قال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، إن ميثاقي حساب تحدي الألفية اللذان استفاد منهما المغرب بمبلغ إجمالي يناهز مليار دولار، كان لهما أثر جد إيجابي على ساكنته المحلية. أدلى رئيس الحكومة، بهذا التصريح، الأربعاء، في واشنطن، على هامش مباحثات أجراها مع رئيسة مؤسسة "حساب تحدي الألفية"، أليس أولبرايت.
وتأتي مباحثات أخنوش، التي حضرتها أيضا، وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، في إطار قمة قادة الولاياتالمتحدة وإفريقيا، المنعقدة بالعاصمة الفدرالية الأمريكية ما بين 13 و15 دجنبر الجاري، والتي يمثل فيها أخنوش الملك محمد السادس. من جانبها، أوضحت أولبرايت أن هذين الميثاقين المنجزين في المغرب يعدان "نموذجا للنجاج" بالنسبة لمؤسسة حساب تحدي الألفية. كما عبر الجانبان عن "ارتياحهما الكبير" بشأن تقدم الميثاق الثاني، الذي تجاوزت نسبة الالتزام به 90 في المائة، فيما قاربت نسبة الأداء 80 في المائة، ودعا أخنوش، بهذه المناسبة، رئيسة حساب تحدي الألفية، إلى القدوم للمغرب خلال سنة 2023، للاحتفال باختتام الميثاق الثاني. وفي تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، قالت أولبرايت إن علاقات التعاون مع المغرب "طويلة الأمد وجد المثمرة".. يشار إلى أن قمة قادة الولاياتالمتحدة وإفريقيا تجمع ممثلي حوالي 50 بلدا، والمجتمع المدني والقطاع الخاص من القارة الإفريقية، فضلا عن مسؤولي الإدارة الأمريكية ومفوضية الاتحاد الإفريقي. ويناقش المشاركون في أشغال هذه القمة، التي تنظم على مدى ثلاثة أيام، بعض التحديات الأكثر إلحاحا في العالم، تهم على الخصوص جائحة كوفيد-19 وتغير المناخ، والديمقراطية والحكامة، والأمن والتجارة والاستثمارات وتطوير شراكات بين البلدان الإفريقية والولاياتالمتحدة. إلى ذلك، أجرى رئيس الحكومة، أيضا، في واشنطن، مباحثات مع السفيرة كاثرين تاي، الممثلة التجارية للولايات المتحدة. كما أجرى المسؤول الحكومي، مباحثات مع رئيس الشؤون الدولية في شركة "ميتا"، نيك كليغ، والرئيس المدير العام لشركة "فيزا" الأمريكية. ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء إلى إرساء شراكة طويلة الأمد مع إفريقيا قوامها التجارة والحكم الرشيد، فيما تعهدت شركات أميركية استثمار مليارات الدولارات في القارة التي صارت فيها الصين فاعلا رئيسيا. في كلمته خلال القمة، تجنب بايدن نطق اسم الصين لكنه أوضح أن الولاياتالمتحدة ستتبنى مقاربة مختلفة. في أول قمة من نوعها منذ أن نظم الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما اجتماعا مماثلا مع القادة الأفارقة عام 2014، قال بايدن إن الولاياتالمتحدة تسعى إلى "شراكات ليس لإرساء التزام سياسي وتعزيز التبعية، بل لتحفيز النجاح المشترك والفرص". وأضاف "عندما تنجح إفريقيا، تنجح الولاياتالمتحدة. العالم كله ينجح". تعهدت إدارة بايدن استثمار أكثر من 55 مليار دولار في القارة خلال القمة التي بدأت الثلاثاء وتنتهي الخميس. وانتظم الأربعاء منتدى أعمال للشركات الأميركية والإفريقية شهد وعودا باستثمار أكثر من 15 مليار دولار. في تناقض مع الصين التي تنتهج سياسة عدم التدخل في شؤون البلدان التي تستثمر فيها، شدد بايدن في كلمته أمام ضيوفه أن للحكم الرشيد أثر كبير على التجارة. وسلط الرئيس الأميركي الضوء على "القيم الأساسية التي توحد شعوبنا – جميع أفراد شعوبنا، وخاصة الشباب: الحرية والفرص والشفافية والحكم الرشيد". وأضاف أن "التحول الاقتصادي في إفريقيا يعتمد على الحكم الرشيد، وصحة السكان، والطاقة الموثوقة والميسورة التكلفة". أعلن بايدن عن حزمة مساعدات بقيمة 100 مليون دولار للطاقة النظيفة، كما أعلن البيت الأبيض عن 800 مليون دولار أخرى من التمويل العام والخاص للتنمية الرقمية في إفريقيا. تجاوزت الصين في العقد الماضي الولاياتالمتحدة في الاستثمار في إفريقيا من خلال مشاريع ضخمة للبنية التحتية غالب ا ما يتم تمويلها عبر قروض بلغ مجموعها أكثر من 120 مليار دولار منذ بداية القرن. وحذ ر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن القادة الأفارقة في اليوم الأول للقمة الثلاثاء، من أن نفوذ الصين وروسيا "يمكن أن يكون مزعزعا للاستقرار". في أحد أكبر تعهدات الشركات، قالت شركة "فيزا" الرائدة في مجال بطاقات الائتمان إنها ستضخ مليار دولار في إفريقيا لتطوير الدفع الرقمي – وهو مجال برزت فيه الصين عالميا. بدورها، أعلنت كل من "سيسكو" وشريكتها "سيباستيون" التزامهما تخصيص 858 مليون دولار لتعزيز الأمن السيبراني من خلال 10 عقود في إفريقيا لمعالجة هذه الثغرة التي تعرقل تطور القطاع. وقالت مجموعة "إي بي دي" إنها ستخصص 500 مليون دولار لتعزيز التكنولوجيا السحابية، بدءا من ساحل العاج، من خلال مراكز للبيانات يمكنها ان تعمل مع شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى. وتعه دت شركة "مايكروسوفت" العملاقة توظيف أقمار صناعية لتأمين الوصول إلى الانترنت لعشرة ملايين شخص تقريب ا، في محاولة لسد الفجوة الإلكترونية في القارة. وسيعطي المشروع الأولوية للوصول إلى الإنترنت في مناطق بمصر والسنغال وأنغولا ليس لديها إمكانية الوصول إلى الإنترنت غالب ا بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وقال رئيس مايكروسوفت براد سميث إنه معجب بأداء مهندسي الشركة في نيروبي ولاغوس. وأضاف، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أن في إفريقيا "لا يوجد نقص في المواهب ولكن هناك نقص كبير في الفرص". تنفي الصين الاتهامات الأميركية بأنها تفرض "فخ ديون" في الدول الإفريقية وتتهم بدورها الولاياتالمتحدة بتحويل القارة إلى ساحة معركة جيوسياسية. وجعلت الولاياتالمتحدة الكثير من مساعداتها للبنية التحتية مشروطة بالمعايير الديموقراطية. وشارك وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في توقيع اتفاقية بقيمة 504 ملايين دولار مع بنينوالنيجر في إطار "مؤسسة تحدي الألفية" التي تمول مشاريع في الدول التي تفي بالمعايير الأساسية للحوكمة الجيدة. وتهدف الاتفاقية إلى ربط ميناء كوتونو في بنين بعاصمة النيجر غير الساحلية نيامي، وتقدر الولاياتالمتحدة أن يعود المشروع بالنفع على 1,6 مليون شخص. وقال رئيس النيجر محمد بازوم "لطالما اعتبرنا هذا الميناء ميناءنا الطبيعي"، مشيدا بالشراكة مع الولاياتالمتحدة ومتعهدا إجراء "إصلاحات مؤسسية" لدعم التجارة. وفي تلميح مبطن للصين، قال بلينكن إن الصفقة لن "تثقل كاهل الحكومات بالديون". وأضاف "ستحمل المشاريع بصمات الشراكة الأميركية. ستكون شفافة. ستكون ذات جودة عالية. ستكون مسؤولة أمام الناس الذين تقصد خدمتهم".