توج المنتخب الجزائري لأقل من 17 سنة، بلقب كأس العرب للناشئين، لأول مرة في تاريخه، جراء الانتصار على المغرب بالضربات الترجيحية بواقع 4/2، بعد نهاية المباراة التي جرت أطوارها اليوم الخميس، على أرضية ملعب السيق بولاية معسكر، بالتعادل الإيجابي هدف لمثله بين المنتخبين. وخيمت الحيطة والحذر على بداية الجولة الأولى من المباراة، بعدما انحصرت الكرة في وسط الميدان في أغلب الفترات، إذ ظل كل منتخب ينتظر ارتكاب الآخر لخطأ ما في التغطية الدفاعية، لإيجاد الثغرة التي ستمكنهما من الوصول إلى الشباك لافتتاح التهديف. ومع مرور الدقائق، تمكن المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة من بسط سيطرته على مجريات الشوط الأول، سعيا منه لتسجيل الهدف الأول، الذي سيمكنه من تسيير اللقاء بالطريقة التي يريدها، فيما ضيع المنتخب الجزائري العديد من الفرص في وسط الميدان، نتيجة ارتباك لاعبيه. وكان أبناء سعيد شيبا قريبين من افتتاح التهديف مع منتصف الجولة الأولى، لولا التسرع في التسديد، والتدخل الجيد للحارس الجزائري ماستياس حماش، فيما ظل رفاقه يناورون بين الفينة والأخرى وقتما سنحت لهم الفرصة، بحثا عن مباغتة المغرب بهدف ضد مجريات اللعبً دون تمكنهم من ذلك في ظل غياب النجاعة الهجومية. وتواصلت الأمور على ماهي عليه، اندفاع المنتخب الوطني المغربي بحثا عن إنهاء الجولة الأولى متقدما، مقابل اعتماد منتخب الجزائر على الهجمات المرتدة، التي لم تشكل أية خطورة على الحارس طه بنغزيل، لينتهي الشوط الأول على وقع البياض، علما أن مدرجات ملعب السيق كانت ممتلئة عن آخرها. وكانت الجولة الثانية مغايرة تماما لسابقتها، بعدما تمكن المنتخب الوطني المغربي من تسجيل الهدف الأول عن طريق اللاعب محمد الرشيدي في الدقيقة 50، مستغلا ارتباكا بين لاعبي الجزائر في الدفاع، تقدم جعل المدرب أرزقي رمان، يطلب من لاعبيه التقدم أكثر بغية إدراك التعادل، ومن ثم البحث عن الانتصار، خصوصا وأن البطولة تجرى على أرضية ملعبهم وأمام جماهيرهم. وحاول المنتخب الجزائري إدراك التعادل بشتى الطرق الممكنة، إلا أن الفشل كان العنوان الأبرز لكل محاولاته، جراء التسرع وكذا الوقوف الجيد لدفاع أشبال الأطلس، رفقة الحارس طه، الذي تصدى لكل الكرات التي اتجهت نحوه، فيما اعتمد لاعبو المغرب على الهجمات المرتدة، لعل إحداها تهديهم الهدف الثاني. وسيطر رفاق يوسف بلقايد على مجريات المباراة بعد تسجيل المنتخب المغربي للهدف الأول، فيما عاد هذا الأخير للوراء لتأمين تقدمه، في ظل الاندفاع المتواصل للمنتخب الجزائري، الذي لم يفلح في استغلال الفرص التي أتيخت له في الجولة الثانية، بينما واصل الأشبال تشتيت الكرات، لتستمر الأمور على ماهي عليه دون التغيير في عداد النتيجة. وفي الوقت الذي كانت تتجه فيه المباراة إلى النهاية، بفوز المنتخب المغربي بهدف نظيف وتتويجه باللقب لأول مرة في تاريخه، تمكن المنتخب الجزائري من تسجيل التعادل عن طريق اللاعب اسماعيل الطيب شحيمة في الدقيقة 90، من تسديدة قوية من خارج مربع العمليات لا تصد ولا ترد، معيدا بذلك المباراة إلى نقطة البداية. ولم تعرف الدقائق الخمس الأخيرة المحتسبة كوقت بدل الضائع أي جديد من ناحية النتيجة، لتنتهي بذلك المباراة بالتعادل الإيجابي هدف لمثله بين المنتخبين، انتقلا على إثره إلى الضربات الترجيحية، التي آلت نتيجتها للمنتخب الجزائري بواقع 4/2، توج على إثرها بلقب كأس العرب للناشئين لأول مرة في تاريخه. وكان المنتخب الوطني المغربي، قد غادر المسابقة في نسختها الأولى التي كانت سنة 2011، من دور المجموعات، بعدما احتل الرتبة الثالثة بأربع نقاط، من فوز على العراق بهدفين نظيفين، وتعادل مع السودان بهدف لمثله، وخسارة أمام الجزائر، فيما أقصي من نصف نهائي نسخة 2012، أمام حامل اللقب المنتخب التونسي، بالضربات الترجيحية 4/2، بينما لم يشارك في نسخة 2014، علما أن البطولة ألغيت سنة 2021، بسبب فيروس كورونا.