استنكرت فعاليات جمعوية و نقابية الحالة التي اصبحت عليها مستعجلات المستشفى الجامعي بمراكش حيث تم تسجيل إنتشار داء السل الفتاك في أوساط العاملات و العاملين بمستعجلات مستشفى الرازي التابع للمركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش. الجامعة الوطنية للصحة التابعة للإتحاد المغربي للشغل قالت في بيان لها أن إدارة المستشفى تتخبط في مشاكل جمة و تلتزم الصمت حيال الأزمة التي فجرها مستخدمون و أطباء متدربون. و تسائلت “عن خبايا تدبير الصفقات العمومية منذ سنوات بالمركز الاستشفائي الجامعي بمراكش بصفة عامة ومستشفى الرازي ومستعجلاته بصفة خاصة،” مشيرةً إلى أنه لا يعقل أن “مستعجلات تم تدشينها منذ أقل من 3 سنوات لا تتوفر على نظام للتهوية ولا تحترم شروط الصحة والسلامة”. و أضافت النقابة ، أن ” حالات داء السل في أوساط العاملات والعاملين سجلت في مستعجلات مستشفى الرازي الخاصة بالحالات الجراحية والطبية والمفتوحة لعموم المواطنين وتستقبل أكثر من 500 حالة يوميا، وليس بجناح السل الذي لا وجود له أصلا”. و أوضحت اللجنة النقابية لمصالح المستعجلات التابعة للجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل أنها كانت ” سباقة إلى فضح ما يجري من عبث في تسيير و تدبير مستعجلات مستشفى إبن طفيل و مستشفى الرازي التابعة للمركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس بأكبر وجهة سياحية في هذا الوطن مراكش”. و زادت أنها “قامت بتنظيم وقفة إنذارية ناجحة يومه الثلاثاء 10 يوليوز 2018 وبعد تسجيل حالات الأولى منذ شهرين للعدوى بداء السل الفتاك في صفوف العاملات و العاملين راسلت المسؤولين في المركز الإستشفائي الجامعي و طالتبهم بفتح تحقيق عاجل و إجراء خبرة حول مدى مطابقة مستعجلات الرازي و إبن طفيل للمعايير الوطنية و الدولية و احترامها لشروط الصحة و السلامة و التدخل العاجل لإيقاف إنتشار الوباء و حماية العاملات و العاملين و المرضى و المرتفقين”. و أعلنت اللجنة في بيان صدر في 22 يوليوز 2018 مستعجلات إبن طفيل و الرازي مصالح منكوبة، متهمةً الإدارة بالإرتباك و التستر ” عن الموضوع و تعقد اجتماعات صورية بمعية بعض الأطراف و لم تتخذ الإجراءات الضرورية في مثل هذه الحالات بوقف العمل بجل أقسام مستعجلات الرازي و ابلاغ السلطات المختصة والمديرية الجهوية للصحة،حتى تتم مواكبة الحالات و التتبع الوبائي للعاملات و العاملين و عوائلهم و للمرضى و المرتفقين الذين حلوا بمستعجلات الرازي في هذه الفترة ، و الخروج ببلاغ رسمي يطمئن الرأي العام و العاملات و العاملين لكن للأسف أصرت الإدارة على إستمرار العمل رغم الكارثة و كأن شيئا لم يكن”. و طالبت اللجنة النقابية ” بربط المسؤولية بالمحاسبة و إجراء تحقيق دقيق في تدبير الصفقات العمومية بالمركز الاستشفائي الجامعي و المستشفيات التابعة له و على رأسها مستشفى الرازي و ابن طفيل، و المستعجلات التابعة لهما، و كذلك محاسبة الإدارة على تقصيرها الخطير في تدبير هذه الكارثة دون أية مراعاة لحياة المرضى و العاملات و العاملين، وهروب جماعي للمسؤولين مع التخبط في وقف العمل من عدمه بمستعجلات مستشفى الرازي دون إصدار أي بلاغ رسمي توضيحي في الموضوع”. و ناشدت ” وزير الصحة بصفته الشخصية قبل أن يتجاوزه الأمرللتدخل و إيقاف هذا العبث الذي عمر لسنوات، مع تعيين مدير للمركز الاستشفائي الجامعي ، ورئيس لمصلحة مستعجلات المساعدة الطبية المستعجلة بمستشفى ابن طفيل،” منددةً ” باستمرار الوضع الكارثي بمستعجلات ابن طفيل في غياب تعيين رئيس للمصلحة لما يقارب السنتين و لأبسط التجهيزات و الأدوية و الموارد البشرية الكافية ” . متسائلةً : ” كيف يمكن لمستعجلات ابن طفيل التي تحتضر أن تتكفل بكل الحالات الواردة على المركز الاستشفائي الجامعي بعد إغلاق مستعجلات مستشفى الرازي خصوصا مع غياب جل التخصصات الطبية و بعض التخصصات الجراحية، و غياب لائحة الحراسة الخاصة بالأطباء المختصين في الإنعاش و التخدير و الطب الإستعجالي و ترك الممرضين و الأطباء العامين يتكفلون بحالات جد معقدة، وفي غياب مصلحة للإنعاش الجراحي بمستشفى ابن طفيل و صل الأمر الى تكفل الممرضين و الأطباء العامين بقسم مقاومة الصدمات بحالات الإنعاش الجراحي Réanimation Post Opératoire و هذا كله في مستشفى من المفروض أن يكون جامعيا،مما أصبح يشكل خطرا مباشرا على المرضى”. و أشارت إلى ” أن الأطباء الداخلين و المقيمين ليسوا حائطا قصيرا، فرغم دورهم المحوري في تقديم الخدمات الصحية إلا أنه لا يمكن أن يشكلوا حلا للمشاكل المعقدة و المركبة التي يعاني منها المركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس، و التي تتطلب إصلاحا حقيقيا و جذريا،”. و دعت النقابة ” جميع الهيئات النقابية و الجمعوية الممثلة للعاملات و العاملين بالمركز الإستشفائي الجامعي و كل الشرفاء إلى تحمل مسؤولياتهم و تكوين جبهة داخلية للتصدي لهذا العبث و البؤس الذي وصلنا اليه، فداء السل الفتاك لا يفرق بين طبيب و ممرض و عاملة نظافة و رجل أمن و لا بين منخرط في هذه الهيئة أو تلك، إذا لم ننتفض بعد هذه الكارثة و الفضيحة فمتى ننتفض؟؟”. و أوضحت أنها “سترفع تقريرا مفصلا حول الوضع الكارثي لمستعجلات ابن طفيل والرازي للمكتب الجهوي في اجتماعه المقبل يوم السبت 22 شتنبر 2018، مع مطالبته بالتدخل، و تهيب اللجنة النقابية بجميع العاملات و العاملين بأقسام المستعجلات إلى ضرورة توحيد الجهود و الإستعداد لخوض كافة الخطوات النضالية و القانونية التي تعتزم اللجنة الإعلان عنها دفاعا عن المرضى و حقهم في العلاج و عن العاملات و العاملين و جقهم في ظروف عمل تليق بتضحياتهم و تطلعاتهم. من لا تنظيم له لا قوة له و من لا قوة له لا حقوق له”. هذا و كانت صفحة (Medmar) الفايسبوكية المهتمة بشؤون الصحة و صفحات أخريات قد نشرن شهادةً لطالبة طب كشفت فيها عن إصابتها بداء السل داخل المركز الإستشفائي الجامعي بمراكش.