لا زالت تداعيات اتخاذ ر ئيس البيرو لقرار استعادة العلاقات مع الجمهورية الوهمية لجبهة البوليساريو الانفصالية تتسبب له في حالة إحراج داخل البلاد، وتجر وزراءه لمساءلة غير مسبوقة أمام المؤسسة التشريعية. بيرو سيزار لاندا، وزير الخارجية البيروفي الجديد، مثل نهاية الأسبوع الماضي أمام مجلس النواب ، بعدما نجحت المعارضة في جره للمساءلة بسبب قرار استعادة العلاقات مع الجبهة الانفصالية. وحاول لاندا تبرير القرار الذي اتخذه الرئيس البيروفي، قائلا أن البوليساريو "تصدر جوازات سفر معترف بها في أمريكا اللاتينية، وهي عضو في الاتحاد الافريقي"، وبدا في المقابل متشبثا كذلك بعلاقة بلاده مع المغرب، بعدما تبادل البلدان السفراء وأطلقا آلية التشاور السياسي وتقدما في الاتفاقيات الاقتصادية. ما طبع هذه الجلسة البرلمانية، هو انزعاج الوزير من المساءلة التي خضع لها والتي تعد غير مسبوقة في تاريخ البلاد، وقال في هذا الصدد بغضب أنه "لا يمكن للبرلمان التدخل في السياسة الخارجية"، وأنه " لم يسبق أن تم استجواب وزير خارجية من قبل بشأن معالجة المسائل المدرجة على جدول الأعمال الدولي للبلاد، وهو أمر يستحق التذكر". وقررت دولة البيرو إعادة الاعتراف بالجمهورية الوهمية، بعدما كانت قد سحبت الاعتراف بها خلال منتصف غشت الماضي، أي في أقل من شهر واحد. ومباشرة بعد اتخاذ الرئيس بيدرو كوستيلو القرار، قدم وزير الخارجية استقالته، رغم أن تعيينه في المنصب يعود فقط إلى 5 غشت الماضي. ونشرت الصحافة في البيرو أن قرار الاستقالة جاء نتيجة الاختلاف الحاصل بين الرئيس ووزير الخارجية في ملفات دولية، وكان ملف الصحراء الملف الذي فجر الأمور. وتعد البيرو من دول أمريكا اللاتينية التي غيرت موقفها من الصحراء مرات عديدة منذ الثمانينيات، حيث اعترفت بالجبهة الانفصالية سنة 1984 إبان رئاسة فيرناندو بلاوندي، ثم جمد الاعتراف الرئيس ألبيرتو فوجيموري سنة 1996، وحدث الاعتراف مجددا مع الرئيس الحالي بيدرو كاستليو خلال شتنبر2021، وجرى تجميد الاعتراف مجددا مع الرئيس نفسه خلال غشت الماضي، وتعود البيرو بعد شهر إلى الاعتراف ب"البوليساريو".