تعيش فيدرالية اليسار بزعامة نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، على صفيح ساخن، ومصير تحالفها السياسي بات في خبر كان، بعد أن تشبثت منيب بسحب التصريح المشترك للانتخابات القادمة، وبات رفاقها في حزبي الطليعة والمؤتمر الوطني المكونين لتحالف فيدراليةاليسار، يرون أن كل ما أقاموه من تحالف سياسي بين بعض من مكونات اليسار الوحدوي طيلة سنوات، تبخر في الهواء. بالنسبة إلى علي بوطوالة، الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، فقد اعتبر في تصريح ل"اليوم 24″، أنه من السابق لأوانه زوال الفيدرالية فهي لازالت قائمة، والحزبين المشكلان لها متشبثان بها كمشروع استراتيجي، وتحالف سياسي وانتخابي. وأعلن بوطالة أن فيدرالية اليسار ستدخل الانتخابات، بشعارها "الرسالة"، موضحا في حديثه للموقع، أنه "إذا حاول أي طرف أو ذاك، التراجع عن التصريح المشترك الذي وضعهناه سابقا بوزارة الداخلية، سنقدم توضيحات إلى مديرية الانتخابات، لأنها هي من نبهتنا، وسنتشبث بحقوقنا، وإذا تنازل الحزب الاشتراكي الموحد عن حقه في التحالف، فهذا لا يعني انتهاء التحالف مادام الحزبان المتبقيان والمشكلان للتحالف قائمان. وشدد بوطوالة، بأنهم كأحزاب اليسار الوحدوي، متشبثون بفيدرالية اليسار، خصوصا يضيف المسؤول الحزبي، "أن هناك في الحزب الاشتراكي الموحد، رفاق عديدون، لهم نفس القناعة، ومن تم يقول المتحدث "نحن نراهن رغم كل ما حصل أن الفيدرالية ستستمر، ونتمنى أن يتجاوز رفاقنا في الحزب الاشتراكي الموحد الصراع الذي يعيشونه وأن يقع فرز من هو مع التوجه الوحدوي، ومن هو ضده". وحول حقيقة إخبار وزارة الداخلية أحزاب الفيدرالية بانسحاب حزب منيب من تحالف الفيدرالية، كشف بوطوالة أن نبيلة منيب الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد كانت طلبت منه قبل يوم الأحد الماضي العمل على سحب التصريح المشترك، والاكتفاء بتقديم تصريح مؤقت يتعلق بالجولة الأولى للانتخابات المهنية، في انتظار حل المشاكل داخل حزب الاشتراكي الموحد، وبعدها التقدم بتصريح جديد، يتعلق بالانتخابات الجماعية والنيابية، مادام أمامنا متسع من الوقت إلى حين وصول موعد هذه الاستحقاقات، لكن بعد نقاشنا داخل اللجنة التنفيذية، للأمناء العامين بالأمس، تبين أنه ليس هناك من ضمانات أن المشاكل القائمة داخل حزب الاشتراكي الموحد، ستكون قابلة للتجاوز في ظرف أسبوع أو اسبوعين، ومن ارتأينا يضيف بوطوالة أمام استمرار الخلاف داخل الحزب الاشتراكي أن نتشبث بتصريحنا المشترك وبما قررناه سابقا. وقال الكاتب الوطني لحزب الطليعة الاشتراكي، "لا يمكننا أن نتخلى عن المشروع الاستراتيجي للفيدرالية، فقط بسبب لحظة انتخابية، نحن نعتقد بأن الانتخابات ستمر ولكن الفيدرالية ستبقى". وكشف بوطوالة أيضا، انهم بصدد معالجة هذا الإشكال السياسي من جميع جوانبه السياسية والقانونية والتنظيمية، قائلا في تصريحه:" رفاقنا انفردوا باتخاذ هذا الموقف ومن طبيعة الحال ليتحملوا مسؤولية هذا القرار وتبعاته. وفي تعليقه على وثيقة الساسي ومن معه، أوضح بوطوالة أنها "شأن داخلي داخل الحزب الاشتراكي الموحد الذي يسمح قانونه الأساسي بتأسيس تيارات".