أعلن البرلمان الأوربي، الاثنين، أن رئيسته روبرتا ميستولا أطلقت إجراء عاجلا بطلب من السلطات القضائية البلجيكية لرفع الحصانة عن نائبين أوربيين في إطار التحقيق بتهم الفساد داخل هذه المؤسسة إثر فضيحة على صلة بقطر. والنائبان المعنيان هما الإيطالي أندريا كوزولينو والبلجيكي مارك تارابيلا، وينتميان الى كتلة الاشتراكيين الديمقراطيين كما أفادت مصادر مقربة من الملف. النائبان يشملهما التحقيق الذي دفع بالمحققين البلجيكيين إلى توقيف نائبة رئيسة البرلمان النائبة الاشتراكية اليونانية إيفا كايلي في 9 ديسمبر. وبين من تم توقيفهم أيضا شريك حياة كايلي، الإيطالي فرانشيسكو جورجي الذي يشغل أيضا منصب المساعد البرلماني لكوزولينو، والنائب الاشتراكي الأوربي الإيطالي السابق بيار-انطونيو بانزيري وكذلك مسؤول في منظمة غير حكومية هو نيكولو فيغا-تالامانكا. وجهت إلى هؤلاء الأشخاص الأربعة تهم "الانتماء إلى منظمة إجرامية" و"تبييض الأموال" و"الفساد"، في إطار فضيحة أثارت صدمة في البرلمان الأوربي وتوترا بين قطر والاتحاد الأوربي. لم تتمكن كايلي من الاستفادة من حصانتها البرلمانية لأنها ضبطت بالجرم المشهود بعد العثور على "أكياس من الأوراق النقدية" في شقتها. وقد جردت من منصبها كنائبة لرئيسة البرلمان الأوربي في 13 ديسمبر إثر تصويت بشبه إجماع النواب الأوربيين. في بلجيكا، أدى التحقيق إلى عشرين مداهمة بين 9 و12 ديسمبر، بما في ذلك داخل البرلمان الأوربي. وتم تفتيش منزل مارك تارابيلا في 10 ديسمبر في هذا الإطار، بحسب مصدر قضائي. في المجموع، ضبط المحققون البلجيكيون 1,5 مليون يورو نقدا بحسب مصدر قضائي، خصوصا في منزلي بانزيري وكايلي وكذلك في حقيبة كان ينقلها والد كايلي. وقالت رئيسة البرلمان الأوربي روبرتا ميتسولا على "تويتر"، الاثنين، "استجابة لطلب من السلطات القضائية البلجيكية، أطلقت إجراء عاجلا لرفع الحصانة عن عضوين في البرلمان. لن يكون هناك إفلات من العقاب على الإطلاق". وأضافت ميتسولا "سيجد المسؤولون هذا البرلمان إلى جانب القانون. الفساد لا يمكن أن يأتي بنتائج، وسنقوم بكل شيء من أجل محاربته". ستنقل ميتسولا هذا الطلب رسميا إلى أعضاء البرلمان الأوربي خلال جلستهم العامة المقبلة في 16 يناير في ستراسبورغ. سيتعين على اللجنة البرلمانية للشؤون القانونية لاحقا النظر به في جلسة مغلقة وإعلان مشروع قرار، سيعرض في نهاية الأمر للتصويت أمام كل النواب الأوربيين في جلسة عامة. وجاء في بيان أيضا أن رئيسة البرلمان "طلبت من كل الدوائر واللجان إعطاء الأولوية لهذا الإجراء تمهيدا لإنجازه في 13 فبراير". اعتبارا من 13 ديسمبر قرر الحزب الاشتراكي البلجيكي تعليق عضوية مارك تارابيلا. وفي ديسمبر، أعلن الحزب الديمقراطي الإيطالي تعليق عضوية اندريا كوزولينو "كاجراء وقائي" إلى حين "إغلاق التحقيقات الجارية في فضيحة + قطرغيت+"، وذلك من أجل "حماية صورة الحزب". وتم العثور على حوالى 600 ألف يورو في منزل النائب الاشتراكي الأوربي الإيطالي السابق بانزيري الذي أسس في العام 2019 في بروكسل منظمة غير حكومية لمكافحة الإفلات من العقاب، في نهاية ولايته بصفته نائبا في البرلمان الأوربي. وألقي القبض على زوجته وابنته في إيطاليا، في ظل صدور مذكرة توقيف أوربية بحقهما. وهما تطعنان في تسليمهما إلى بلجيكا. وتواصل إيفا كايلي إنكار تلقيها أموالا من قطر للتأثير على قراراتها السياسية، فيما اتهم محاميها جورجي ب"خيانة ثقة" رفيقته. وبحسب مصدر قضائي بلجيكي، فقد عثر في شقتها في بروكسل على أكياس مليئة بأوراق نقدية بقيمة 150 ألف يورو. كما ضبط والدها وبحوزته حقيبة تحتوي على 750 ألف يورو نقدا .