وضع وزير خارجية جمهورية البيرو استقالته وغادر الحكومة بالتزامن مع تراجع رئيس البلاد بيدرو كاستيلو عن قرار سحب الاعتراف بجبهة البوليساريو الانفصالية وفق تغريدة نشرها في موقع تويتر. ولم تمر سوى أسابيع قليلة حتى تراجعت البيرو عن سحب اعترافها بجبهة البوليساريو، وأعلن الرئيس البيروفي بيدرو كاستيلو، قرار عودة الاعتراف مساء الثامن من شهر شتنبر الجاري، قائلا: "بعد مرور عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، نعيد التأكيد على استمرارنا في الدفاع عن حقها في تقرير المصير السيادي". لكن وبعد بعد ساعات سيقدم ميغيل رودريغيز ماكاي وزير الخارجية استقالته، وجاء في رسالة خاطب بها الرئيس أنه خلال فترته على رأس الدبلوماسية "كان الهدف المنشود هو إنعاش السياسة الخارجية لبيرو، وتصحيح الأخطاء ومحاولة تعزيز مسار الحياة الدولية لبلدنا، بدءًا دائمًا من الصرامة الأكاديمية والمهنية مع الاسترشاد بالشخصيات والمراجع العظيمة للدبلوماسية البيروفية والقانون الدولي". وتعتقد وسائل إعلام بيروفية أن قرار وزير الخارجية له عدة أسباب من بينها التراجع عن سحب الاعتراف بالجبهة الانفصالية وفتح جبهة عدائية مع المملكة المغربية التي يمكن أن تكون حليفا مهما للبلاد. ويذكر أن قرار سحب الاعتراف أعلنت عنه وزارة الخارجية قبل أسابيع وكان على رأسها آنذاك الوزير المستقيل فقد نشرت بلاغا بتاريخ 18 غشت الماضي، تعبر من خلاله عن "احترامها للوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها الوطنية، وكذا لمخطط الحكم الذاتي". مضيفة أن "هذا القرار اتخذ انسجاما مع الشرعية الدولية، المنصوص عليها في ميثاق منظمة الأممالمتحدة، وفي احترام كامل لمبادئ الوحدة الترابية للدول الأعضاء في الأممالمتحدة. كما يأتي لدعم الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل التوصل إلى حل سياسي وواقعي ودائم وتوافقي للنزاع حول الصحراء". وكانت البيرو قد اعترفت بالبوليساريو كدولة سنة 1984 إبان رئاسة فيرناندو بلاوندي، ثم جمد الاعتراف الرئيس ألبيرتو فوجيموري سنة 1996، وحدث الاعتراف مجددا مع الرئيس الحالي بيدرو كاستليو خلال سبتمبر 2021، وجرى تجميد الاعتراف مجددا مع نفس الرئيس خلال غشت الماضي.