لم تكد تمر سوى أقل من 10 أيام على تعيينه مديرا بالنيابة لمستشفى "ابن زهر" بمراكش، حتى تقدّم الطبيب محمد المحمدي، صباح الأربعاء الماضي، لدى المديرة الجهوية لوزارة الصحة بجهة مراكش بطلب مكتوب لإعفائه من منصبه الجديد. مصدر مسؤول عزا قرار استقالة المدير الجديد، الذي تم تعيينه بتاريخ 3 غشت الجاري، إلى الضغط الكبير على المستشفى الجهوي، المعروف لدى المراكشيين بمستشفى "المامونية"، موضحا بأنه يرقد فيه حاليا ما بين 140 و160 مريضا ب"كوفيد-19′′، بالإضافة إلى العشرات من الحالات المشكوك في إصابتها بالفيروس الوافدة عليه، التي تحتاج إلى إجراء التحليلات الطبية المخبرية، والحالات الأخرى التي تحتاج إلى مراقبة صحية بعد تعافيها من الفيروس، والذين أصبحت تعج بهم حدائق المستشفى وساحاته والممرات داخله. وتابع المسؤول نفسه بأن هذا الضغط على المستشفى، الواقع في حي "سيدي ميمون" العتيق، يحدث في الوقت الذي تعاني فيه هذه المؤسسة الاستشفائية من الخصاص الحاد في الموارد البشرية، وضعف التجهيزات الطبية، وتردي بنياته التحتية، من قاعات العلاج ومرافق صحية، وهو ما يحول دون أداء الأطباء والممرضين والإداريين لمهامهم في أحسن وجه. ومن المقرر أن يرجع الطبيب المحمدي إلى مقر عمله السابق بالمركز الاستشفائي الإقليمي "السلامة" في مدينة قلعة السراغنة المجاورة، الذي كان يعمل فيه طبيا مختصا في جراحة العظام. هذا، وكان فرع "المنارة" للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش أصدر، مؤخرا، بلاغا حقوقيا صادما عن وضعية البنيات التحتية الأساسية بجناح "كوفيد-19" بمستشفى "ابن زهر"، ومعاناة المرضى الذين يتابعون علاجهم من الفيروس داخله من تردي المرافق الصحية به، فقد أكدت الجمعية بأن مرضى كوفيد يشكلون طابورا يوميا، نساءً ورجالا، ويضطرون لانتظار دورهم من أجل ولوج مرحاض وحيد مشترك وغير صالح للاستعمال بالمستشفى نفسه، التابع للمديرية الجهوية لوزارة الصحة بجهة مراكشآسفي. وتابعت الجمعية الحقوقية بأن المرضى، الذين كان عددهم يصل وقت إصدار البلاغ إلى حوالي 40 شخصا،احتجوا مرارا ضد وضعية المرحاض "المختنق"، الذي تتسرب منه المياه العادمة وتفوح منه الروائح الكريهة، مطالبين بتوفير مرحاضين، على الأقل، واحد مخصص للنساء والآخر للذكور، غير أن البلاغ قال إن هذه الاحتجاجات لم تثمر أية نتائج تذكر، موضحا بأن إدارة المستشفى الجهوي، المعروف لدى المراكشيين ب"المامونية"، لم تتدخل لإصلاح أعطاب مرحاض الجناح المذكور، ولم تستجب لمطالب المرضى. وأشارت الجمعية إلى أنها تلقت اتصالات هاتفية عديدة من مرضى كوفيد بالمستشفى المذكور، أكدوا فيها بأنهم يتلقون العلاج ويتناولون أدويتهم حسب البروتوكول المعمول به، وأن الأطباء يزورونهم ويعتنون بهم بالشكل المطلوب، إلا أن معاناتهم تبقى مع انعدام النظافة والروائح الكريهة في المرحاض الوحيد المخصص للمرضى نساءً ورجالا. ولم تصدر المديرية الجهوية للصحة بمراكش و إدارة مستشفى "المامونية" أي رد على البلاغ الحقوقي. كما سبق للمكتب النقابي بكلية الطب والصيدلة بمراكش، التابع للنقابة الوطنية للتعليم العالي، أن أصدر بيانا شديد اللهجة، مؤخرا، خلص فيه إلى ما اعتبره "عدم قدرة الإدارة العامة للمركز الاستشفائي الجامعي "محمد السادس"، وعلى رأسھا المدیر العام، على تسییر مرافق المستشفى الجامعي"، وهو ما قال البيان بأنه أدى إلى "تخبط الإدارة في مواجھة الموجة الحالیة لجائحة كوفيد-19′′، و"شلل شبه تام بالمركب الجراحي لمستشفى "الرازي"، والمركب الجراحي بمستشفى "ابن طفیل"مؤخرا، وشلل تام للفحوصات الخارجیة، ناهيك عن "عدم قدرة المستشفى الجامعي على القیام بالأدوار المنوط به في تكوین الطلبة والأطباء الداخلیین والمقیمین". وطالب البيان وزير الصحة بالتدخل العاجل لإنقاذ المركز الاستشفائي الجامعي بمراكش مما وصفوه ب"السكتة القلبیة"، كما دعوا وزیر التربیة الوطنیة والتكوین المھني والتعلیم العالي والبحث العلمي إلى التدخل من أجل ضمان الاستمراریة البیداغوجیة لتأطیر الطلبة والأطباء الداخلین والمقیمین. ولم يصدر عن الإدارة العامة للمركز الاستشفائي الجامعي "محمد السادس" بمراكش، أي رد عن البلاغ النقابي الأخير.