كثر اللغط حول مشاركة وزير العدل، محمد بنعبد القادر، في نشاط لحزبه، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بمدينة الراشيدية، عقب انتهائه من سلسلة زيارات لمحاكم هنالك يوم الجمعة الفائت. وظهر بنعبد القادر محاطا بأفراد داخل مقر حزبه، ثم ألقى خطابا، بينما كان جمهوره مكتظا في القاعة، من دون وجود أي حرص على تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، بما في ذلك، عدم ارتداء الكمامات. كما أن الوزير نفسه لم يحترم تلك القواعد أيضا. والتقطت الصور في ساعة من الليل، لكن مصدرا حضر الاجتماع قال "إن النشاط كان قبل دخول حظر التنقل على الساعة التاسعة ليلا" وفق ما ينص عليه قانون الطوارئ. وشدد المصدر على أن الوزير "خرج من فندقه حوالي الساعة الخامسة مساء، وتوجه إلى النشاط المذكور ثم قفل عائدا قبيل سريان حظر التنقل". وتعرض وزير العدل لانتقادات شديدة على الشبكات الاجتماعية، فيما برز تشكيك في قدرة السلطات المحلية على تطبيق القانون "عندما يتعلق الأمر بوزير"، وفق ما بُث على شبكة "فايسبوك". وتفرض السلطات غرامات على الأشخاص الذين لا يرتدون الكمامات، كما أن قانون الطوارئ يمنع بشكل بات، أي تجمعات تزيد عن عشرين فردا، لكن أشرطة الفيديو المصورة للنشاط الذي شارك فيه بنعبد القادر، تظهر وجود أكثر من خمسين شخصا. وفي اليوم الموالي، قام بنعبد القادر بزيارة إلى مقر حزبه في مدينة تنغير، لكنه ظهر في الصور المنشورة مرتديا كمامة، وكذلك حال أغلب الموجودين في القاعة الصغيرة حيث عقد الاجتماع. وليس هذا فحسب، بل إن الانتقادات طالت استغلال وزير العدل لوسائل الدولة المعتمدة في تنقلاته لأنشطته الرسمية، والمشاركة في أنشطة حزبه. وليس هناك قانون يمنع المسؤولين الحكوميين من إدراج أنشطة خاصة ضمن جدول أعمالهم الرسمية، لكن أكثرية المسؤولين ينأون عن فعل ذلك تجنبا لأي انتقادات. ورغم هذه الانتقادات، فضل وزير العدل عدم التعليق على أي منها حينما اتصل به صحافي "اليوم 24′′، غير أن مصدرا مقربا إليه لمح إلى أن الانتقادات الموجهة إلى مشاركة وزير العدل في نشاط لحزبه في الراشيدية مبعثه "الشعور بالهزيمة لدى حزب منافس طالما نظر إلى الرشيدية كقلعة حصينة له، قبل أن يسيطر عليها مرشح باسم الاتحاد الاشتراكي في الانتخابات التي أجريت أياما قليلة قبيل هذه الزيارة". ويضيف: "هذه الانتقادات قليلة الأهمية حتى أن بذل الجهد للتعليق عليها عمل غير مجد". وحتى التساؤل بخصوص استعمال وسائل الدولة للتنقل إلى مقار لحزبه، أو المشاركة في أنشطة خاصة به، لم ير فيه المتحدث أي مشكلة، لكنه لم يقدم أي إيضاحات إضافية، مكتفيا بالقول "إن الأنشطة التي يشارك فيها السيد بنبعد القادر، معلنة وعمومية، وليس هناك أي عمل قام به بشكل خفي، أو بطريقة تدعو إلى التشكيك في طبيعته أو الوسائل المستخدمة للمشاركة فيه".