شهدت المحاكم في مختلف المدن المغربية، اليوم الأربعاء، احتجاجات واسعة من طرف محامين ومحاميات، وذلك عبر نزعهم الشارة البيضاء من بدلة المحاماة في المحاكم والجلسات. والمحامون المحتجون لبوا نداء فدرالية جمعيات المحامين الشباب في المغرب، الذي وجهته إلى جمعيات المحامين الشباب في المغرب، وعموم المحامين، "بهدف توحيد الصفوف استعدادا لنهضة مهنية، ورد الاعتبار إلى مهنة المحاماة في المغرب". وقال المحامي عبد البر منديل، رئيس فدرالية جمعيات المحامين الشباب في المغرب، في تصريح ل"اليوم24″، "إن احتجاج المحامين اليوم كان ناجحا في جميع المقاييس"، موضحا: "أن عددا كبيرا من المحامين شاركوا في هذه الخطوة النضالية"، التي دعت إليها الفيدرالية السالفة الذكر. وأشار المحامي منديل إلى أن "المحامين من مختلف الأعمار شاركوا في هذا النوع من الاحتجاج، عبر نزعهم الشارة البيضاء من بدلة المحاماة في المحاكم والجلسات، وذلك في جميع المدن، التي تقع فيها المحاكم". و"من بين المشاركين في هذا الاحتجاج النقباء كذلك، على رأسهم النقيب عبد الواحد الأنصاري، رئيس جمعية هيآت المحامين بالمغرب"، يضيف المحامي عبد البر منديل، ومبررا ذلك بالقول: "إن المحامين لحمة، وجسد واحد". والمحامون المحتجون غاضبون مما أسماوه "الفساد المستشري وسط العدالة بشكل مخيف"، كما أنهم لن يكتفوا من خطوة نزع الشارة البيضاء من بدلة المحاماة اليوم، بل أعلن عبد البر منديل، رئيس فدرالية جمعيات المحامين الشباب بالمغرب، أثناء حديثه مع "اليوم24″، أنه في الأيام المقبلة سيرتدي المحامون كمامة موحدة تحمل رسالة لمن يهم الأمر"، وفقا لتعبيره. وبالإضافة إلى ذلك، "ستشهد المحاكم وقفات احتجاجية رمزية محلية من طرف المحامين، مع احترام الإجراءات الاحترازية على خلفية الوضع الوبائي في المملكة، ومن ثمة ستكون هناك وقفة وطنية، قد تعرف مشاركة مهمة من طرف مجموعة من المحامين". ومن بين أسباب احتجاج المحامين، يقول المحامي عبد البر منديل، "متابعات الحق العام، المنسوبة إلى المحامين، والصحافيين، والحقوقيين، فضلا عن ضرورة إثارة الانتباه إلى الوضع القاتم، الذي تعرفه منظومة العدالة"، مضيفا، أن "استقلال القضاء لم يتحقق منه سوى شكليات لم تحقق المطلوب"، موضحا أن "الجميع يتحدث عن الفساد المستشري، والجميع يشير إلى الآخر عبر توجيه أصابع الاتهام من دون أن يتحمل أحد مسؤولية في ذلك". يذكر أن عددا من المحامين عبروا عن احتجاجهم، قبل أيام، عبر وسائط التواصل الاجتماعي، من قرار التشطيب، الذي طال محاميا في الدارالبيضاء، وذلك على خلفية تدوينة منسوبة إليه على "فايسبوك" يتضامن عبرها مع النقيب محمد زيان، وانتقدوا كذلك الحكم بالسجن على محام في هيأة الرباط، قبل أسابيع.