احتجاجات واسعة للمحامين الشباب، عرفتها محاكم البلاد اليوم الأربعاء، أبرزها في مدينة الدارالبيضاء؛ حيث احتج المحامون داخل المحكمة الابتدائية المدنية، عما أسموه دفاعا عن المهنة، و"تنديدا بما يعرفه الوضع العام لقطاع العدالة من تراجعات خطيرة". يوسف الزرقاوي، رئيس جمعية المحامين الشباب بالدارالبيضاء، يؤكد في تصريح ل"اليوم24″، أن "المحامين يقظون بشأن ما تعيشه منظومة العدالة"، مبرزا أن" المحامي هو المؤهل الأول لرصد الاختلالات التي تعيشها المنظومة، وإيصالها إلى الجهات الرسمية، وبالتالي هو مؤهل كذلك إلى اقتراح حلول للحد منها". و"يتفق المحامون المحتجون على أن هذه الوقفة ليست سوى بداية النضال من أجل تجسيد وتكريس مطالب المحامين المشروعة"، بحسب المتحدث نفسه، ويضيف "عندما تكون هناك اختلالات في منظومة العدالة؛ فمن شأن ذلك عرقلة مهمة المحاماة التي تتمثل في الدفاع عن المواطنين". وتأتي هذه الوقفات بعيد تصريحات وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، بشأن إصلاح قانون المحاماة، وكان قد أثار خلالها الكثير من الانتقادات للاختلالات والانزلاقات التي يعرفها قطاع المحاماة. وكانت فيدرالية جمعيات المحامين الشباب بالمغرب، دعت إلى وقفات احتجاجية محلية اليوم، اعتبرتها فقط "بداية التصعيد الذي يدق ناقوس الخطر". ويقول عبد البر منديل، رئيس فيدرالية جمعيات المحامين الشباب في المغرب، اليوم، في تصريح ل"اليوم24′′، "إن احتجاج المحامين اليوم كان ناجحا بجميع المقاييس"، موضحا: "أن عددا كبيرا من المحامين شاركوا في هذه الخطوة النضالية". ومن بين أسباب الاحتجاج، يورد عبد البر منديل، "متابعات الحق العام، المنسوبة إلى المحامين، والصحافيين، والحقوقيين، فضلا عن ضرورة إثارة الانتباه إلى الوضع القاتم، الذي تعرفه منظومة العدالة"، مضيفا، أن "استقلال القضاء لم يتحقق منه سوى شكليات لم تحقق المطلوب"، موضحا أن "الجميع يتحدث عن الفساد المستشري، والجميع يشير إلى الآخر عبر توجيه أصابع الاتهام من دون أن يتحمل أحد مسؤولية في ذلك". يذكر أن عددا من المحامين عبروا عن احتجاجهم، قبل أيام، عبر تنفيذ وقفات احتجاجية محلية في مختلف محاكم المملكة، وعبر نزع الشارة البيضاء، وعبر بعضهم عن غضبه من خلال وسائط التواصل الاجتماعي، من قرار التشطيب، الذي طال محاميا في الدارالبيضاء، وذلك على خلفية تدوينة منسوبة إليه على "فايسبوك"، يتضامن عبرها مع النقيب محمد زيان، وانتقدوا كذلك الحكم بالسجن على محام في هيأة الرباط، قبل أسابيع.