قال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، اليوم السبت في ندوة بفاس، إن تطور الإعلام ارتبط بتطور النزاعات العسكرية، مستحضرا محطات تاريخية من العلاقة المشتركة بين الإعلام والنزاعات، منها تطور الإذاعة مع الحرب العالمية الثانية، وقدرتها على اختراق حدود العدو بما تبثه عبر موجاتها. وشدد بوصوف، في مداخلة له في ندوة لفيدرالية ناشري الصحف، على أن "الإعلام الموضوعي والملتزم بأخلاقيات المهنة، ليس هو من يؤجج الصراعات والانقسامات والحروب، ولكنها أدوار يضطلع بها الإعلام الذي جعل نفسه أداة في يد السلطة السياسية أو المالية لخدمة أجنداتها". وخلص بوصوف إلى أن الأصوات المسموعة أكثر في وسائل الإعلام، هي تلك التي تشجع على التطرف وعلى التقسيم، مشيرا إلى أن الإعلام يتحمل جزءا من المسؤولية في ذلك، لأنه يضخم هذه الأصوات ويجعلها وكأنها تمثل الأغلبية. وتحدث بوصوف عن إشكالية استعمال الإعلام في صراع هوياتي، من أجل إذكاء الصدام والصراع داخل المجتمع الواحد، كما حصل في الحملة الرئاسية الفرنسية، حيث يقوم مرشح ذو توجه يميني متطرف بالاعتماد على قدراته الإعلامية ووسائل إخبارية، من أجل بث الكراهية والتفرقة في المجتمع، ويجعلها أساس برنامجه الانتخابي الذي يفتقد لمشروع مجتمعي، ولا يحمل حلولا للإشكاليات المختلفة التي يعرفها المجتمع الفرنسي.