كشف منصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، عن سعيه إلى تشكيل لجنة للحكماء، تضم مغاربة، وجزائريين أساسا، لبحث حل لقضية الصحراء، وتقريب وجهات النظر. وقال المرزوقي، في جوابه عن سؤال ل"اليوم 24′′، في ندوة للجامعة الموازية في الرباط، مساء أمس السبت، عبر تطبيق "زوم"، "الفكرة جاءت من برلماني مغربي، ونحن بصدد العمل عليها، ونحن في بداية تنفيذ الفكرة وإن شاء الله تأخذ مكانها، وسنتصل ببعض الناس، لأستشف رأيهم". وأضاف المرزوقي: "إذا وجدنا استعدادا، وقبولا من طرف الإخوة الجزائريين، وأيضا المغاربة، سنمضي نحو تنفيذها، أملا في تقريب وجهات النظر". وذهب المرزوقي إلى القول إن تصوره لعمل لجنة الحكماء، أن يمتد، أيضا، إلى الاستماع إلى وجهات نظر عناصر البوليساريو". وخلال الندوة ذاتها، قال الرئيس التونسي السابق إن "ما وقع في الكركارات، محاولة لزحزحة الموضوع، ولا اعتقد أنها بوادر اندلاع حرب، إنه نوع من الرسالة، مفادها دعوة إلى تحريك الملف". وتابع المرزوقي: "أتمنى من أصدقائنا في المغرب، أن يلتقطوا الرسالة، القيادات الموجودة في المنطقة لابد أن تتفاعل مع مختلف الرسائل، واتحاد المغرب العربي قضية شعوب، وليست قضية زعماء". وفي الندوة ذاتها، أضاف المرزوقي أن "سياسة الجزائر تجاه النزاع حول الصحراء بين المغرب والبوليساريو، حققت أربع كوارث، أولها ما يتعلق بالكم الهائل من الموارد المالية، التي بدل أن تذهب إلى تنمية الجزائر، يتم إنفاقها على التسلح، وإلى دعم البوليساريو، ولم يغنم منها الشعب الجزائري أي شيء". وزاد المرزوقي: "نتحدث، أيضا، عن تضييع المغرب لموارد مالية مهمة، أنفقها على التسلح، ثم الجمود في تكوين اتحاد المغرب العربي"، وأخيرا، "ما يتعلق بالوضع الكارثي للصحراويين في مخيمات تندوف". وتساءل الرئيس التونسي السابق حول "ما الذي سيحدث في الأربعين سنة المقبلة؟، هل يتصور عاقل أن ينهار المغرب، وتكون هناك دولة مستقلة في المنطقة؟، فالجزائر بنفسها تعرف أن هذا السيناريو غير ممكن مطلقا". واسترسل المرزوقي قوله إن "الذي سيحدث فقط، هو مواصلة استنزاف المغرب، والجزائر، واستمرار معاناة المرتهنين في تندوف، ومواصلة منع قيام فضاء مغاربي إقليمي، نتعاون فيه جميعا، ونحل فيه مشاكلنا، لتنتعش اقتصادات الدول المغاربية"، مضيفا: "لابد أن نذهب إلى حلحلة المشكل، ورغم كل هذا الوضع أنا متفائل، لأن الجزائر بصدد التغيير، والجيل الجديد سيتخلى عن سردية النظام الجزائري القديم، وسيسعى إلى فتح الحوار مع المغرب".