وجه الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي نداء لمن وصفهم ب"إخوتنا الصحراويين" المحتجزين بمخيمات تندوف بالجزائر، داعيا فيه إلى الخروج من السراب الكاذب الذي يرتهنهم، قائلا "أنتم لديكم إمكانية أن يكون لكم ثلاثة أوطان، عوض الجري وراء وطن وهمي لن يوجد يوما". وأضاف المرزوقي، في كلمة له بندوة حول "واقع ومستقبل الحريات والديمقراطية في الجزائر" نظمتها منظمة الشعاع لحقوق الإنسان في لندن، أن الوطن الأول هو الحكم الذاتي داخل الوطن المغربي، والوطن الثاني هو أنه "يمكنكم أن تذهبوا من طانطان إلى طنجة وتتمتعوا"، والوطن الثالث هو الاتحاد المغاربي. لأنه لما يصير عندنا اتحاد مغاربي، يردف المرزوقي، معناه أنكم أنتم الصحراويون لكم الحق أن تستقروا بتونس وتعملوا في ليبا وتدرسوا في الجزائر، وتساهموا في الانتخابات التشريعية في المغرب والانتخابات البلدية في تونسوالجزائر، "سيكون لكم وطن مفتوح وجواز سفر مغاربي، سيمكنكم أن تكونوا جزءا من الأمة بأكملها". وأكد المرزوقي، أن الإخوة الصحراويين الموجودين بمئات الآلاف بتندوف في الجنوب الجزائري، هم رهائن لخيار سياسي خاطئ للنظام الجزائري، متسائلا هؤلاء الناس ما هو مستقبلهم؟ هل يمكن فعلا أن نتصور أن لهم مستقبل في إطار السربية الجزائرية الحالية؟. وتساءل المرزوقي، ما هو الوهم الذي يبيعه لكم هذا النظام الجزائري المتهالك، الذي كان سببا في وضع الشعب الجزائري والدليل على ذلك ثورة الشعب عليه، مشددا على أن النظام الجزائري القديم ارتكب جريمة في حق الجزائريين وفي حق الاتحاد المغاربي وفي حق "هؤلاء المساكين الذين هم مرتهنين أكثر من 40 سنة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشون فيها". وأضاف الرئيس التونسي الأسبق، أن الاتحاد المغاربي المجمد، لو كان موجودا لكان لدينا سوق فيه 100 مليون نسمة، تستطيع فيه اقتصادات الدول المغاربية أن تنمو، متمنيا الخروج من هذه المفارقة التي خلقها النظام الجزائري.