دعا محمد منصف المرزوقي، الرئيس التونسي الأسبق، الصحراويين في تندوف المطالبين بالانفصال، إلى العيش تحت سقف المغرب عوض الجري وراء وطن وهمي لن يوجد يوما، وفق تعبيره. واعتبر المرزوقي أن "النظام الجزائري المتهالك يبيع الوهم للصحراويين ويتخذهم رهائن لخيار سياسي خاطئ"، مشيرا إلى أن "هذا النظام أجرم في حق الصحراويين ل40 عاما كما أجرم في حق الشعب الجزائري". جاء ذلك خلال ندوة حول "واقع ومستقبل الحريات والديمقراطية في الجزائر"، نظمتها منظمة شعاع لحقوق الإنسان الجزائرية، بمشاركة سفيان شويطر، محام وخبير في العدالة الانتقالية، إلى جانب منصف المرزوقي. وقال المرزوقي: "أضع نفسي في وضع مئات آلاف الصحراويين بتندوف في الجنوب الجزائري، وأعتبرهم رهائن لخيار سياسي خاطئ للنظام الجزائري، ما هو مستقبلهم؟ هل يمكن فعلا أن نتصور أن لهم مستقبل في إطار السردية الجزائرية الحالية القائمة على معركة تحرر ضد الاحتلال المغربي وأنه ستكون لهم دولة؟". وأضاف: "من يستطيع أن يفكر بهذه الكيفية؟ هذا كلام مردود على أهله ولن يكون هناك مستقبل بهذا الشكل"، وخاطب المرزوقي الصحراويين بتندوف قائلا: "محبتي لكم أن عليكم الخروج من هذه السردية الكاذبة التي ترتهنكم وترتهن مستقبل المغرب"، على حد قوله. العيش في 3 أوطان وفي هذا الصدد، اعتبر المرزوقي أن للصحراويين في تندوف إمكانية العيش في 3 أوطان وليس وطن واحد فقط، عوض الجري وراء وطن وهمي لن يوجد يوما، لأن هذا سيؤدي إلى حرب طاحنة في المنطقة لن يخرج أحد منها سالما، وفق تعبيره. وأشار الرئيس التونسي الأسبق إلى أن الوطن الأول المتاح للصحراويين هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، والثاني هو الوطن المغربي حيث يمكنكم التنقل من طانطان إلى طنجة بكل أريحية. وأوضح أن الوطن الثالث هو الاتحاد المغاربي، قائلا: "يكون لكم الحق أن تستقروا في تونس وتعملوا في ليبيا وتدرسوا في الجزائر وتساهموا في الانتخابات التشريعية بالمغرب، والانتخابات البلدية في تونسوالجزائر". وشدد على أن العيش بالمغرب سيعني للصحراويين بتندوف أنه سيكون لهم وطن مفتوح وجواز سفر لوطن يضم 100 مليون مغاربي، متسائلا: "ما هو هذا الوهم الذي يبيعه لكم النظام الجزائري المتهالك؟". واعتبر المتحدث أن النظام الجزائري "أجرم في حق الشعب الجزائري، والدليل ثورتكم عليه، كما أجرم في حق الاتحاد المغاربي وفي حق هؤلاء المساكين المرتهنين لأكثر من 40 سنة"، في إشارة إلى الصحراويين المحتجزين بتندوف. عرقلة جزائرية للاتحاد المغاربي وبخصوص الاتحاد المغاربي، اتهم المرزوقي النظام الجزائري بالتسبب في تجميد هذا التكتل الإقليمي، مشيرا إلى أنه لو كان الاتحاد المغاربي موجودا اليوما "لكنا سوقا يضم 100 مليون نسمة ويستطيع خلاله الاقتصاد المغربي والجزائريوالتونسي أن ينمو". وأضاف المرزوقي أنه خلال فترة رئاسته للجمهورية التونسية، قبلت كل الأنظمة المغاربية بتحريك ملف الاتحاد المغاربي، باستثناء النظام الجزائري، معتبرا أن "هذه إحدى جرائم النظام الجزائري القديم". وأشار إلى أن قادة النظام الجزائري كانوا يكرهونه، قائلا: "للأسف ضيعوا علينا وعلى أنفسهم كثيرا من الوقت، وتسببوا في مآسي كنا قادرين على تفاديها، ولكانت إصلاحات الاتحاد المغاربي على السكة الآن، عوض أن يفر شبابنا إلى الموت، كان بإمكاننا أن نفعل كل شيء".