تتواصل البؤر الوبائية في الانفجار بالدارالبيضاء، في المرحلة الحاسمة لمواجهة المغرب فيروس كورونا المستجد وتحقيق نتائج إيجابية، غير أن النتائج المسجلة بالعاصمة الاقتصادية تستدعي مراجعة الوضع بشكل عاجل، حيث كشفت التحليلات المخبرية على عمال شركة متخصصة في صناعة الشوكولاتة إصابة حوالي 10 عمال ب”كوفيد-19″، في إطار التحليلات الجماعية التي أطلقتها وزارة الصحة لرصد الوباء ومحاصرته، استعدادا للعودة التدريجية إلى النشاط الاقتصادي والحياة الطبيعية، بعد نحو 3 أشهر من الحجر الصحي وحالة الطوارئ. وحسب مصادر “اليوم 24″، فقد أفرزت النتائج الأولية للتحليلات المخبرية لقرابة 200 عامل بشركة شهيرة لصناعة الشكولاتة بطريق أولاد زيان، أحد شرايين الدارالبيضاء، عن إصابة حوالي 10 عمال بفيروس كورونا، حيث جرى التكفل بحالتهم ونقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج وفق بروتوكول وزارة الصحة، في حين لا تزال العشرات من العمال ينتظرون نتائج التحليلات التي أجروها قبل أيام للتأكد من إصابتهم بالعدوى من عدمها. نتائج شركة الشكولاتة سبقتها نتائج بؤر كثيرة بالدارالبيضاء فجرت أعداد المصابين بالفيروس، ورفعته في منحى مخالف تماما للوضع الوبائي بالمغرب، والذي يشهد تراجعا ملحوظا في عدد الإصابات بمختلف الجهات، حتى إن بعضها لم تسجل بها إصابات جديدة منذ أيام، وهو ما جعل مدينة الدارالبيضاء موضع قلق كبير بالنسبة للحكومة المغربية ولخلية الرصد الوبائي ووزارتي الصحة والداخلية. وأطلقت مدينة الدارالبيضاء حملة واسعة في صفوف المهنيين لإجراء التحاليل المخبرية، مكنت من رصد أعداد مهمة من الإصابات التي لم يكن أصحابها على علم بإصابتهم، وهو ما تبين في سوق السمك بالجملة الذي أفرز حوالي 70 إصابة بين موظفين وتجار وحراس أمن خاص، ما دفع السلطات المعنية إلى اتخاذ قرار إغلاقه لمدة 10 أيام رغم تأثيره على تواجد المنتوجات البحرية في الأسواق المغربية، باعتباره أكبر سوق جملة في المغرب، ويستقطب يوميا مئات التجار من مختلف جهات المغرب لتوريد الأسماك المختلفة. وارتباطا بتحول سوق الجملة للسمك إلى بؤرة وبائية، عملت السلطات بعمالة عين الشق على إغلاق السوق النموذجي لحي شريفة، والذي تبين إصابة تاجر للأسماك به بالفيروس، وهو تاجر تقتني منه عشرات الأسر الأسماك بشكل يومي، وهو ما يهدد بتفشي الوباء بمنطقة معروفة باستقرار وضعها الوبائي، قبل أن يتم اكتشاف إصابة عدد من التجار بالفيروس، وإغلاق السوق حتى إشعار آخر، وهو الأمر نفسه الذي عرفه سوق منطقة المعاريف، الذي أقفل بدوره بعد اكتشاف إصابة بائع أسماك بالفيروس، ما جند السلطات البيضاوية لحث تجار الأسماك على إجراء التحاليل المخبرية للكشف عن إصابتهم من عدمها، كما عمد قائد بمنطقة الحي الحسني إلى طرد باعة الأسماك من أحد الأسواق مباشرة بعد علمه بتحول سوق الجملة للسمك إلى بؤرة وبائية. وكشفت مصادر “اليوم 24” أن عددا من تجار السمك تحاشوا إجراء التحليلات المخبرية، ومنهم من سافر إلى خارج مدينة الدارالبيضاء خوفا من أن يعلم بإصابته بالفيروس، بل منهم من تطارده السلطات بعد فرار إثر التأكد من إصابته بفيروس كورونا. الأمر نفسه بالنسبة للمجازر البلدية وسوق الجملة للخضر والفواكه، والتي جرى التأكد من إصابة عدد من التجار والمهنيين فيها بفيروس كورونا المستجد، مع الإشارة إلى أن ظاهرة العزوف على إجراء التحاليل المخبرية والتهرب منها، وفرار المصابين قبل أخذهم لتلقي العلاج، صارت تقلق السلطات العمومية والصحية، قبل تفاقم الوضع الوبائي بالدارالبيضاء، التي تحولت إلى بؤرة وبائية صناعية وسكانية، قد تؤخر إعلان المغرب ضمن الدول التي تمكنت من النجاح في مواجهة الجائحة العالمية.