أياما قليلة بعد تجميع مرضى "كوفيد-19′′ بمؤسستين صحيتين متخصصتين في كل من القاعدتين العسكريتينبمدينتي بنجرير وبنسليمان؛ صدر قرار جديد، مؤخرا، بإحداث جناحين للإنعاش بالمستشفيين الجامعيين بالدار البيضاءومراكش، خاصين بالحالات المؤكدة الحرجة المصابة بفيروس "كورونا" على المستوى الوطني؛ فقد تم الانتهاء، أمسالجمعة، من الإجراءات اللوجيستيكية لتحويل الجناح الخاص بالعمليات الجراحية السريعة المقدمة في إطار الاستشفاءالنهاري بمستشفى "ابن طفيل"، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي "محمد السادس" بمراكش، (لتحويله) إلى جناحللإنعاش خاص بمرضى "كوفيد-19′′، تصل طاقته الاستيعابية إلى أكثر من 15 سريرا. مصدر مسؤول بالمستشفى الجامعي نفسه أكد بأن إحداث الجناحين المذكورين جاء في إطار تفعيل قرار تجميع الحالاتالمريضة ب"كوفيد-19′′، والحالات الإيجابية الممكن اكتشافها مستقبلا، في مؤسستين صحيتين متخصصتين في كل منمدينتي بنسليمان وبنجرير، موضحا، في تصريح أدلى به ل"أخبار اليوم"، بأن السلطات المركزية اتخذت قرارا بإحداثجناحين احتياطيين للإنعاش، قريبين من المؤسستين الصحيتين المذكورتين. وقلل المصدر نفسه من احتمال انتقال العدوى من جناح الإنعاش الجديد بمستشفى "ابن طفيل" إلى باقي المرضى،مبررا ذلك بأن الجناح تم إحداثه بالطابق الأرضي بعيدا عن المركب الجراحي الواقع بالطابق الأول للمستشفى عينه،وبأنه تم تخصيص مدخل إليه لا يلج منه باقي المرضى وكذا العاملون بالمصالح والأقسام الأخرى، مضيفا بأن السلطاتالمختصة بتدبير جائحة "كورونا"، على صعيد مراكش، سبق لها أن اتخذت قرارا بتخصيص جناح خاص احتياطي لعلاجحاملي الفيروس بمستشفى "ابن طفيل"، وهو الجناح الذي لم يتم اللجوء إليه، إذ كانت الحالات المؤكدة تُحال علىالأجنحة المخصصة لمرضى "كوفيد" بكل من مستشفى "الرازي"، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي "محمدالسادس"، ومستشفيي "الشيخ داود الأنطاكي" بحي "باب الخميس"، و"ابن زهر" (المامونية)، الواقع بحي "سيديميمون" العتيق، التابعين للمديرية الجهوية لوزارة الصحة بمراكش. وأضاف المصدر المسؤول بأنه، وبعد نقل مرضى "كوفيد" من مستشفيات مراكش إلى القاعدة العسكرية في بنجرير، لميتبق بمستشفى "الرازي"، حاليا، سوى حالة واحدة حرجة ترقد بقسم الإنعاش، خالصا إلى أن الهدف من القرار هوإخلاء المستشفى المذكور، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 580 سريرا، باعتباره أكبر مستشفيات المركز الاستشفائيالجامعي "محمد السادس"، بل وأكبر مستشفى بجميع الجهات الجنوبية، من جميع مرضى "كوفيد"، من أجل إفساحالمجال أمام باقي المرضى. في المقابل، أشار مصدر طبي بالمستشفى الجامعي بمراكش إلى أنه إذا كان المركب الجراحي بمستشفى "ابن طفيل" يقع في الطابق الأول، فإن قسم الإنعاش الطبي يوجد في الطابق الأرضي، ولا يفصله عن الجناح الجديد للإنعاشالخاص بمرضى "كوفيد-19′′ سوى ممرّ صغير، وهو ما قال إنه يعرّض المرضى الذين يرقدون بالقسم الأول لخطر انتقلعدوى الفيروس إليهم. واستغرب المصدر نفسه من قرار تحويل مركب الجراحة السريعة بمستشفى "ابن طفيل" إلى جناح خاص للإنعاشمخصص للحالات الحرجة لمرضى "كوفيد"، في الوقت الذي لا يتوفر فيه المستشفى المذكور سوى على قسم وحيدللإنعاش الطبي، بطاقة استيعابية لا تتجاوز 10 أسرّة، لافتا إلى أن إدارة المستشفى الجامعي كان حريّا بها إبقاء جناحخاص بإنعاش مرضى "كوفيد" داخل مستشفى "الرازي"، الذي يتوفر على 3 أقسام للإنعاش الطبي. واعتبر تبرير القرار بإتاحة الفرصة أمام باقي المرضى للعلاج بمستشفى "الرازي"، مجرد "ذرائع واهية"، موضحا بأنعددا كبيرا من الأطر الطبية والإدارية به لم يلتحقوا بعد بعملهم، ناهيك عن أن 4 قاعات جراحة هي التي تفتح أبوابها،فقط، في وجه المرضى، حاليا، من أصل 16 قاعة جراحة يتوفر عليها المستشفى المذكور، الذي ذكّر مصدرنا بأنه كانشهد توقفا للتدخلات الجراحية، قبل تفشي وباء "كورونا"، بسبب إضراب ممرضي التخدير والإنعاش. هذا وكانت لجنة مركزية للتفتيش حلت، ابتداءً من صباح الاثنين 9 مارس الماضي، بالمركز الاستشفائي الجامعي "محمدالسادس"، ترأسها المفتش العام لوزارة الصحة، وضمت مسؤولين مركزيين بالوزارة نفسها، وبحضور المفتش الجهويللصحة بمراكش، على خلفية إضراب ممرضي التخدير، وقرار الأطباء الأساتذة الانسحاب من المستشفى الجامعي، وتعليق إجراء التداريب السريرية فيه.