نأى الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر بنفسه عن السجال بين أحزاب التقدم والاستراكية والأصالة والمعاصرة، والتجمع الوطني للأحرار واتهامه بالوقوف وراء "مؤسسة جود" التي توزع آلاف قفف المساعدات في مناطق متعددة من البلاد. وقال لشكر مساء أمس، خلال حلوله ضيفا على مؤسسة الفقيه التطواني، إن هناك من طالب بإيقاف العمل الإحساني على مقربة من الانتخابات "لي بغا يدير الإحسان مرحبا به، ولكن بإشراف من السلطة"، لأنه "عندما يتحول إلى رشوة سياسية فلا بد أن نستنكره". وعلى الرغم من أن حزبي التقدم والاستراكية والأصالة والمعاصرة انتقدا "مؤسسة جود"، واتهما حزب التجمع الوطني للأحرار بالوقوف وراءها واستغلالها على مقربة من الانتخابات، نأى لشكر بنفسه عن هذا النقاش، وقال إنه "لم ير". في المقابل، وجه لشكر دعوة للحكومة من أجل توقيف استغلال إمكانيات الدولة من قبل الوزراء على مقربة من الانتخابات، مضيفا أنه "على الحكومة أن تتداول في هذا الأمر وتقرر بشأن ما له علاقة بالوزراء، بإيقاف التدشينات أو على الأقل تغطيتها". وكان حزب التقدم والاشتراكية قد طالب، في بيان له، الليلة الماضية، السلطات العمومية بالتحرك لوقف ممارسات إحدى الجمعيات الخيرية، المحسوبة على حزب التجمع الوطني للأحرار، مشيرا، على الخصوص، إلى حملتها الأخيرة بمنح قفف رمضان في سياق انتخابي. واستنكر حزب التقدم والاشتراكية بشدة لجوء بعض الجمعيات، من ضمنها "مؤسسة جُود"، القريبة من أحد الأحزاب السياسية، إلى التوظيف السياسوي لمبدأ التضامن النبيل، من خلال تعبئة إمكانيات هائلة، وأعداد ضخمة من "قفف رمضان"، على نطاقات جغرافية واسعة، وفي عشية الاستحقاقات الانتخابية. واعتبر رفاق بنعبد الله أن ما تقدم عليه "جود" يهدف إلى "الاستمالة الفاضحة للمواطنات، والمواطنين، انتخابيا، وحزبيا، في محاولةٍ لاستغلال فقر وضعف عدد من الأسر المغربية"، معتبرين أن "هذا السلوك -يعتبر- انزياحاً خطيرا عن المغزى من التضامن، ومَسًّا واضحاً بسلامة التنافس السياسي الشريف بين الأحزاب، وخرقاً قانونيا، وأخلاقيا بليغاً". وعلى أساس ما ذكر، طالب المكتب السياسي للكتاب "السلطات العمومية بالعمل على إيقاف هذا الانحراف المُقلق، والاضطلاع الكامل بمهام المراقبة والضبط، بما يُجنب المجتمع كل عمليات، وسلوكات الإفساد، وبما يُصحح المسار بالنسبة إلى المسلسل الانتخابي الجاري"، يضيف البيان نفسه. الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، كان سباقا إلى إثارة الموضوع ذاته، إذ أشار إلى أن مؤسسة "جود" وزعت ما يقارب مليون قفة رمضانية، معتبرا أن المسألة أصبحت مشكلا سياسيا في المملكة، وتشكل "أكبر فضيحة أخلاقية تواجه المغرب"، في إشارة إلى استعمال هذا الدعم الغذائي "كرشاوى" انتخابية.