على غير عادته غاب عبدالإله بنكيران عن الدورة 16 للملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، الذي جرى تنظيمه ما بين 23 و29 غشت، بل إنه اعتذر عن الحضور رغم تلقيه دعوة من رئيس الشبيبة محمد أمكراز. ويأتي ذلك بعدما سبق أن غاب لأول مرة عن حضور دورة المجلس الوطني للحزب التي عقدت في يناير 2020. فهل قرر بنكيران الابتعاد عن الحزب، وهل يستعد للاستقالة منه بعد خلافاته مع قيادة الحزب مرحلة تشكيل حكومة العثماني وما تبع ذلك من مواقف. حسب محمد أمكراز، رئيس الشبيبة، فإن بنكيران تلقى فعلا دعوة من المكتب الوطني للشبيبة، "قصد الحضور بالملتقى والمساهمة في تأطير الشباب"، لكنه "اعتذر عن الحضور"، ولم يوضح أمكراز في تدوينة له، سبب الاعتذار، مكتفيا بالقول إن بنكيران اعتذر لأسباب "يقدر وجاهتها في المرحلة الراهنة". وحسب مصادر مقربة من بنكيران، فإن هذا الأخير لم يستقل من الحزب، لكنه غاضب من مسار الأمور داخله. ويشير المصدر إلى أن بنكيران تلقى زيارة في بيته من أمكراز الذي ألح عليه للحضور والمشاركة في تأطير الشباب، ولكنه أبدى ترددا. وبسبب هذا التردد تأخر منظمو الملتقى في نشر لائحة الشخصيات التي ستؤطر اللقاءات، لكن في النهاية استقر رأي بنكيران على عدم الحضور، لأنه "إذا حضر وألقى محاضرة، سينتقد الحزب وقيادته"، وسيسبب "تشويشا وإحراجا لهم" كما سبق أن فعل حين انتقد موقف القيادة من القانون الإطار حول إصلاح التعليم. وكان بنكيران قد أعفي من رئاسة الحكومة في أبريل 2017، بعد 6 أشهر من البلوكاج الذي منعه من تشكيل الحكومة، وبعد تعيين سعد الدين العثماني، رئيسا للحكومة مكانه، وافق العثماني على تشكيل حكومة بالشروط التي رفضها بنكيران، وهي أساس مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي فيها. ومنذ ذلك الحين عرفت علاقة بنكيران بقيادة حزبه توترا كبيرا. ولما صادق البرلمان على القانون الإطار حول إصلاح التعليم الذي نص على اعتماد التناوب اللغوي، هاجمه بنكيران، عبر شريط فيديو، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، منتقدا قيادة حزبه بسبب تصويتها على اعتماد فرنسة التعليم.