بعد توقيفه متلبسا بحيازة مخدر الكوكايين، من المقرّر أن يجري قاضي التحقيق بابتدائية مراكش، الخميس فاتح أكتوبر المقبل، جلسة الاستنطاق التفصيلي ل "س. م"، ابن الشيخ السلفي "م. ع. م"، المعتقل احتياطيا بسجن "الأوداية"،على ذمة التحقيق الإعدادي الجاري معه، بناء على ملتمس من النيابة العامة،في شأن الاشتباه بارتكابه جنحا متعلقة ب"حيازة واستهلاك المخدرات القوية (الكوكايين) وانتحال صفة ينظمها القانون". واستنادا إلى مصدر مطلع، فقد جاء توقيف "س. م" (32 سنة)، الذي قدّم نفسه للشرطة على أنه أستاذ للدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، في كمين أمني متلبسا بحيازة ثلاث لفائف من الكوكايين، بالقرب من سوق ممتاز كبير بالطريق المؤدية إلى الدارالبيضاء، في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة المنصرم. وأوضح المصدر نفسه بأنه، وفي إطار العملية الأمنية المعروفة ب"حملة الأيادي النظيفة"، أوقفت المصالح الأمنية بمراكش شخصين ينحدران من مدينة طنجة، للاشتباه في تورطهما في ترويج المخدرات الصلبة (الكوكايين) بين رواد المطاعم والحانات بالمدينة الحمراء، لتُجرى خبرة تقنية أولية على هاتفيهما النقالين، وهي الخبرة التي وقف من خلالها المحققون على قائمة بأرقام وأسماء في هاتف أحدهما، بعضها لزبناء مفترضين، بينها رقم هاتفي تمت الإشارة لصاحبه باسم "الأستاذ"، قبل أن يزعم المشتبه فيه صاحب الهاتف بأن الرقم يعود لأحد الزبناء، الذي صرّح بأنه كان يقدّم له نفسه على أنه قاض بإحدى محاكم المدينة نفسها. وتابع مصدرنا بأن فرقة محاربة المخدرات، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية، التي تولت إنجاز البحث القضائي التمهيدي،نصبت كمينا أمنيا لتوقيف "الأستاذ"، وذلك بأن طلبت من المشتبه به الموقوف بأن يتصل به هاتفيا ويضرب معه موعدا بالقرب من سوق "مرجان" بطريق الدارالبيضاء، من أجل تزويده كمية من الكوكايين قبل العودة إلى مسقط رأسه بطنجة، لينجح الكمين الأمني في توقيف الزبون المدمن على استهلاك المخدرات الصلبة متلبسا بحيازة ثلاث لفافات من الكوكايين، حوالي الساعة الثانية من صباح الجمعة الماضي. وبعد اقتياده إلى مقر ولاية الأمن، تمكنت الضابطة القضائية من تحديد هوية "الأستاذ"، الذي لم يكن في الواقع سوى ابن شيخ سلفي، وقد صرّح، تمهيديا، بأنه حاصل على شهادة جامعية عليا من كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالمدينةالمنورة، مضيفا بأنه يعمل حاليا أستاذا جامعيا بالمملكة العربية السعودية. وقد أجرت له الشرطة مواجهة مع المشتبه فيهما الآخرين، ليتقرر وضعه تحت الحراسة النظرية، قبل أن تجرى له مسطرة التقديم، في حالة اعتقال، صباح اليوم الموالي، أمام النائب المداوم لوكيل الملك لدى ابتدائية مراكش، القاضي عبداللطيف آيت إبراهيم، الذي استنطقه ليحيله، زوال اليوم عينه، على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، ملتمسا من هذا الأخير إجراء أبحاث قضائية للاشتباه في ارتكابه الجنح المذكورة، مع وضعه تحت الاعتقال الاحتياطي، وهو الملتمس الذي أيده قاضي التحقيق محمد احميدوش، في ختام جلسة الاستنطاق الابتدائي، التي مثل فيها المشتبه به مؤازرا من طرف محاميين اثنين من هيئة مراكش، وانتهت بتحرير القاضي احميدوش أمرا مكتوبا بإيداعه السجن، على ذمة التحقيق الإعدادي الجاري ضده، في انتظار مثوله أمامه، مجددا، في إطار جلسة الاستنطاق التفصيلي. وعلمت "أخبار اليوم" بأن المشتبه به متزوج وأب لطفلين ويقطن بمنزل مستقل عن والده، وسبق له أن أنهى حفظ القرآن الكريم وهو في ال 11 من العمر، ويعد الأصغر سنا بين الابنين الذكرين الاثنين للشيخ السلفي، الذي لديه، أيضا، خمس بنات متزوجات.