عاد الحديث بقوة عن مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري، ليحضر خلال أسبوع واحد في خطاب للملك محمد السادس، وحوار للرئيس النيجيري محمد بخاري. وقال بخاري في حوار حديث له مع وكالة أنباء دولية، إن قوى كبرى مثل المملكة المتحدة والاتحاد الأوربي مدعوة للاستثمار في خط نقل الغاز من بلاده نحو أوربا مرورا بالمغرب. وأوضح بخاري، أنه لإنجاز هذا المشروع، فبلاده بحاجة إلى شراكة طويلة الأمد، محذرا مما وصفه ب"نفاق" عرقلة مشاريع في إفريقيا ودعمها في أماكن أخرى من العالم. أثار الملك محمد السادس، أول أمس الاثنين، موضوع أنبوب الغاز الذي ينتظر أن يربط المغرب بنيجيريا، في واحد من أضخم المشاريع التي ستعرفها القارة الإفريقية قريبا. وقال الملك في رسالة وجهها إلى المشاركين في مؤتمر إطلاق المنتدى الإفريقي للمستثمرين السياديين الذي تحتضن أشغاله مدينة الرباط، إن إفريقيا اختيار وجداني وعقلي في الآن نفسه، واختيار واضح وإرادي يجسده التزام المغرب من خلال العديد من المبادرات الرامية إلى تعزيز ودعم التعاون والتنمية الاقتصادية في إفريقيا. وبالحديث عن المقاربات الشاملة والتشاركية التي انخرط فيها المغرب من أجل رفع التحديات العديدة الراهنة والمستقبلية في القارة، أثار الملك قضية أنبوب الغاز المغربي النيجيري، وقال إنه "يمكن أن نشير كذلك إلى الجهود المبذولة من أجل تسريع وتيرة الإدماج المالي للقارة، فضلا عن المشاريع الرامية إلى تعزيز السيادة الطاقية للقارة مثل المشروع الضخم لأنبوب الغاز الذي سيربط بين نيجيريا والمغرب". حديث الملك عن هذا المشروع، يأتي بعد أيام قليلة من وصف وزير الشؤون الخارجية النيجيري، جيوفري أونياما، التعاون الاقتصادي الذي يربط بلاده بالمغرب ب"الثوري"، وسط استعداد بلاده لمد أنبوب الغاز مع المغرب، في واحد من أهم المشاريع في القارة. وأكد رئيس الدبلوماسية النيجيرية خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عقب مباحثاتهما على هامش أشغال الاجتماع الوزاري الأول لدول إفريقيا الأطلسية، "نحن جد مرتاحين لهذه العلاقة التي أثمرت عن بعض المشاريع في إطار الشراكة بين نيجيريا والمغرب". وكانت نيجيريا قد صادقت قبل أسبوعين على دخول شركة البترول الوطنية النيجيرية في اتفاقية مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "سيدياو"، لبناء خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب. وقال وزير الدولة للموارد النفطية النيجيري، تيميبري سيلفا، في تصريح للصحافة، عقب اجتماع للمجلس التنفيذي الفيدرالي النيجيري، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية النيجيرية، إن المشروع وصل مرحلة التصميم الهندسي الأولي، و"خط الأنابيب سينقل الغاز عبر عدة دول في غرب إفريقيا، إلى المغرب، ومن خلاله إلى إسبانيا وأوربا". وسيربط خط أنابيب الغاز النيجيري مختلف الدول الساحلية في غرب إفريقيا، ليصل إلى طنجة، ومنها إلى قاديس بإسبانيا، وعلى طول 5660 كلم، وسيتم تشييده على عدة مراحل ليستجيب للحاجة المتزايدة للبلدان التي سيعبر منها وأوربا، خلال 25 عاما القادمة، وسيمر بكل من بينين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا. ويتوخى المشروع الاستراتيجي لخط أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، الذي تم إطلاقه بمبادرة من الملك محمد السادس والرئيس محمد بخاري، والذي تم التوقيع على اتفاق التعاون بشأنه في ماي 2017، أن يشكل حافزا للتنمية الاقتصادية لمنطقة شمال غرب إفريقيا. كما يحمل إرادة قوية للإدماج وتحسين التنافسية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة من خلال، على الخصوص، تسريع الكهربة وتطوير الاستقلال الطاقي للمنطقة، ودعم التنمية وتحسين ظروف الحياة وشروط العيش للساكنة المجاورة للمشروع. كما يتعلق الأمر بإعطاء دينامية للاقتصاد الإقليمي عبر تطوير فروع منتجة لمناصب الشغل، بالإضافة إلى التقليص من "إحراق" الغاز واستعمال طاقة موثوق بها ومستدامة.