بعد معاناة مع المرض الذي أقعده منذ سنة، توفي محمد الحلوي، عضو المجلس الأعلى للسلطة القضائية، مساء يوم السبت 25 يوليوز ببيته بمدينة الدارالبيضاء. وكان الحلوي من قيادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في بداية الستينات، ومن قيادة الاتحاد الاشتراكي في السبعينات، لكنه فضل التواري إلى الظل والاكتفاء بالاشتغال في مهنته كمحام بهيئة الدارالبيضاء، رغم أنه بقي قريبا من عبدالرحمان اليوسفي، وكان يزوره باستمرار. وعندما أصيب اليوسفي بوعكة صحية في 2016، دخل على إثرها إلى مستشفى الشيخ خليفة بالدارالبيضاء، كان الحلوي قريبا منه، وتزامن وجوده في غرفة اليوسفي، مع زيارة مفاجئة للملك محمد السادس، فسأل عن هذا الرجل النحيف قصير القامة، فقيل له إنه الحلوي، المحامي والقيادي الاتحادي ورفيق اليوسفي. وبعدها جرى تعيينه من طرف الملك عضوا في المجلس الأعلى للسلطة القضائية في أبريل 2017. ولما توفي اليوسفي في 29 ماي 2020، كان الحلوي مريضا جدا، فاقدا للوعي، قبل أن يلتحق برفيقه شهرين بعد ذلك. يوصف الحلوي بأنه رجل متواضع متكتم لا يحب الأضواء، ينحدر من مدينة فاس، لكنه يجر وراءه تاريخا نضاليا حافلا، فقد كان الحلوي رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة المغرب لولايتين، في 1961 و1962، وكان معروفا بصرامته ومواقفه المبدئية. في 1963 خلفه حميد برادة على رأس المنظمة، وبقي الحلوي عضوا في اللجنة التنفيذية، لكن برادة فر إلى الجزائر، بعد صدور أمر باعتقاله على خلفية إدلائه بتصريحات مناهضة للنظام، إذ جرى الحكم عليه بالإعدام غيابيا، بسبب تصريحاته المؤيد للجزائر في حرب الرمال، فقررت قيادة المنظمة تعيين الحلوي مؤقتا لينوب عن الرئيس الغائب، وهنا حاولت السلطة استمالته للتبرؤ من برادة، لكنه رفض، بل إنه قرأ رسالة برادة الموجهة من الجزائر إلى مؤتمر الاتحاد، ما جعل السلطات تعتقل الحلوي وتتهمه بالتواطؤ مع شخص محكوم بالإعدام، حيث أمضى في السجن سنة بدون محاكمة. اسم الحلوي ظهر، أيضا، في محاكمة مجموعة مولاي بوعزة سنة 1973، حيث اعتقل رفقة عبدالعزيز بناني، والعشرات من المناضلين، وتعرض للتعذيب، في سياق حملة السلطات حينها على التنظيم السري للفقيه البصري، لكن في النهاية حصل الحلوي على البراءة.. رحم الله الحلوي والعزاء لعائلته ورفاقه.