يلعب المنتخب الوطني المغربي مباراة الترتيب مع كرواتيا، عقب انهزامه أمام بطل العالم "فرنسا" بهدفين نظيفين، في اللقاء الذي جرت أطواره اليوم الأربعاء، على أرضية ملعب البيت، بمدينة الخور القطرية، لحساب نصف نهائي كأس العالم قطر 2022. ودخل المنتخبان المباراة في جولتها الأولى عازمان على افتتاح التهديف، بغية تسجيل الهدف الأول الذي سيمكن المنتخب المغربي من مواصلة كتابة التاريخ، بعدما بدأ في كتابته، بالعبور إلى المربع الذهبي، موشحا نفسه كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز، فيما سيجعل فرنسا تلعب النهائي الثاني لها على التوالي، بعد تتويجها باللقب سنة 2018 على حساب كرواتيا. وقبل بداية اللقاء، قام وليد الركراكي بإقحام أشرف داري مكان نايف أكرد، الذي أحس ببعض الآلام في التسخينات الأولية، فيما دخل المنتخب الفرنسي المباراة بدون مقدمات، بعدما تمكن من تسجيل الهدف الأول منذ الدقيقة الخامسة عن طريق اللاعب ثيو هيرنانديز، ليجد المنتخب الوطني المغربي نفسه متأخرا في النتيجة منذ البداية. وكاد المنتخب الوطني المغربي أن يدرك التعادل في الدقيقة العاشرة عن طريق اللاعب عز الدين أوناحي، بتسديدة قوية من خارج مربع العمليات، لولا التدخل الجيد للحارس لوريس، الذي تمكن من إبعاد الكرة بصعوبة، لتتواصل المباراة بعد ذلك في شذ وجدب بين المنتخبين، بحثا عن التعديل من قبل الأسود، ولإضافة الهدف الثاني من طرف الديكة. ومنع القائم المنتخب الفرنسي من تسجيل الهدف الثاني عن طريق أوليفييه جيرو في الدقيقة 17، في حين الذي يعاني القائد غانم سايس من الإصابة، ما جعله يطلب التغيير بعد مرور ثلث ساعة الأولى من اللقاء، ليضطر الركراكي لإخراجه مضطرا وإقحام سليم أملاح مكانه، ليعود ذلك الناخب الوطني لخطته المعهودة التي لعب بها في المباريات السابقة. وحاول أسود الأطلس إدراك التعادل بشتى الطرق الممكنة، من خلال المحاولات التي أتيحت لهم، إلا أن التسرع وقلة التركيز في اللمسة الأخيرة حال دون تحقيق المبتغى، فيما بقي المنتخب الفرنسي يناور بين الفينة والأخرى بحثا عن الهدف الثاني الذي سيريحه مع مرور الدقائق، دون تمكنه هو الآخر من تحقيق مراده. واستحوذ المنتخب الوطني المغربي على الكرة وعلى وسط الميدان طولا وعرضا مع مرور الدقائق، أملا في تعديل النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، إلا أن غياب لاعب يتمم الهجمات، أدى إلى عدم الوصول إلى شباك لوريس، الذي كان في شبه راحة، فيما واصل الديكة مناوراتهم دون تسجيل أي جديد من ناحية عداد النتيجة، لتنتهي بذلك الجولة الأولى بتقدم رفاق مبابي بهدف نظيف على أبناء وليد الركراكي. وبدأ الركراكي الجولة الثانية بتغيير آخر، بإخراج نصير مزراوي، الذي بدى مرهقا في الشوط الأول، مقحما مكانه يحيى عطية الله، لعله يقدم الإضافة في 45 دقيقة الأخيرة، وتعديل النتيجة، للمرور على الأقل إلى الشوطين الإضافيين، خصوصا وأنه كان صاحب التمريرة التي أهدت الهدف للأسود في مباراة البرتغال برأسية يوسف النصيري. وبسط المنتخب المغربي سيطرته على مجريات الجولة الثانية منذ صافرة الحكم المكسيكي سيزار أرتور بحثا عن التعديل، وهو ما كاد أن يحققه في أكثر من مناسبة، لولا التسرع وقلة التركيز في اللمسة الأخيرة، فيما عاد رفاق مبابي إلى الوراء لحماية مرماهم، في ظل الاندفاع المتواصل لأبناء وليد الركراكي. وقام مدرب فرنسا ديشامب بإقحام توران مكان أولييه جيرو، فيما أقحم وليد الركراكي زكرياء أبو خلال مكان سفيان بوفال، وعبد الرزاق حمد الله مكان يوسف النصيري، لعلهما يقدمان الإضافة في خط الهجوم، لتعديل النتيجة قبل نهاية المباراة، فيما ظل المنتخب الفرنسي في دفاعه، معتمدا على سرعة لاعبيه في الهجمات المرتدة، لإضافة الهدف الثاني ضد مجريات اللعب. وواصل وليد الركراكي تغييراته، بإجرائه لآخر تغيير، بعدما قام بإقحام عبد الصمد الزلزولي مكان سليم أملاح، الذي دخل في الشوط الأول مكان القائد غانم سايس، علما أن السيطرة والمبادرة الهجومية كانت لصالح المنتخب الوطني المغربي، فيما ظل المنتخب الفرنسي يناور إلى أن سجل الهدف الثاني في الدقيقة 79 عن طريق البديل راندال كولو مواني، عابرا بمنتخب بلاده إلى النهائي لمواجهة الأرجنتين، وملحقا المغرب بلعب مباراة الترتيب أمام كرواتيا. واستمرت الأمور على ماهي عليه في الدقائق الأخيرة من المباراة، بهجمة هنا وهناك دون تمكن أي طرف من تحقيق مبتغاه، لتنتهي المباراة بانتصار فرنسا بهدفين نظيفين على المنتخب الوطني المغربي، الذي كتب التاريخ بأحرف من ذهب، بعدما وشح نفسه كأول منتخب عربي وإفريقي يتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم. وسيلعب المنتخب الفرنسي مع الأرجنتين في نهائي كأس العالم قطر 2022، يوم الأحد 18 دجنبر الجاري، فيما سيقابل المنتخب الوطني المغربي نظيره الكرواتي، مباراة تحديد المركز الثالث والرابع، يوم السبت 17 من الشهر ذاته، بداية من الساعة الرابعة عصرا، بملعب خليفة الدولي، بالعاصمة القطريةالدوحة.