في خروج جديد ومثير للسلفيين الذين أوقفتهم السلطات المغربية بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، خلال عودتهم من سوريا، واعتقلتهم وحاكمتهم طبقا لمقتضيات قانون الإرهاب، سرّب المعتقلون العائدون من سوريا والقابعون بسجن الزاكي، رسالة إلى اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، يكشفون فيها أسباب وتفاصيل رحيلهم للجهاد إلى جانب «الجماعات الجهادية» في بلاد الشام. يقول معتقلو ملف «الجهاد في سوريا» في رسالتهم، والتي تتوفر « اليوم24» على نسخة منها، «عشنا طوال حياتنا في مغربنا العزيز، ولم يثبت علينا أبدا أننا ارتكبنا أي جريمة أو ذنب سواء أكان صغيرا أو كبيرا، لا في حق الفرد أو في حق المجتمع أو في حق النظام، لكن مشكلتنا هي أننا لما رأينا الشعب السوري يُقتّل ويُذبّح أبناؤه وتُغتصب نساؤه، ذهبنا من بلدنا المغرب إلى سوريا وسافرنا بشكل عادي بمباركة أمنية لمساعدة الشعب السوري». وحول الدافع الرئيس لسفرهم، قالوا: «رأينا ملك البلاد وحكومة عبد الإله بنكيران وعلماء الأمة الإسلامية ومنهم مغاربة، يدعمون القضية السورية، كما تابعنا حينها اجتماع أصدقاء سوريا بمدينة مراكش، ورحبنا بإصدار فتوى من طرف علماء المسلمين ومنهم مغاربة حين أكّدوا على أنّه يجب على كل مسلم أن يساعد إخوانه وأخواته في سوريا، فلبينا النداء». واستطردوا، «قضينا بسوريا مدّة من الزمن تقل عن 6 أشهر لغالبية كل المعتقلين في إطار هذا الملف، وعند عودتنا إلى أرض الوطن، حسبنا أنه سيحتفل بنا، لكننا تفاجأنا في المطار بالقبض علينا، واستنطاقنا وتقديمنا للمحاكمة بتهم إرهابية». وحرص أصحاب هذه الرسالة، على طرق أبواب الجمعيات والمؤسسات الحقوقية الرسمية وغير الرسمية بقولهم: «نحن أناس أبرياء من تهمة إرهاب المغاربة، وتخويفهم أو التخريب في هذا الوطن العزيز، نؤكد للجميع أننا سنكون أول من سيقف ضد كل من له مثل هذه الأفكار». وتأتي رسالة المعتقلين السلفيين العائدين من سوريا، بعد مرور أقل من 3 أشهر عن رسالة أنس الحلوي الذي قتل امس، وهو المعتقل السلفي السابق والناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، والذي كشف فيها هو الآخر أسباب التحاقه للقتال بسوريا، حيث ربطها ب»رفع الظلم عن أهل الشام، بعدما ضاقت دروب العمل السلمي بالمغرب»، بحسب تعبير رسالة الحلوي. وعلق عبد الرحيم الغزالي، الناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، على مضمون الرسالتين، في اتصال هاتفي أجرته معه «اليوم24» بقوله إن «رسالة أنس الحلوي ورسالة العائدين من سوريا المعتقلين بالزاكي، تُجمعان على أن السلفيين المغاربة حسموا أمرهم واختاروا العمل السلمي في بلدهم، لأنه لا عمل بات مقبولا في المغرب غير النضال والعمل السلمي، سواء في المجال الدعوي أو الحقوقي»، فالمغرب، يقول الغزالي، «يتعامل سلميا، ونحن نؤمن بحل مشاكلنا مع النظام سلميا، أما في البلاد الإسلامية الأخرى كسوريا، والتي رحل إليها عدد من الإسلاميين لنصرة الإسلام، فإنها تشهد التقتيل والتنكيل بالمسلمين».