وجاء تفكيك الشبكة بعد أن تقدم شخص يتحدر من جماعة رأس العين الرحامنة بدائرة سيدي بوعثمان بشكاية لدى الدرك الملكي حول تعرضه لعملية نصب من طرف شبكة احتالت عليه في مبلغ 10 ملايين سنتيم، بعد أن أغراه أحد أفرادها بالمشاركة في استخراج كنز بمنطقة بوشان بإقليم الرحامنة. وأثناء انخراطهما في عملية الحفر، ليلة 14 غشت المنصرم، فوجئا بمجموعة من الأشخاص ادعوا أنهم من سكان الدوار برفقة قائد المنطقة يضربون عليهم حصارا ويقومون بتكبيل المشتكي، عاقدين العزم على تسليمه للدرك الملكي، قبل أن يدخلا في مفاوضات مع القائد توجت بفك قيود المشتكي الذي تعهد بدفع مبلغ 10 ملايين سنتيم كرشوة مقابل إطلاق سراحه، وهو ما التزم به بعد مضي أيام قليلة، قبل أن يكتشف أنه وقع ضحية نصب واحتيال، وأن الشخص الذي ادعى أنه رجل سلطة لم يكن في الواقع سوى أحد أفراد عصابة منظمة تحترف النصب مدعية قدرتها على استخراج الكنوز المرصودة وفك طلاسمها، كما وقف على حقيقة أن الأشخاص الذين ادّعوا أنهم من سكان الدوار كانوا في الواقع يؤدون بإتقان أدوارا موكلة إليهم من طرف زعيم الشبكة. وبعد أيام من الاستماع إلى شكايته في محضر رسمي من طرف الدرك الملكي بمركز رأس عين الرحامنة، وبينما كان يقضي بعض مصالحه بمراكش، التقى المشتكي زعيم العصابة بأحد شوارع المدينة الحمراء، قبل أن يقرر الإمساك بتلابيبه ويحكم الخناق عليه مُصرًّا على تقديمه أمام المصالح الأمنية المحلية، التي أحالتهما على مركز الدرك الملكي برأس العين الرحامنة، حيث تم الاستماع إلى زعيم العصابة من طرف قائد المركز القضائي التابع لسرية الدرك الملكي بابن جرير. وعلمت «أخبار اليوم» أن المتهم الرئيس من ذوي السوابق العدلية، حيث سبق له أن قضى عقوبة حبسية بسبب إدانته بالنصب والاحتيال، كما أدين بتهمة هتك عرض قاصر حين كان فقيها يُحفّظ القرآن الكريم للأطفال بأحد المساجد بضواحي مدينة مراكش. هذا، وقد اعترف المتهم بالمنسوب إليه، وروى أمام المحققين تفاصيل عملية النصب والاحتيال التي وقع ضحيتها المشتكي، كاشفا هوية باقي أفراد الشبكة التي يتزعمها، والتي يتحدر بعض عناصرها من مدينتي خنيفرة وإمنتانوت.