استعاد برشلونة مركزه الثالث من أتليتكو مدريد، عقب انتصاره على غريمه التقليدي ريال مدريد برباعية نظيفة، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم الأحد، على أرضية ملعب سانتياغو برنابيو، لحساب الجولة 29 من الدوري الإسباني. وبدأت المباراة في جولتها الأولى متحركة منذ البداية بين الطرفين، حيث حاول كل فريق بسط سيطرته على مجريات اللقاء، بغية تسجيل هدف السبق، خصوصا من قبل برشلونة الذي يبحث عن الفوز لاستعادة مركزه الثالث من الأتليتكو، الذي احتله مكانه بعد الانتصار أمس على رايو فاليكانو بهدف نظيف. وكانت المبادرة الأولى من قبل ريال مدريد عن طريق فالفيردي، الذي سدد الكرة نحو الشباك، إلا أن شتيغن أبعدها إلى برم الأمان، محافظا على نظافة شباكه، ليرد عليه كورتوا بالتصدي لتسديدتي أوباميانغ وديمبلي، ليستمر الإمتاع بعد ذلك في رقعة الميدان بين اللاعبين، بالتمريرات القصيرة، والانسلالات عبر الأجنحة، سعيا منهما لإيجاد ثغرة تمكنهما من الوصول إلى الشباك. وتمكن برشلونة بعد العديد من المحاولات، الوصول إلى شباك كورتوا في الدقيقة 29 بقدم اللاعب أوباميانغ، معلنا بذلك عن التغيير في عداد النتيجة، تقدم جعل أنشيلوتي يحث لاعبيه على الاندفاع أكثر بغية إدراك التعادل، إلا أنهم فشلوا في تدبير مراحل الجولة الأولى، نتيجة غياب دينامو خط الهجوم كريم بنزيما، خصوصا عندما ينسل فينسيوس ورودريكو من الأظهرة. وكاد فينسيوس أن يهدي التعادل إلى الريال من خلال هجمة مرتدة، لولا قلة تركيزه في اللمسة الأخيرة عندما انفرد بالحارس شتيغن، ولأن في عالم الكرة من يضيع يسجل عليه، عاقب برشلونة النادي الملكي بتسجيله للهدف الثاني برأسية أراوخو في الدقيقة 38، ليجد بذلك رفاق مودريتش أنفسهم أمام ضرورة تقليص الفارق، بعدما كانوا يبحثون عن التعادل. وحاول ريال مدريد تقليص الفارق من خلال المحاولات التي أتيحت له، إلا أنها كلها باءت بالفشل، في ظل غياب النجاعة الهجومية، علما أن المرينغي افتقد لرأس حربة صريح، فيما عادت التيكي تاكا البرشلونية في الدقائق الأخيرة، ما جعل الفريق يحتفظ بالكرة كثيرا، منهيا بذلك الجولة الأولى بالتقدم بهدفين نظيفين على الريال. ودخل ريال مدريد الجولة الثانية عازما على تقليص الفارق منذ البداية، إلا أنه تفاجأ باندفاع برشلونة الذي أراد إضافة الهدف الثالث، وهو ما تمكن منه في الدقيقة 47 عن طريق فيران توريس، ليتسرب بذلك فقدان الثقة إلى نفوس اللاعبين، ما جعلهم يضيعون كرات عديدة في وسط الميدان جراء التسرع في التمرير. وفي الوقت الذي كان الريال يلتقط أنفاسه للعودة في اللقاء، أضاف برشلونة الهدف الرابع في الدقيقة 53 بقدم أوباميانغ، حيث احتاج الحكم خوان مارتينيز العودة إلى تقنية الفيديو المساعد "الفار" لتأكيد الهدف، لتستمر الأمور بعد ذلك بسيطرة برشلونية مطلقة على مجريات المباراة، مقابل دفاع مدريدي خوفا من تلقي أهدافا أخرى، مع الاعتماد على سرعة لاعبيه في الهجمات المرتدة، لعلها تقتنص هدفا يقلص به الفارق إلى ثلاثة أهداف. وتواصلت السيطرة البرشلونية على مجريات اللقاء، حيث كان الفريق قريبا من إضافة الهدف الخامس في أكثر من مناسبة، فيما فشل ريال مدريد في العودة، جراء عدم تناسق الخطوط، إضافة إلى تضييع العديد من الكرات من قبل اللاعبين، وكأنهم افتقدوا للتركيز بعد الهدف الرابع لبرشلونة، علما أن أنشيلوتي قام ببعض التغييرات سعيا منه لتغيير ما يمكن تغييره، إلا أن البدلاء لم يستطيعوا الدخول في الأجواء، في ظل التيكي تاكا التي فرضها أبناء تشافي. واستمرت الأمور على ماهي عليه فيما تبقى من دقائق، سيطرة برشلونية على مجريات اللقاء، مقابل دفاع مدريدي وعجز هجومي، جسد معاناة النادي الملكي عندما يكون قائده وهدافه كريم بنزيما غائبا، ما يؤكد أن هذا الأخير هو نقطة قوة الريال عند وجوده، ونقطة ضعفه في حالة غيابه، لتنتهي بذلك المباراة بانتصار برشلونة برباعية نظيفة، علما أنه الفوز الأول للنادي الكاتالوني بعد ست مباريات بدون انتصار في الكلاسيكو، على مدار الثلاث سنوات الأخيرة. ورفع برشلونة رصيده إلى 54 نقطة في المركز الثالث، بفارق الأهداف عن أتليتكو مدريد الرابع، وعلى بعد ثلاث نقاط من إشبيلية الثاني، علما أن الفريق الكتالوني تنقصه مباراة أمام رايو فاليكانو، فيما تجمد رصيد ريال مدريد عند النقطة 66 في صدارة الدوري الإسباني، حيث يبتعد ب12 نقطة كاملة عن غريمه التقليدي البرصا.