بعد المؤشرات الإيجابية والملامح الأولية للانتصار على فيروس كورونا المستجد؛ توصلت المصحات الخاصة بدعوة لاسترداد مقراتها ومعداتها وأطقمها، التي كانت جندتها لمواجهة الجائحة العالمية، ووضعتها رهن إشارة وزارة الصحة، في إطار حالة الاستنفار التي شهدتها بلادنا منذ مارس المنصرم، بعد حوالي 3 أشهر من المواجهة، رغم إعلانها انخفاض رقم معاملاتها بما بين 40 و90 في المائة. وارتأت المصحات الخاصة إبراز مساهمتها في مواجهة فيروس كورونا، والتي مكنت من السيطرة على الوضع بالمغرب مقارنة بدول كثيرة، حيث ظهرت بوادر مشجعة على نجاح الخطة المغربية في المواجهة، بوضع كافة الإمكانيات المتاحة رهن إشارة وزارة الصحة، وضمنها قطاع المصحات الخاصة التي أعلنت وضع كافة إمكانياتها البشرية واللوجيستيكية في خدمة الوطن أثناء مواجهة “كوفيد 19″، لتعمل على نشر حصيلة مساهمتها في المعركة الصحية بعد انقشاع غيوم كثيفة على المشهد الصحي بالمغرب. وكشفت الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، أنها عملت على تسخير كل إمكانياتها لمواجهة الجائحة الوبائية، من خلال 3 محاور يتعلق أولها بموارد ومعدات المستشفيات والمراكز الصحية العمومية، موضحة أن الزيارات التي تم تنظيمها إلى مستشفيات سيدي مومن ومديونة ومولاي يوسف، مكنت من الوقوف على خصاص في تجهيزات الإنعاش والعناية المركزة، فضلا عن نقص في الموارد الطبية البشرية، حيث عملت اللجنة التقنية التي شكلتها الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، لمعالجة هذا الوضع وتجاوز النقص المسجل في أجهزة التنفس الاصطناعي، على تعبئة مجموعة من المصحات التي قررت وضع تجهيزاتها ومعداتها رهن إشارة المواطنين والمواطنات، وفي ظرف 48 ساعة، تم نقل ووضع حوالي 40 جهاز تنفس اصطناعي بمستشفيات الدارالبيضاء، توزعت ما بين 11 جهازا اصطناعيا للتنفس، و13 جهازا مخصصا لنفس الغاية، أي للتنفس مع الضغط الدموي وقياس دقات القلب “مونيتور”، بمستشفى سيدي مومن، مع تجهيز 20 سريرا للإنعاش بمستشفى مولاي يوسف. وبخصوص الموارد البشرية، ارتأت اللجنة التقنية المشكلة من طرف الجمعية، يضيف بلاغ الجمعية الذي أصدرته أول أمس الخميس، تعبئة الطاقم شبه الطبي في القطاع العمومي، ووضع لوائح للأطباء المتطوعين من القطاع الخاص لتعزيز الموارد الصحية، إذا ما كانت هناك حاجة إلى خدماتهم واتساع رقعة انتشار الجائحة الوبائية. كما قامت الجمعية المغربية لأطباء التخدير والإنعاش بتعبئة العديد من الاختصاصيين في المجال، وحددت مجموعة من أجل دعم التغطية الصحية في المؤسسات الصحية المختلفة، حيث ساهم 20 مختصا في مجال الإنعاش والتخدير، يمثلون القطاع الخاص، في تقديم خدماتهم بمصالح الإنعاش والعناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، بتنسيق وتعاون تامين مع زملائهم في القطاع العام. وقررت اللجنة التقنية توجيه المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد إلى المستشفيات الصحية العمومية خلال المرحلة الأولى من الجائحة الوبائية، وإبقاء المصحات الخاصة على أهبة الاستعداد للمراحل التالية من انتشار الوباء لاستقبال المرضى، حيث تجندت مجموعة من المصحات لهذه الغاية، وهو ما جعل المساهمة تصل إلى 345 سريرا و 42 سرير إنعاش و32 سريرا مخصصا للعناية المركزة، ويتعلق الأمر بكل من مصحة الياسمين ب 18 سريرا و6 أسرّة للإنعاش، ومصحة أنوال ب 24 سريرا و7 أسرّة للإنعاش، بالإضافة إلى مصحة المدينة الخضراء ب 60 سريرا و6 أسرّة للإنعاش، و13 سريرا للعناية المركزة، علاوة على مصحة المعاريف ب 30 سريرا و8 أسرّة للإنعاش و4 أسرّة للعناية المركزة، ثم مصحة الزيراوي ب 183 سريرا و12 سريرا للإنعاش، و10 أسرّة للعناية المركزة، فمصحة العين ب 30 سريرا، و3 أسرّة للإنعاش و5 أسرّة للعناية المركزة، مع الإشارة إلى تطوع كل من مصحتي فانسي وأنوال للتكفل بعلاج 130 مريضا مصابا خلال المرحلة الأولى من الجائحة الوبائية. كما تم تجهيز 4 مصحات ووضعها رهن إشارة وزارة الصحة، من أجل علاج المصابين بالفيروس في العاصمة الإدارية الرباط، وتم إحصاء أسرّة الإنعاش ووضعها رهن إشارة المواطنين في مدينة فاس، إضافة إلى وضع حوالي 30 جهاز تنفس اصطناعي رهن الإشارة، مع تعبئة المصحات من أجل تأمين كل مصحة للحراسة واستقبال المرضى يوميا بشكل تداولي في مدينة مراكش، وتجهيز فندق بمعدات وتجهيزات طبية وموارد بشرية، حيث ساهمت كل المصحات الخاصة بالمنطقة في توظيف وتكوين العديد من أطباء الطب العام في مدينة طنجة. وركزت المصحات الخاصة في المحور الثاني على التكفل بالمرضى، عن طريق مجموعة من التدخلات والعلاجات والمتابعات الطبية لمرضى غير مصابين بفيروس كورونا المستجد وبالنساء الحوامل، إذ على مستوى مدينة الدارالبيضاء مثلا، أجريت بمصحتي غاندي والياسمين 300 ولادة و40 عملية قيصرية، لفائدة نساء حوامل تم إرسالهن من طرف مصالح مستشفى الحسني الذي تم تخصيص أسرّته كاملة للمرضى المصابين ب”كوفيد 19”، كما تكفلت مصحات أخرى بمرضى يعانون من مجموعة من الأمراض الأخرى وغير مصابين بكورونا، الذين تم تحويلهم وبعثهم من طرف المستشفيات العمومية خلال المرحلة الثانية نحوها، كما هو الشأن بالنسبة لمصحة دار السلام ومصحة القلب كاليفورنيا.