تستعد اسرائيل، لإطلاق ماتصفه ب"قمة النقب"، والتي ستجمع لأول مرة وزراء خارجية اسرائيل وأمريكا ودول عربية من بينها المغرب، وسط تحفظ أردني على الحضور، ورفض من الفصائل الفلسطينية، وانتقادات من مناهضي التطبيع في المغرب. وتعقد القمة المشتركة، بعد ظهر اليوم الأحد، في فندق "إسروتيل كيدما" الفاخر الواقع في منطقة "سديه بوكير" بالنقب جنوبي إسرائيل، إذ سيغلق بالكامل لاحتضان المناقشات السياسية التي ستجري هناك، والتي سيكون التهديد الإيراني محورها المركزي، حسب ما ذكر بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية. سيشارك بالقمة المقرر إجراؤها في سديه بوكير بالنقب، لأول مرة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى جانب نظيره الإسرائيلي، يائير لابيد، بالإضافة إلى وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد، ووزير خارجية البحرين، عبد اللطيف الزياني، ووزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ووزير الخارجية المصري، سامح شكري، من الجانب العربي. وبالتزامن مع ذلك، وجهت الفصائل الفلسطينية انتقادات شديدة اللهجة لمشاركة أربع وزراء خارجية عرب، في اجتماع النقب، وحذرت من تشكيل "ناتو عربي-إسرائيلي"، لمحاربة الدول والقوى التي تعارض وتقاوم المخططات المعادية. وقالت حركة حماس في بيان أصدرته اليوم إن "لقاء وزراء عرب مع الصهاينة على أرض فلسطينالمحتلة سلوك يتناقض مع مواقف ومصالح الأمة الرافضة للتطبيع". واستهجنت "قبول بعض وزراء خارجية دول عربية الاجتماع مع مسؤولين صهاينة على أرض فلسطينالمحتلة"، في الوقت الذي قالت فيه إن أرض النقب تتعرض ل "أبشع أنواع الاستيطان والتهويد لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية، ويمارس بحق شعبنا صنوف الاضطهاد والإرهاب والقتل والتهجير". وجددت حماس رفضها المطلق لأشكال التطبيع كافة مع الاحتلال، وأكدت أن مثل هذه اللقاءات "لا تخدم سوى العدو في تكريس عدوانه المتواصل ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، كما أنها سلوك يتناقض مع مواقف ومصالح الأمة وشعوبها الرافضة للتطبيع". من جانبه، أصدر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع اليوم الأحد بلاغا غاضبا، اعتبر فيه أن لقاء النقب "تكريس محور سياسي أمني عسكري بالمنطقة تقوده تل أبيب و يخدم أمنها و ريادتها للمنطقة"، منبها إلى ما وصفه ب"خطورة مسار التطبيع الذي تجاوز كل الخطوط الكلاسيكية، بما يهدد حاضر و مستقبل البلاد و روابط الدولة بشعبها و روابطها بمحيطها الحضاري و التزاماتها تجاه القدس و فلسطين و كل شعوب الأمة".