلد ضميره يوميا وترددان أسئلة تدمي قلبه. في نهاية حديثه يسألنا إبراهيم: «هل هناك أمل في أن أغادر السجن يوما؟ هل سأتمكن من حضور زفاف ابنتيّ؟ هل من الممكن أن أمنح فرصة أخرى؟»، وغيرها الكثير من الأسئلة التي لا يملك أحد إجابات عنها.
قاتل أمه من أجل حبيبته: حبيبتي لم تراسلني منذ دخلت السجن بالرغم من فظاعة الجريمة التي ارتكبها في حق ثلاثة أشخاص، هم والدته وابن عمه وخادمة عمه، إلا أن رشيد لا يذكر شيئا من كل ذلك، ولا يبدي اهتماما بما اقترفه، أو حتى شعورا بالذنب إزاءه، كل ما كان يردده وهو يتحدث: «هاذيك بنادمة اللي على ودّها درت هاذ المنتيف خلاتني، تنسيفط ليها البراوات وعمرها ما سيفطات ليا شي برية». من خلال الحديث إلى رشيد يبدو جليا أنه يعاني خللا عقليا، فبشاعة الجريمة التي اقترفها كفيلة بأن تؤدي إلى جنون أي كان. بسؤاله مرارا عما إذا كان يشعر بالذنب بسبب ما اقترفه في حق والدته على الأقل، يرد: «بقات فيا الوالدة. واقيلة ما كانش خصني نقتلها، كون خليتها كون تتجي عندي، ولكن هي دارت غلط ملي ما بغاتش تزوجني بذيك بنادمة… الزكير ديالهم هو اللي خلاني نقتل». في شهر رمضان من سنة 2000، وبينما كان لايزال تحت تأثير المخدرات التي تناولها في وقت السحور قبيل أذان الفجر بقليل، هاجم رشيد والدته التي كانت في بيت عمه، فقتلها هي وابن عمه والخادمة، ويؤكد أنه كان سيقتل خاله أيضا لأنه كان من أشد المعارضين لزواجه بالفتاة التي اختارها بدعوى أنه كان يرغب في تزويجه بفتاة أخرى من العائلة. فجأة يغير رشيد روايته: «خالي رفض زواجي بالفتاة التي اخترت لأنه كان يريدني لنفسه، لقد كان شاذا!». بعد سقوط الضحايا مضرجين في دمائهم، أغلق رشيد باب البيت، ووضع على الجثث غطاء ثم صعد إلى سطح البيت، حيث قام بالهرب عبر الأسطح، قضى رشيد ليلته الأخيرة حرا كهارب قبل أن تطاله أيدي الشرطة في اليوم الموالي لارتكاب الجريمة. يقول رشيد إن جميع أفراد عائلته قاطعوه، وذلك لم يفاجئه، لكن ما فاجأه مقاطعة حبيبته له، «راسلتها كثيرا لكنها لم تكلف نفسها يوما عناء الرد على رسائلي، آخر مرة راسلتها فيها أعادت إلي الرسالة من دون أن تقرأها حيث كتبت على ظهرها: «لا تراسلني مرة أخرى فأنا لن أرد عليك أبدا»، يؤكد رشيد أن صدمته بذلك الرد كانت أقوى حتى من صدمة الحكم عليه بالإعدام. سنوات طويلة مرت على رشيد في السجن قبل أن يرى والده الذي صار مواظبا على زيارته مرتين إلى ثلاث مرات في السنة، في حين قاطعه جميع إخوته ولم يرهم منذ أربعة عشر عاما، كل ذلك ليس مهما بالنسبة إلى رشيد، بل إن ما يحزنه بشدة أن الفتاة التي أحبها لم تؤازره، «أكيد أنها تزوجت وتعيش سعيدة رفقة زوجها وأبنائها بينما أنا أتعفن في السجن، ألم يكفها ما فعلته من أجلها؟ لقد تخليت عن الجميع، وواجهت كل من كان ضد زواجي بها!»، يقول رشيد قبل أن يغوص في أحلامه فتعلو محياه ابتسامة وهو يقول: «لو لم يعارضوا زواجنا لكنت الآن معها، ولما كنت ارتكبت تلك الجرائم التي بسببها حكم علي بالإعدام، كنا سننجب الكثير من الأطفال…». كشف رشيد أنه يتلقى علاجا نفسيا، كما يتم حقنه من حين إلى آخر بحقنة تجعله جامدا لبضعة أيام. تتسم تصرفاته داخل السجن بالعنف إزاء زملائه، «تنتعصب دغيا، وشي مرات تنفكر فالانتحار»، يقول رشيد قبل أن يختم بالرد على سؤال حول رأيه في الإعدام: «الإعدام؟ الإعدام هو الموت، أنا دابا ميت ما عندي أمل فالمستقبل، حياتي تحطمات وذيك بنادمة هي السبب».
تاريخ عقوبة الإعدام في المغرب تشير الدراسة الميدانية التي أعدتها المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، بالتعاون مع الجمعية الفرنسية «معا ضد عقوبة الإعدام» والائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، استنادا إلى عدة مراجع، إلى أن المغرب لم يعرف في تاريخه عقوبة الإعدام سوى في عهد الاستعمار. وتؤكد وثائق تاريخية أن المغرب لم يكن يعتمد على تلك العقوبة كيفما كان نوع الجرائم المرتكبة، ففي منطقة الريف، مثلا، كانت عقوبة الجرائم والقتل تحديدا تتمثل في دفع دية لأسرة الهالك إلى جانب نفي مرتكب الجرم نحو جهة أخرى. استنادا إلى المراجع التاريخية، فعبد الكريم الخطابي، الذي كان قاضي القضاة في مليلية خلال الفترة ما بين 1914 و1919 لم يسبق له أن نطق أبدا بحكم الإعدام. لاحقا وفي سنة 1930، وقع المقاوم عسو أوبسلام مع الفرنسيين اتفاقا يقضي باحترام تقاليد وعادات قبائل آيت عطا، وعدم تنفيذ الإعدام في حق أي من السكان، سواء كان مناضلا ضد الاستعمار أو مرتكبا لجريمة ضد الحق العام. بعد الاستقلال تم إدراج حكم الإعدام في قانون المحكمة العسكرية الصادر سنة 1956، كما أدرج في القانون الجنائي الصادر سنة 1962. تشير الدراسة ذاتها، واستنادا إلى إحصائيات وزارة العدل، إلى أنه ما بين سنة 1973 ونهاية سنة 2007 شهد المغرب 133 حكما بالإعدام. وخلال الفترة الممتدة ما بين سنة حصول المغرب على الاستقلال وإلى غاية شتنبر من سنة 1993 تم تنفيذ 54 من أحكام الإعدام، وتخص النسبة الأهم من هذا الرقم معارضين سياسيين. وبالرغم من تجميد تطبيق تلك العقوبة إلا أن ذلك لم يمنع المحاكم المغربية من إصدار أحكام الإعدام، ولعل آخرها الحكم الذي أصدرته محكمة سلا سنة 2012 بإعدام عادل العثماني، المتهم الرئيس في تفجير مقهى «أركانة» بمدينة مراكش، يوم الثامن والعشرين من شهر أبريل سنة 2011. إلى حدود فاتح أبريل من سنة 2013، وصل عدد المحكومين بالإعدام القابعين في السجون المغربية إلى 115 شخصا، 80 في المائة منهم متهمون في جرائم قتل، بينما 20 في المائة منهم متهمون بالتورط في جرائم إرهابية.
عقوبات الإعدام التي تم تنفيذها في المغرب منذ الاستقلال إلى اليوم: خلال الفترة الممتدة من سنة 1961 إلى غاية سنة 1993، تم تنفيذ حكم الإعدام في حق 54 شخصا، من بينهم 3 أشخاص فقط ممن أدينوا بجرائم الحق العام، في حين أعدم 51 شخصا أدينوا في قضايا ذات طابع سياسي. – سنة 1961: إعدام أربعة أشخاص بتهمة حيازة أسلحة وتهديد الأمن العام والقتل العمد في القضية التي حملت اسم الفواخري. – سنة 1964: إعدام المراهق عبد الرحيم إينوس، الذي لم يكن عمره يتجاوز 17 سنة، وأعدم حينها بتهمة إطلاق النار على الضابط لحسن الغول. – سنة 1971: في شهر يوليوز من هذه السنة تم إعدام 13 عسكريا، من بينهم 10 من صفوة الجيش الملكي (4 جنرالات، 5 كولونيلات وكوماندان واحد) أدينوا في محكمة عسكرية بتهمة تدبير انقلاب الصخيرات. – سنة 1973: أقل من سنة بعد محاولة الانقلاب الأولى، حاول الجنرال محمد أوفقير تنفيذ محاولة انقلاب ثانية في عملية عرفت ب«عملية البُراق» أو انقلاب طائرة «بوينغ 727» الملكية. على إثر هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة تم تنفيذ حكم الإعدام في حق 11 طيارا (أمقران، كويرة، عبد القادر زياد، حميد بوخالف، عبد العالي المهدي، أحمد بلقاسم، العربي بينوا، الطاهر بحراوي، عبد الرحمان كمون، الحاج العربي، اليزيد ميداوي) في شاطئ «الشليحات» قرب القنيطرة. أما في ما يخص الجنرال أوفقير، فقد عثر عليه جثة هامدة يوم 17 غشت 1972، أي في اليوم الموالي للمحاولة الانقلابية. – سنة 1973: في السنة نفسها، وأشهرا قليلة بعد إعدام مدبري المحاولة الانقلابية الثانية، تم إعدام 15 شخصا في أحداث مولاي بوعزة. – سنة 1974: تم إعدام سبعة أشخاص آخرين متورطين في ملف مولاي بوعزة. – سنة 1982: إعدام سفاحي الأطفال مصطفى متشوق وبوشعيب الزيناني بعدما ثبت في حقهما ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد في حق أبرياء وقاصرين، وتكوين عصابة مجرمين، والقيام باختطافات مع نيل فديات مالية، وقتل القاصرين المختطفين، ومحاولة قتل شرطي ورجل تابع للقوات المساعدة، والسرقة الموصوفة، واستعمال السلاح، والمس بعرض قاصرين بالعنف، وإخفاء الجثث. – سنة 1993: توقف تنفيذ عقوبة الإعدام لأكثر من عشر سنوات في المغرب، قبل أن يتم تنفيذها مرة أخرى، ستكون آخر مرة في حق عميد الشرطة ثابت الذي اغتصب أزيد من خمسمائة سيدة ووثق جرائمه الجنسية في أشرطة، وقد أعدم في شهر شتنبر من السنة ذاتها، بعدما تحولت قضيته إلى قضية رأي عام شغلت الصغير والكبير.