أسفرت مواجهات دامية اندلعت، أمس الأحد، بين أهالي دواري الصنادلة والبناندة بإقليم العرائش، عن عشرات الجرحى في كلا الجانبين، حيث تم نقل بعضهم إلى المستشفى المحلي بالقصر الكبير. وحسب مصادر مطلعة، فقد اندلعت مواجهات طاحنة بين الدوارين المجاورين، استعملت فيها الحجارة والعصي والهراوات، بسبب نزاع حول أراض زراعية شاسعة تصل مساحتها 700 هكتار، بعدما سبق لمزارعين من دوار البناندة زرع القمح ب 75 هكتارا منها، وأثناء عملية الحصاد، عمدوا إلى الاستيلاء على باقي الهكتارات من الأراضي، والتي تصل مساحتها 625 هكتارا، بدعوى حيازتهم لوثائق تثبت تسليمهم كل تلك المساحات من قبل أحد السلاطين المغاربة، وبما أن تلك الأراضي تمتد إلى مساحات محاذية لدوار الصنادلة، سارع أهالي الدوار الأخير إلى اعتراض سبيل أهالي دوار البناندة، لتندلع المواجهات بين الطرفين، ما أسفر عن إصابة العشرات من الشبان بجروح متفاوتة الخطورة، حيث حضر عناصر الدرك إلى المنطقة، لكنهم لم يشنوا حملة اعتقالات في صفوف أبناء الدوارين، بل لجئوا إلى ضبط الأمور، والحد من استمرار المواجهات التي كادت أن تودي بأرواح العديد من أبناء الدوارين معا. وكانت شركة إسبانية تستغل كل تلك الأراضي المتنازع عليها في زراعة الأرز، بعدما فوتتها إليها شركة اللوكوس الفلاحية، لكن مزارعي دوار البناندة سيطروا على 75 هكتارا في وقت سابق، ما دفع الشركة الاسبانية إلى انتداب عون قضائي لتحرير محضر في الموضوع، لتحريك المتابعة القضائية ضد مزارعي دوار البناندة، لكن بالرغم من ذلك عمد المزارعون إلى السيطرة على باقي الأراضي، ما اعتبره أهالي الدوار المجاور لهم بسعي جيرانهم إلى حرمانهم من نصيبهم في هكتارات شاسعة من الأراضي الزراعية.