وبدا مزوار متحمسا للمشاركة في حكومة بنكيران حين تحدث أن حزبه أمام فرصة نادرة ليثبت أنه مستقل في قراراته ولا يتلقى التعليمات من أية جهة كانت. وأضاف مزوار أنه لما جلس إلى بنكيران في بيته استمع منه إلى عرض مفصّل حول تطورات المشهد السياسي، منذ تشكيل الحكومة قبل عام ونصف، لكنه توقّف عند الخلفيات التي أدت إلى خروج حزب الاستقلال منها. وأضاف مزوار أنه عرض، من جهته، تحليلا للوضع العام، ليخلص مزوار إلى القول: "وجدنا أنفسنا على تفاهم واتفاق كبير" حول تطورات الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد. إلا أن رئيس حزب "الحمامة"، وخلال نقاشه مع برلمانيي حزبه، أقر بأنه بين التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية اختلاف على مستوى الإيديولوجية، ومن ذلك أن الأحرار،يقول مزوار، "يرفض الخلط بين الدين والسياسة"، إلا أنه أردف قائلا: "إن قراراتنا تتحكم فيها المصلحة العليا لبلادنا". وخاطب مزوار البرلمانيين بالقول إن حزبه يوجد أمام فرصة ليؤكد أنه "حزب يمتلك قراراه، ولا يتلقى التعليمات من أية جهة"، وتوجه إليهم بقوله "فضلنا أن يكون القرار بيدكم لأنكم كبرلمانيين تمثلون الشعب، وأنتم أكثر من يعبر عن اختيارات الحزب وأطروحته، وأنتم أعضاء في المجلس الوطني للحزب كذلك". النقطة المتعلقة باستقلال الحزب في قراراته بدت كما لو كانت استفزازا لهم، بحيث أثارت ردود فعل متشابهة، عبرت في غالبيتها عن الرغبة في المشاركة في حكومة بن كيران الثانية، بل إن المستشارين البرلمانيين منهم، بدا خلال النقاش أنهم كانوا ضد الخروج إلى المعارضة منذ البداية، كما عبّر عن ذلك حسن سليغوة، مستشار برلماني من فاس. ولم يعارض المشاركة صراحة، في لقاء أول أمس، سوى محمد الحدادي، برلماني عن البيضاء، الذي قال "نحن في المعارضة بخير"، وأردف "أقول جهارا نهارا لا للمشاركة في هذه الحكومة"، و"اللي باغين الاستوزار أنا ماشي ضدهم"، موجها كلامه إلى وديع بنعبد الله، إلا أنه لما التفت هذا الأخير جهة الحدادي وجه الكلام إليه "أنا لا أقصدك أنت".