وسط صمت رسمي، تجري استعدادات كبيرة لاستقبال يائير لبيد، أول وزير خارجية إسرائيلي سيزور المغرب رسميا، ابتداء من بعد غد الأربعاء، وسط نأي رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بنفسه عن هذه الزيارة، وعزمه عدم لقاء الوفد الإسرائيلي. وفي السياق ذاته، قالت مصادر ل"اليوم 24″، إن لابيد سيرافقه في زيارته إلى المغرب وفد اقتصادي رفيع المستوى، يتطلع إلى تعزيز شراكاته مع القطاعات الإنتاجية المغربية، لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، على الرغم من أن ظروف كورونا لم تحل دون التقارب الاقتصادي بين البلدين، منذ استعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، حيث أجرى رجال الأعمال المغاربة، والوزراء المسؤولون عن القطاعات المغربية، اتصالات مباشرة مع نظرائهم الإسرائيليين. لبيد استبق قدومه للمغرب، وقال خلال اجتماع لكتلة حزبه "يش عتيد" في الكنيست، إنه بعد رحلته إلى المغرب، سيزور وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إسرائيل لافتتاح البعثة الدبلوماسية المغربية هناك. وقبل زيارة لابيد، قام المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلي، ألون أوشبيتس، بزيارة إلى المملكة المغربية، قبل أربعة أسابيع، وسلم بوريطة دعوة خطية من لبيد. وتأتي زيارة لابيد للمغرب، بعد أيام قليلة من بدء تسيير أول رحلة تجارية مباشرة بين إسرائيل والمغرب، حيث حطت، قبل أسبوع، أول رحلة تجارية مباشرة بين إسرائيل والمغرب في مراكش، وأقلت مائة سائح إسرائيلي، وستربط البلدين رحلات مباشرة بين تل أبيب، ومراكش، والدارالبيضاء، في خطوة تهدف إلى جذب 50 ألف سائح إسرائيلي إلى المغرب مع نهاية العام. يذكر أن المغرب كان قد أعلن، قبل سبعة أشهر، عن إعادة علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، بعد عشرين سنة من تجميدها، واستقبل وفدا إسرائيليا يرأسه مستشار الأمن القومي مائير بن شبات، بحضور أمريكي. من جهة ثانية، استبق رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني زيارة لابيد للمغرب، بتجديد تأكيد موقفه، الرافض للانتهاكات الإسرائيلية، وإعلانه عدم إدراج لقاء بينه ولابيد في البرنامج. وقال العثماني، في حوار مع تلفزيون "العربي"، إن اعتراف أمريكا بالسيادة المغربية على الصحراء نقلة غير مسبوقة، وتقلب الصراع رأسا على عقب، وتجعل له أفقا استراتيجيا جديدا، مقرا بتزامن هذا الاعتراف مع استعادة العلاقات المغربية الإسرائيلية بالقول: "هذه الخطوة صحيح أنها جاءت مع إعادة فتح العلاقات مع إسرائيل". ووصف العثماني، قرار استعادة العلاقات مع إسرائيل ب"القرار المؤلم"، وقال: "هذا قرار مؤلم وصعب، ولكن المصلحة الوطنية أعلى بكثير، وأكبر، والمهم أن الملك نفسه أكد على أن المغرب لم يغير موقفه من الكفاح الفلسطيني". وعن احتمال لقائه بلابيد، قال العثماني: "ليس في البرنامج أن ألتقيه، وعبرت مرارا عن موقفي من الانتهاكات الإسرائيلية، خصوصا الانتهاكات الأخيرة".