تتوالى سلسلة التأجيلات لمحاكمة مدير مدرسة حسان بن ثابت في الرباط المتهم باغتصاب تلميذات قاصرات نزيلات خيرية دار المواساة. التأجيل هذه المرة يأتي لضمان الاستماع الى الضحايا في جلسة واحدة، حسب ما أفاد محامي جمعية "ما تقيش ولادي" ل"اليوم 24"، فالجلسة التي انعقدت يوم أمس الأربعاء بغرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالرباط، عرفت حضور ضحيتين اثنتين فقط، ذلك لكون بقية الضحايا التحقن بمخيم صيفي بمدينة إفران، ما دفع بدفاعهن الى طلب التأجيل مجددا للاستماع إلى الضحايا مجتمعات وذلك بتاريخ 10 شتنبر المقبل أي بعد بداية الموسم الدراسي.
الاستماع إلى الطفلات سبق أن خلق جدلا بين هيئة دفاعهن، المتكونة من محامي جمعية "ما تقيش ولادي" ومحامي المرصد الوكني لحقوق الطفل عبد الرحيم الجامعي، الذي طالب في جلسة سابقة بالاكتفاء بأقوال الضحايا في محاضر الشرطة ولدى قاضي التحقيق بدعوى عدم احراجهن في جلسة عمومية، في وقت رأى محامي "ما تقيش ولادي" ضرورة مواجهة الطفلات بالمتهم، على أساس أن المحكمة لها صلاحيات التقدير وعقد جلسة سرية لذلك ان اقتضى الأمر.
وكان من المقرر أن يتم في الجلسة التي تقرر تأجيلها الاستماع كذلك إلى الشهود في القضية، من ضمنهم معلمات في مدرسة حسان بن ثابت إلى جانب نجية أديب رئيسة جمعية "ما تقيش ولادي" التي عبرت في حديثها ل"اليوم 24" عن استغرابها لما أسمته "إقحام" هؤلاء المعلمات في الملف، متسائلة عن جدوى شهادتهن في الملف لكونهن "ما شافو حتى جاجة". وذكرت أنهن قمن بتنظيم مسيرة للتضامن مع المدير المتهم، وبالتالي فهن "مناصرات للمدير" . أديب أكدت في سياق حديثها استمرار الضغوط على الجمعية للتنازل على الدعوى، قائلة أن هذه الضغوط تتركز على الجمعية نظرا لبعد مقرات سكنى الفتيات، دون أن تكشف عن طبيعتها مشيرة إلى أن الكشف عنها سيتم في الوقت المناسب على حد تعبيرها. هذا وقد تحفظت المحكمة على الاستماع إلى شهادة رئيسة جمعية "ما تقيش ولادي" إلى حين مناقشة القضية دون توضيح أسباب ذلك.
ويتابع المدير بتهم "هتك عرض قاصر بالعنف، والتحرش الجنسي، وإعطاء قدوة سيئة،" وهي تهم قد تزج بالمدير في السجن لمدة ثلاثين سنة تحت ظروف التشديد لكون الضحايا كن "تحت سلطته ووصايته".
ويذكر أن القضية تخص اتهام مدير مدرسة حسان بن ثابت الابتدائية بالاعتداء جنسيا على 12 طفلة، مع استغلالهن في طقوس جنس جماعي مع التهديد بإعطائهن نقطا سلبية إن أفشين السر، حيث اتهمت جميع الفتيات اللاتي تم الاستماع إليهن مدير المدرسة، الذي يبلغ 55 سنة، بأنه كان يستغلهن جنسيا وهو في حالة سكر، ولا يتردد في تمزيق ثيابهن في حالة رفضت إحدى الفتيات الخضوع لرغباته .
مدير المدرسة الابتدائية يتابع حاليا وهو رهن الاعتقال، بعد أن تمت مواجهته بشهادات الفتيات القاصرات، حيث اعترف المدير خلال التحقيق بأنه كان يقبل ويعانق الفتيات في مكتبه، لكنه في الوقت نفسه نفى أن يكون قد استغلهن في ممارسات جنسية شاذة، لكونه كان يفعل ذلك وهو يعتبرهن "كبناته."