حذر رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، اليوم الخميس، من الإشاعات المغرضة، التي تحاول جبهة الانفصاليين الترويج لها، عقب الانهزام، الذي تكبدته في استعادة المغرب للكركارات. وقال العثماني، في بداية المجلس الحكومي، إن المغرب يوجد الآن أمام مرحلة ثانية، بدأت فيها معركة الإشاعات المغرضة، التي حاولت جبهة الانفصاليين شنها، بعد أن انهزمت عناصرها على أرض الواقع، ومستوى الشرعية الدولية، كما انهزمت بمنطق السلم العالمي "فلم يبق لها سوى إشاعة الأخبار الكاذبة، ضد القوات المسلحة الملكية، وضد ما يجري على أرض الواقع، وهناك إعلام وطني، لله الحمد، عرّى هذه الأكاذيب وبيّن أن كثيرا من الصور، والفيديوهات، التي يروجها الانفصاليون في إعلامهم، وإعلام من يساندونهم، وبالدليل القاطع، أنها تعود إلى مناطق توتر أخرى عبر العالم، أو إلى أحداث بعيدة، وبالتالي لم يعد لديهم ما يقومون به إلا مثل هذه الردود غير المقبولة، وغير المنطقية، التي تروج للأخبار الزائفة". وعلى الرغم من هذا التشويش من قبل الانفصاليين، أكد العثماني أن البلاد انتصرت، مضيفا أن المغرب "سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها"، وأنها "كلمة حازمة، ودالة على الإيمان العميق للمغرب بحقه وبالقضية التي يدافع عنها، من ملك حكيم، وأيضا من شعب يتعلق دائما بقضاياه الوطنية، ويدافع عنها". وأوضح العثماني أن إغلاق معبر، وطريق الكركارات كان موضوع قرار لمجلس الأمن، طالب فيه ميلشيات الانفصاليين بالانسحاب في فترة سابقة، وقد انسحبوا آنذاك، وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره عن قلقه من الانتهاكات الموجودة في المنطقة العازلة، والتي اختار المغرب طوعا أثناء وقف إطلاق النار جعلها منزوعة لكل سلاح، وممنوعة من كل بناء، وتحرك ما عدا للمدنيين، الذين يعيشون أصلا في هذه المنطقة، لكن دأبت جبهة الانفصاليين على خرق وقف إطلاق النار فيها، وباستمرار، منذ سنوات. كما أن الخرق المذكور، يضيف رئيس الحكومة، كان موضوع رسائل ملكية سامية، وجهت إلى الأمين العام للأمم المتحدة للتنبيه إلى هذه الخروقات، علما أن للمغرب القدرة على حسم المعركة على الأرض، لكنه احتراما لوقف إطلاق النار، ولتعهداته الدولية، فإنه ينتظر حل المشكلة من الأممالمتحدة، وأمينها العام. وتأسف رئيس الحكومة على أن الإغلاق الأخير لمعبر الكركارات امتد إلى أكثر من 3 أسابيع، مبرزا أنه معبر لا يعني المغاربة وحدهم، ولا موريتانيا وحدها، وإنما هو طريق يهم التجارة الدولية، بما في ذلك تجارة دول أوربية مع عدد من الدول الإفريقية. ووصف العثماني معبر الكركارات ب"الشريان الدولي، الذي لم يعد فقط شريانا مغربيا وطنيا، وبالتالي، فجلالة الملك حفظه الله اتخذ القرار الحاسم في الوقت المناسب لإنهاء المعركة بتدخل القوات المسلحة الملكية بطريقة غير قتالية، ودون احتكاك مع عناصر الميليشيات الانفصاليين، ثم بإقامة حزام أمني، وهو ما حسم الموضوع نهائيا"، معتبرا أن قرار المغرب الأخير بخصوص معبر الكركارات أحدث تحولا استراتيجيا، علما أن الانفصاليين كانوا يستغلونه دائما ضد المغرب، ومصالحه، ويثيرون به المشاكل، ويشوشون على الملف المغربي، خصوصا مع اقتراب اجتماعات مجلس الأمن لإصدار قراره السنوي. وشدد العثماني على أن ما وقع حسم الموضوع نهائيا، متوقعا أن العناصر، والميلشيات الانفصالية لن تعود مرة أخرى إلى قطع هذا الطريق، فالمغرب تدخل لمصلحة السلم، ولفك طريق دولي لضمان حرية حركة المدنيين، والتجارة، في انسجام مع القوانين الدولية، ومع حاجيات المنطقة، واتفاق وقف إطلاق النار.