اقتنى مجلس المستشارين، في خطوة من شأنها أن تثير الجدل، 11 سيارة فاخرة من طراز "مرسيدس" مطلع هذا الشهر، في أوج الأزمة، وتصاعد الاحتجاجات جراء ارتفاع الأسعار. ستوزع السيارات الجديدة على أعضاء مكتب المجلس. يتعلق الأمر، عدا رئيسه، بكل من محمد حنين (فريق التجمع الوطني للأحرار)، وأحمد اخشيشن (فريق الأصالة والمعاصرة)، وفؤاد قديري (الفريق الاستقلالي)، والمهدي عتمون (الفريق الحركي)، وعبد السلام بلقشور (الفريق الاشتراكي)، ومحمد سالم بنسمعود (فريق الاتحاد العام للشغالين بالمغرب)، وميلود معصيد، فريق الاتحاد المغربي للشغل)، وعبد الإله حفظي (فريق الاتحاد العام لمقاولات المغرب)، ومصطفى مشارك (فريق التجمع الوطني للأحرار)، وجواد الهلالي (فريق التجمع الوطني للأحرار)، وصفية بلفقيه (فريق الأصالة والمعاصرة). كان الرئيس السابق، عبد الحكيم بنشماش، قد اقتنى في بداية عهده رئيسا، 11 سيارة مماثلة، ب550 مليون سنتيم، عام 2016. هذه السيارات سيجري الآن تسليمها إلى رؤساء الفرق بهذا المجلس، بعد "إصلاحها وتحسين تجهيزاتها"، وفق إفادة رسمية تحصل عليها موقع "اليوم 24" من مكتب المجلس. لكن منسقي المجموعات في هذه الغرفة التي تطال الانتقادات أدوارها، جرى استثناؤهم من الحصول على تلك السيارات. تبدأ أثمان السيارات الجديدة التي وافق رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، على شرائها، من 505 آلاف درهم، وتصل إلى 825 ألف درهم وفق المواصفات المطلوبة. تحدث صحفي "اليوم 24" إلى ميلود معصيد، محاسب مجلس المستشارين بشأن قيمة الصفقة، لكنه رد قائلا بأن "الصفقة جرت بعيدا عنه". ثم أضاف: "يتيح لي القانون حق الاطلاع على وثائق الصفقة، لكن لم يجر إبلاغي بأي من هذه التفاصيل". لكنه قال مستدركا: "يحق لأعضاء المكتب الاستفادة من هذه السيارات على كل حال". تشير المعلومات المتحصل عليها من إفادات في قسم المحاسبة بهذا المجلس إلى أن زكريا الحنيني، مدير ديوان رئيس المجلس، أشرف على الصفقة التفاوضية مع الموزع الحصري لعلامة ميرسيديس في المغرب. لم يشأ هذا المدير الإجابة على رسائل بعثها إليه صحفي "اليوم" بخصوص هذه التفاصيل. كانت فضيحة مماثلة قد حدثت في عهد رئيسه السابق، بنشماش، وحاول تدارك الموقف بالإيحاء بأن السيارات "ستخصص للمجلس وليس لأعضاء المكتب". تطلب تصديق ذلك، شكاوى بعثها بنشماش آنذاك إلى الشرطة، وإلى أعضاء مكتبه لاستعادة السيارات منهم. وما هو مهم أكثر أن بنشماش تذرع بتهالك أسطول سيارات المجلس آنذاك، لتبرير اقتناء تلك السيارات الإحدى عشر. لكن الأمر مختلف هذه المرة، فسيارات الميرسيديس التي اقتناها خلفه، ميارة، "ستوزع على أعضاء مكتب مجلس المستشارين" وفق إفادة محاسب المجلس. بينما تلك التي اقتناها بنشماس، "سوف تسلم إلى رؤساء الفرق بالمجلس". يتعلق الأمر بكل من عبد السلام اللبار، رئيس الفريق الاستقلالي، والمرابط الخمار، رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة، ومحمد البكوري، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، وعبد اللطيف مستقيم، رئيس فريق الاتحاد العام للشغالين (حزب الاستقلال)، ويوسف إيذي، رئيس الفريق الاشتراكي (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية)، وامبارك السباعي، رئيس الفريق الحركي (الحركة الشعبية)، وآمال العمري (رئيسة فريق الاتحاد المغربي للشغل)، ومحمد يوسف العلوي، رئيس فريق الاتحاد العام لمقاولات المغرب). السيارات المتبقية من ال11، ستوزع على مدراء مركزيين في مجلس المستشارين بدلا عن منسقي المجموعات المتبقين في هذا المجلس. حاول صحفي "اليوم 24″، الحصول على إفادة من رئيس المجلس بشأن هذه الصفقة، لكن لم يتسن ذلك. سيتزامن نشر تفاصيل هذه العملية، مع توجيه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، منشورا إلى أعضاء حكومته من الوزراء، وأيضا المندوبين السامين والمندوب العام والمندوب الوزاري، يحث على تقليص الإنفاق العام إلا للضرورة بسبب الظروف الحالية.