يشارك الإيطاليون، اليوم الأحد، في انتخابات محلية واستفتاء وطني على الرغم من انتشار فيروس كورونا في البلاد بشكل كبير، فيما تتجه الأنظار خصوصاً إلى توسكانا معقل اليسار منذ نصف قرن الذي يطمح اليمين المتطرف إلى الاستحواذ عليه. فيما سيصوّت السكان في سبع مناطق (أكثر من 20 مليون نسمة) لاختيار رؤسائها، إلا أن كل الأنظار متجهة نحو ثلاث من بينها، حيث إن انتصار اليمين يمكن أن يهزّ حكومة جوزيبي كونتي، وهي ائتلاف تشكّل منذ عام بين حركة خمس نجوم التي كانت مناهضة للمؤسسات والحزب الديمقراطي (وسط يسار). انتخابات في إيطاليا: يُدلي جميع الإيطاليين أيضاً بأصواتهم في استفتاء وطني حول تخفيض عدد البرلمانيين، وهو ما تعهّدت به حركة خمس نجوم خلال حملتها الانتخابية. وقد يُخفّض هذا العدد من 945 إلى 600. ولدى إيطاليا حالياً ثاني أكبر برلمان في أوروبا بعد المملكة المتحدة (نحو 1400 عضو)، تليها فرنسا (925 عضواً). جدير بالذكر أن هذا الاقتراع هو الأول الذي يُنظّم منذ بدء تفشي الوباء، من المؤكد أن تحفّظات الناخبين الأكبر سناً ستلقي بثقلها على تدفق الناخبين إلى صناديق الاقتراع التي ستكون مفتوحة الأحد بين الساعة 07:00 و23:00 بالتوقيت المحلي، وكذلك الإثنين بين الساعة 07:00 و15:00. مظاهر انتخابية في روما: في مدرسة شمالي روما، شاهد فريق فرانس برس، الأحد 20 سبتمبر 2020، تدفقاً طبيعياً للناخبين خلال الساعة الأولى بعد فتح مراكز الاقتراع، ما أثار صدمة رئيس المركز وتفاؤله. في حين طلب 1820 ناخباً فقط معزولين في منازلهم بسبب وباء كوفيد-19، التصويت عن بُعد. ومن بين هؤلاء رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو بيرلوسكوني الذي ثبُتت إصابته بالمرض لكنه خرج منذ بضعة أيام من المستشفى. أما في روما، فسيُنشئ مستشفى سبالانزاني الرائد في مجال الرعاية ضد الوباء، مركز تصويت في داخله. ويؤوي المستشفى حالياً 93 مصاباً بكوفيد-19 بينهم 10 في العناية المركزة. لكن الخوف ينتاب المراقبين ورؤساء مراكز الاقتراع الذين أعلن عدد كبير منهم في كافة أنحاء البلاد الانسحاب من مناصبهم. وأطلقت مدينة ميلانو نداءً عاجلاً، السبت، عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستبدال بسرعة 100 رئيس مركز اقتراع. بالإضافة إلى ذلك فما يدفع إلى القلق هو أن الناخبين سيزيلون الكمامات لإظهار وجوههم والتثبت من هوياتهم قبل الإدلاء بأصواتهم. وقد سجّلت إيطاليا، أمس السبت، 1628 إصابة جديدة و24 وفاة جراء الفيروس في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة. وتُنقل العدوى حالياً في ثلثي الحالات بين أفراد العائلات، من الأصغر سناً إلى الأكبر سناً، ما يرفع معدّل عمر المصابين. تقدم تحالف اليمين: ويتقدم تحالف اليمين المؤلف من الرابطة بزعامة ماتيو سالفيني (يمين متطرف) وحزب "فراتيلي ديطاليا" (أشقاء إيطاليا) بزعامة جورجيا ميلوني (يمين متطرف) وحزب "فورتزا إيطاليا" بزعامة سيلفيو برلوسكوني (يمين)، موحداً في كافة المناطق. في المقابل، يخوض الائتلاف الحكومي (الحزب الديمقراطي وحركة خمس نجوم) الانتخابات منقسماً في كافة المناطق، باستثناء ليغوريا (شمال غرب)، حيث تم التوافق على مرشح مشترك. من جانبها أعطت حركة خمس نجوم التي كانت حزباً مناهضاً للهيئات الحاكمة في إيطاليا منذ عامين، موافقتها للمرة الأولى في منتصف آب/أغسطس 2020 على عقد تحالفات انتخابية مع أحزاب تقليدية. ويبدو أنها تريد بذلك تعزيز استراتيجيتها لتشكيل جبهة موحدة مع اليسار الإيطالي. في حين تتجه أنظار جميع المراقبين إلى توسكانا، معقل اليسار منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث تتوقع استطلاعات الرأي أن يكون الفارق ضئيلاً بين مرشحي اليسار واليمين. كذلك فقد التقى قادة اليمين واليمين المتطرف الجمعة فلورنسا. وهذه المدينة هي معقل مايتو رينزي، رئيس الوزراء الأسبق (الحزب الديمقراطي) الذي يحاول أن ينطلق مجدداً من خلال حزبه الجديد "إيطاليا فيفا" (إيطاليا حية). إلى ذلك فيمكن أن يكون مستقبل زعيم الحزب الديمقراطي نيكولا زينغاريتي على المحك أيضاً في هذه المنطقة. أما مصير زعيم حركة خمس نجوم لودجي دي مايو فيعتمد أكثر على "نعم" الاستفتاء، إحدى قضاياه الرئيسية.