بدأ العد التنازلي للانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية ليوم الثامن من شتنبر، واندلعت معه حرب شرسة وتنافس سياسي حاد على بعد أيام قليلة من انتهاء الحملة الانتخابية، بين الأحزاب السياسية في العديد من "دوائر الموت"، التي انطلق فيها التسابق المحموم بين مرشحي الأحزاب نحو قبة البرلمان، خصوصا بدوائر جهة البيضاء-سطات، أملا من مرشحيهم في الظفر بعدد أكبر من أصوات الناخبين عشية حلول يوم الأربعاء القادم. إحدى دوائر "الموت" المشتعلة حملتها الانتخابية، "دائرة المحمدية"، التي تتنافس فيها أحزاب سياسية كبرى، في مقدمتها أحزاب الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، وحزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي. تنافس حاد تعرفه الدائرة الانتخابية بالمحمدية نهاية هذا الأسبوع الجاري بين وكلاء لوائح هذه الأحزاب الذين يتصارعون فيما بينهم، من أجل الظفر بالمقاعد التشريعية الثلاثة المخصصة لهذه الدائرة. أول العائدين بقوة إلى تشريعيات المحمدية وهو يمني النفس بالفوز بأحد مقاعدها المخصصة لمدينة الزهور بمجلس النواب، حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يراهن أمينه العام عبد اللطيف وهبي، على الطاهر بيمزاغ، مدير شركة المجموعة الرائدة في مجال تحويل اللحوم، "كتبية"، للفوز مرة أخرى باسم حزب الأصالة والمعاصرة، بعدما كان قد قرر عدم ترشحه. لكن وهبي، نجح في إقناع بيمزاغ، بالعودة مرشحا باسم حزب الجرار، خصوصا وأنه كان قد حصل على مقعد بمجلس النواب في الانتخابات التشريعية السابقة. وباتت كل المعطيات السياسية تشير إلى أن مالك "هوليدنغ الكتبية"، مازال يتوفر على حظوظ انتخابية قوية للظفر بتمثيل المحمدية تشريعيا بالغرفة الأولى. ويقود بيمزاغ الإدارة العامة لمجموعة "كتبية هولدينغ" التي تتواجد بالسوق الوطنية والدولية منذ أكثر من 35 سنة، وتشغل أزيد من 2500 أجير. "البام" ليس هو الحزب الوحيد الذي يطمع في الفوز بمعقد برلماني، فحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي حل رئيسه عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار بمدينة المحمدية، يوم الأربعاء الماضي في عز حملتها الانتخابية، لدعم مرشحي التجمع، وقام بجولة بعدد من أحيائها مرفوقاً بمحمد بوسعيد المنسق الجهوي، يطمع هو أيضا في فوز وكيل لائحة الأحرار هشام أيت منا بالانتخابات التشريعية بالمحمدية. بالنسبة للأحرار فإن إحدى نقط قوته في هذه الاستحقاقات هو رهانه على استثمار الرصيد الرياضي لرجل الأعمال هشام آيت منا، الذي قاد فريق شباب المحمدية، من أجل الظفر بالمقعد، معتمدا على الشعبية التي حققها وسط الجمهور الرياضي. أما حزب الاستقلال فإنه يراهن على البرلماني السابق سعيد التدلاوي، الذي قدم من حزب الحركة الشعبية، لأن التدلاوي يعد من أبرز المنتخبين الذي يحظى بشعبية واسعة في عدد من المناطق المحاذية للمحمدية، والتي يتوفر فيها على نفوذ انتخابي، خصوصا في منطقة سيدي موسى المجذوب، مما سيسهل عليه إقناع ناخبين وقاعدته الشعبية، التي ظل يضمن بها مقعدا في البرلمان لسنوات خلت. من الأحزاب المتنافسة في دائرة الموت بالمحمدية، حزب العدالة والتنمية الذي رشح البرلماني نجيب البقالي وكيلا للائحته، بعدما فضل سعد الدين العثماني الأمين العام للحزب الترشح في دائرة الرباط، لكن أغلب المتتبعين للشأن السياسي بمدينة الزهور، يشيرون إلى وجود مصاعب وانتقادات تحيط ب"البيجيدي"، بعد أن عرف بيته الداخلي اهتزازا عندما فضلت رئيسة المجلس البلدي سابقا إيمان صبير الانسحاب من حملة البقالي، والدخول معه في صراع تنظيمي مكشوف، تبادلا فيه اتهامات وانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن مصادر من داخل "البيجيدي" تصر على أن مقعده بالبرلمان مضمون رغم كل الإكراهات. أما حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي قاد لائحته التشريعية المهدي مزواري في انتخابات 2016، وحصل خلالها على 5198 صوتا، فهو يراهن على عبد الحميد الجماهري، مدير نشر جريدة الاتحاد الاشتراكي، والعضو بمجلس جهة الدارالبيضاءسطات سابقا، الذي قرر ترشيحه وكيلا للائحة بمدينة الزهور، أملا في استرجاع أمجاد الاتحاديين بهذه المدينة التي دبروا شؤون مجلسها البلدي لسنوات.