وقد منحت لجنة دعم الأعمال السينمائية، والتي كان يرأسها الراحل إدريس بنعلي، في دورتها الثانية لسنة 2012، مبلغ600 مليون سنتيم. وقد حصل مخرج الفيلم جيروم كوهن على أعلى مبلغ بفضل السيناريو الذي كتب بطريقة جيدة. ومن المنتظر أن يلقى فيلم كوهن نجاحا كبيرا، أكثر من الذي لقيه فيلمه السابق «عيشة قنديشة». وقد وافق الممثل المغربي حسن الفذ على المشاركة في العمل الذي يحكي عن العائلة الغنائية المغربية بوطبول. ويجسد الفذ دور «علي»، وهو سائق طاكسي يساعد ابن الفنان بوطبول، في الفيلم، على جمع شمل أركسترا أبيه بعد وفاته. وسيجسد الدور الرئيسي في الفيلم الفنان جاد المالح، الذي سيتقمص شخصية «ميخائيل بوطبول»، والذي سيأتي من باريس إلى المغرب لنعي والده مارسيل بوطبول. وهو الفنان المغربي اليهودي الذي اشتهر في المغرب منذ سنوات. بوطبول الابن قرر أن تحيي أوركسترا والده مراسيم الجنازة. هذه الفرقة التي تشتت شملها ما إن غادر رئيسها المغرب، ليقوم «ميخائيل» بالبحث عن أعضاء هذه الفرقة وجمع شملهم مرة أخرى، وقد كانت هذه هي وصية الأب قبل وفاته. الفيلم الذي تجري أحداثه بكل من باريس وطنجة يحكي عن التقاليد المغربية اليهودية. كما يحاول جيروم كوهن، من خلال فيلمه الجديد، أن يظهر الوحدة الثقافية المغربية، التي تستطيع المزج بين التقاليد اليهودية والإسلامية في آن واحد. ويوضح المخرج تمسك اليهود المغاربة ببلدهم المغرب، ويسلط الضوء على الأسباب التي دفعتهم لمغادرة بلدهم، والاستقرار بالمهجر. وتتخلل مشاهد الفيلم معزوفات موسيقية مغربية بكل من آلة العود والكمان، للفنان بوطبول. ويسترجع المخرج، من خلال فيلمه، الموروث الثقافي الموسيقي المغربي المتميز بالغنى. كما يعتبر الفيلم تكريما للموسيقى المغربية اليهودية، عبر تكريم أيقونتها الفنان بوطبول. وقد أعطى النجم الكوميدي العالمي جاد المالح موافقته المبدئية على المشاركة في الفيلم، في حين سيتم اختيار فنان آخر لتعويض الراحل محمد مجد، والذي كان قد أعطى موافقته للمشاركة في الفيلم قبل رحيله. يشار إلى أن الفيلم، وخلال عرضه أمام لجنة دعم الأعمال المغربية، حصل على إجماع اللجنة التي كان يرأسها الراحل بنعلي، حيث استحسن أعضاء اللجنة فكرة الجمع في الفيلم بين الموسيقى والثقافة والتقاليد المغربية اليهودية الغنية. إضافة إلى أن الفيلم يوضح التماهي الذي كان بين المسلمين واليهود المغاربة.