سُجنت نائبة رئيسة البرلمان الأوروبي اليونانية إيفا كايلي احتياطياً في بروكسل الأحد بتهم "فساد" في تحقيق يجريه قاض بلجيكي بشأن مبالغ كبيرة قد تكون دفعتها قطر للتأثير على قرارات داخل هذه المؤسسة الأوروبية الرئيسية. وأكد مصدر قضائي لوكالة فرانس برس أن كايلي (44 عاماً) وثلاثة أشخاص آخرين سجنوا بقرار من قاضٍ في بروكسل بعد يومين على توقيفهم في إطار تحقيق يستهدف تصرفات دولة قطر. وأوضح المصدر القضائي أن كايلي لا تستطيع الاستفادة من حصانتها البرلمانية لأنها أوقفت "في حالة تلبس". وأكد المصدر تقارير صحافية أوردت أنه كانت بحوزة كايلي "أكياس مليئة بالأوراق النقدية" في شقة النائبة الاشتراكية الاوروبية. وتم تفتيش الشقة مساء الجمعة في العاصمة البلجيكية. أكدت النيابة العامة تفتيش منزل عضو آخر في البرلمان الأوروبي هو البلجيكي مارك تارابيلا مساء السبت من دون أن يتم توقيفه. وعادت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا من مالطا إلى بروكسل لمؤازرة الشرطة الفدرالية في تفتيش منزل تارابيلا، على ما أفاد متحدث باسمها. وأوضح أن حضور الرئيسة مطلوب في مثل هذا التحقيق الذي يستهدف عضوًا في البرلمان الأوروبي انتُخب في بلجيكا "وفق ما يقتضيه الدستور البلجيكي". "غير مقبول" رأى المفوض الأوروبي لشؤون الاقتصاد باولو جنتيلوني الأحد أن قضية الفساد المفترض لحساب قطر التي تورط فيها ممثلون عن البرلمان الأوروبي، تعد "مساسا خطرا بسمعة" المؤسسة الاوروبية. وقال جنتيلوني في برنامج على تلفزيون "راي" الإيطالي "هذا مساس خطر جدا بسمعة" البرلمان الأوروبي، إنها "قضية معيبة وغير مقبولة". وذكرت الصحافة البلجيكية أن النائب الأوروبي السابق الإيطالي بيير أنطونيو بانزيري الذي بات يترأس منظمة غير حكومية لمكافحة الإفلات من العقاب "فايت انبيونيتي" سجن الأحد. كان مثل كايلي من بين الأشخاص الستة الذين تم اعتقالهم الجمعة في بروكسل بعد تنفيذ ما لا يقل عن 16 عملية تفتيش. وافرج عن اثنين من المشتبه بهم ووضع الأربعة الآخرون رهن الاعتقال بعد توجيه تهم "الانتماء إلى منظمة إجرامية وتبييض الأموال والفساد". وأفادت صحيفة "ليكو"البلجيكية بأن التحقيق طال والد كايلي إذ ضُبط وهو يحمل مبلغًا نقديًا كبيرًا "في حقيبة". ويشتبه في القضية أنه تم "دفع أموال طائلة أو تقديم هدايا كبيرة لأشخاص لديهم مناصب سياسية و/أو استراتيجية داخل البرلمان الأوروبي تسمح بالتأثير على قراراته"، وفق ما كررت النيابة العامة الأحد. "تحول تاريخي" وأتت القضية في خضمّ بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، فيما يبذل البلد المضيف جهودا بسبب تعرضه لانتقادات في مجال حقوق الإنسان ولاسيّما حقوق العمّال. كذلك، أتت القضية عشية جلسة عامة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ حيث يتوقع مناقشة العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وقطر من بين أمور أخرى. وكانت إيفا كايلي مقدمة برامج تلفزيونية سابقة تبلغ من العمر 44 عاما التي انتخبت في يناير 2022 نائبة لرئيسة البرلمان الاوروبي، زارت مطلع نوفمبر قطر حيث أشادت في حضور وزير العمل القطري علي بن صميخ المرّي بالإصلاحات التي نفّذتها البلاد في مجال ظروف العمل. ونشر سفير الاتحاد الأوروبي في الدوحة كريستيان تودور على تويتر أن اللقاء كان إيجابيا. وقالت النائبة الأوروبية في 22 نوفمبر من على منبر البرلمان الأوروبي إن "تنظيم قطر للمونديال يثبت التحول التاريخي لبلد ألهمت اصلاحاته العالم العربي". وأثار هذا التصريح جدلًا في صفوف اليسار والليبراليين، وعاد إلى أذهان العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي بعد الإعلان عن توقيفها. وقال عضو البرلمان الأوروبي، الفرنسي بيير كارليسكيند السبت على تويتر "أخشى أنني أفهم الآن…". دعت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا الاثنين إلى اجتماع لرؤساء المجموعات في ستراسبورغ لمناقشة التحقيق القضائي البلجيكي، بحسب ما أفاد مصدران في البرلمان لوكالة فرانس برس الأحد. ويعارض أعضاء البرلمان الأوروبي من كتلة الخضر والكتلة الاشتراكية الديموقراطية بدء مفاوضات بشأن رفع تأشيرات دخول القطريين إلى الاتحاد الأوروبي. وأعلنت ميتسولا السبت أنها جرّدت موقتا نائبتها اليونانية إيفا كايلي من مهامها بما في ذلك تمثيلها في الشرق الأوسط. وطالب نواب يساريون في البرلمان الأوروبي، ومن بينهم فيليب لامبرتس الذي تحدث باسم كتلة الخضر، باستقالة كايلي التي أعلن الحزب الاشتراكي اليوناني (باسوك كينال) فصلها مساء الجمعة.