تستعد الحكومة المركزية الإسبانية، لاستقبال حاكمي المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، في ظل توجيه سياسيين إسبانيين اتهامات للمغرب، بمحاولة "خنق" اقتصاد المدينتين السليبتين، بسبب تعليق العمل في المعابر منذ بداية جائحة كورونا ووقف "التهريب المعيشي". وفي السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام إسبانية، اليوم الاثنين، خبر عزم وزير السياسة الإقليمية الإسباني، ميكيل إيسيتا، استقبال حاكمي مدينتي سبتة ومليلية السليبتين، خوان فيفاس وإدواردو دي كاسترو، غدا الثلاثاء. وأوضحت المصادر ذاتها أن إيسيتا سيعقد الاجتماع مع رئيس سبتةالمحتلة من الساعة 12:30 ظهرًا في المقر الوزاري؛ فيما ستبدأ المقابلة مع رئيس مليلية الساعة 4:30 مساءً. الحكومة المركزية الإسبانية أكدت وجود هذا اللقاء؛ إلا أنها لم تكشف عن تفاصيل القضايا التي سيتم تناولها فيه. استدعاء الحكومة المركزية لحاكمي المدينتين المحتلتين، يأتي بعد أيام من توتر أحدثته تصريحات رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، تشبث فيها بمغربية المدينتين السليبتين. وفي السياق ذاته، وفي حوار حديث لها مع وكالة أوربا بريس، قبل أيام، عبرت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغاريتا روبليز، عن رفضها لأي نقاش حول "إسبانية" المدينتين المحتلتين، وقالت إن "سبتة ومليلية إسبانيتين مثل مدريد". ورفضت الوزيرة الإسبانية تصريحات العثماني، مضيفة أن الجيش الإسباني، هو المسؤول عن نقل لقاح كورونا إلى المدينتين المحتلتين، رافضة فتح أي نقاش حولهما. وتوالت ردود الأفعال من طرف المسؤولين الإسبان، بعدما تحدث سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، قبل أسبوعين، عن قضية سبتة ومليلية المحتلتين، موجها ضمنيا رسائل إلى الجارة الشمالية إسبانيا. وقال العثماني، في حوار له مع قناة الشرق، إن "الجمود هو سيد الموقف حاليا"، بخصوص ملف المدينتين المحتلتين، مؤكدا أن الموضوع ظل معلقا منذ 5 إلى 6 قرون مضت. وتابع العثماني: "ربما سيفتح الملف في يوم ما، ويجب أولا أن ننهي قضية الصحراء، فهي الأولوية الآن، وقضية سبتة ومليلية سيأتي زمانها"، وزاد: "صحيح كلها أراضي مغربية (يقصد سبتة ومليلية)، يتمسك بهما المغرب كتمسكه بالصحراء". وشدد العثماني على أن "المهم الآن أن نبني العيش المشترك، والموقف الإسباني في قضية الصحراء أصبح اليوم أكثر اعتدالا، أي أكثر انسجاما مع قرارات مجلس الأمن، وهذا شيء إيجابي". ويرى رئيس الحكومة أن "التدبير المغربي لقضاياه تدبير سياسي ومن اجتهاده، ويملك قراره السيادي"، وذلك ردا على سؤال يتعلق بمدى وجود مقايضة للصحراء بالمدينتين المحتلتين، سبتة ومليلية.