على إثر الاحتجاجات المتصاعدة، التي انطلقت في عدة مدن أمريكية، عقب مقتل مواطن أسود على يد الشرطة، عادت مجموعة القراصنة “النضالية” المعروفة ب”أنونيموس” إلى صدارة الأحداث، متوعدة بمواجهة شاملة ل”إجرام الطبقة الحاكمة”. من هم الأنونيموس أنونيموس، هم مجموعة من القراصنة، المجهولين، والمنتشرين حول العالم، خرجوا للعلن، عام 2008، وقادوا هجمات سيبرانية في عدد من دول العالم، خلال السنوات الماضية ضد حكومات في مختلف دول العالم، بينها المنطقة العربية، وإفريقيا، كما حدث، أخيرا، في السودان، وزيمبابوي، كما إنهم يواجهون القطاع الخاص، والمؤسسات المالية، وغيرها، وأكد أحد بياناتهم أن “غايتهم هي حقوق الإنسان، والعدالة، والمساواة العالمية لمواطني كل دولة”. وفي غياب تنظيم رسمي، لا يعرف عدد القراصنة المذكورين بالضبط، لكن بعضا يقدر وجود عشرات إلى مئات الآلاف منهم، في مختلف دول العالم، فيما يبلغ عدد متابعي حساب “تويتر” منسوب إلى المجموعة أزيد من 4 ملايين شخص، وهو الحساب، الذي أنشئ عام 2011، ويعرف نفسه ب”نحن الأنونيموس، نحن مجهولون، لا نسامح، ولا ننسى، انتظرونا”. الأنونيوموس في الاحتجاجات الأخيرة عبر حسابها في “تويتر”، وفيما يشبه أحداث الربيع العربي، عادت مجموعة الأنونيوموس إلى نشر بيانات، وتوجيهات إلى المواطنين الأمريكيين لمواجهة ما تسميه فساد النخبة الحاكمة، مؤكدة براءتها من أعمال الشغب، والعنف، وعدم ولائها لأية جهة سياسية، وموجهة انتقادات قاسية إلى الجمهوريين، والديمقراطيين على حد سواء. وفي تغريدة نشرت، صباح اليوم الاثنين، كتبت الأنونونيمس “لا يجب أن يخاف الناس من حكومتهم. الحكومات يجب أن تخاف من شعوبها”، موزعة الاتهامات على مجلس الطبقة السياسية، إذ تشير تغريدة إلى أن قضية عنصرية الشرطة “لا تتعلق بترامب وحده، أو بكلينتون هناك شبكة كاملة متورطة”، كما تدعو إلى عدم الوثوق بالمرشح الرئاسي المنافس لترامب جو بايدن. وفي تغريدة أخرى، كتبت المجموعة نفسها: “نواصل احتجاجاتنا اليوم، وغدا، وفي اليوم المقبل.. التظاهر يعتمد على الثبات، ويظهر لمن هم في السلطة أنهم لن يهزمونا”، ” كما تطالب الأمريكيين بعدم الاعتماد على وسائل الإعلام الشهيرة، لأنها متحكم فيها، داعية إلى استقاء الأخبار عبر التواصل الفردي في مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر صحافيين مستقلين. البداية: قرصنة موقع للشرطة قبل ذلك، وفي شريط فيديو نشر على “تويتر”، السبت الماضي، تعهدت مجموعة الأنونيوموس بتقديم المسؤولين عن مقتل الأمريكي جورج فلويد، للعدالة، إذ يتهم أحد القراصنة من المجموعة ذاتها الشرطي شوفين بالتسبب في وفاة المواطن، جورج فلويد، ويتعهد بفضح فساد الشرطة في جميع أنحاء البلاد. وقال القرصان المجهول في فيديو: “الضباط، الذين يقتلون الناس، ويرتكبون جرائم أخرى يجب أن يحاسبوا مثلنا جميعا. وبخلاف ذلك، سوف يعتقدون أن لديهم رخصة للقيام بكل ما يريدون”، وأضاف “ستدعي السلطات أن هذا تصرف فئة قليلة من عناصر الشرطة، ولكن ماذا عن الضباط، الذين يقفون إلى جانبهم، ولا يفعلون شيئا أثناء ارتكابهم هذه الجرائم؟ وماذا عن الضباط، الذين يرفضون محاكمة هؤلاء المجرمين؟”. ويتحدث القرصان عن شعور الناس إزاء فساد الشرطة، فيقول: “لقد سئم الناس من هذا الفساد والعنف المستشري في مؤسسة، المفترض أنها تعهدت بحماية أرواحهم، ولكن بعد أحداث السنوات القليلة الماضية، بدأ الكثير من الناس يتعلمون أنهم ليسوا هنا لإنقاذنا بل هم هنا لقمعنا وتنفيذ إرادة الطبقة الحاكمة الإجرامية. أنت هنا للحفاظ على النظام للأشخاص المسيطرين، وليس لتوفير الأمان للأشخاص الخاضعين للسيطرة. في الواقع، أنت الآلية، التي تستخدمها النخب لمواصلة نظام القمع العالمي”. وختمت المجموعة نفسها بيانها بالقول: “بدأ الناس بالاستيقاظ، وأصبحوا غاضبين، في كل مرة يرون فيها انسكاب الدم دون داعٍ، ودون محاسبة. يجب أن يواجه هؤلاء الضباط اتهامات جنائية، ويجب أن يواجه الضابط شوفين بشكل خاص تهم القتل. لسوء الحظ، نحن لا نثق في منظمتك الفاسدة لتحقيق العدالة، لذلك سوف نكشف عن جرائمك الكثيرة للعالم. نحن قادمون. فليتوقعونا”. وبعد التصريح المذكور، تم حذف موقع شرطة مينابوليس عن الأنترنت قبل أن يرجع مجددا، وقامت يوتيوب بحذف الفيديو من على منصتها، بعد تداوله بشكل كبير، ولكن المستخدمين على “تويتر” أعادوا نشره حيث شاهده، وشاركه العديد من المستخدمين، مع معلومات تؤكد تعرض موقع شرطة مينابوليس للقرصنة. Anonymous message for the American Spring. #Anonymous #JusticeForGeorgeFloyd #ICantBreathe #BlackLivesMatter pic.twitter.com/LY6XldgdNp — Anonymous (@YourAnonCentral) May 31, 2020