بعد استقرار مؤقت في منحنى الإصابات بفيروس كورونا دام 3 أيام، عاد نشاط العدوى الوبائية في الظهور وسط البؤر الصناعية، بالتزامن مع اليوم الأول للعودة إلى العمل بعد عطلة عيد الفطر، حيث أعلنت مجموعتان أجنبيتان عن تسجيل بؤر صناعية وسط عمال وحداتها الإنتاجية أول أمس الاثنين، وهو ما خلف استنفارا وسط السلطات الصحية التي تنفست الصعداء مع تباشير الأنبار السارة القادمة من المختبر الجهوي. ويتعلق الأمر بمجموعة “رونو” الفرنسية لصناعة السيارات، وشركة “أبتيف ديلفي” الأمريكية المتخصصة في صناعة الألياف الكهربائية، حيث سجلت الأولى 5 حالات جديدة ليرتفع عدد العمال المصابين بها إلى 8، من إجمالي 1200 عامل خضعوا للفحوصات المخبرية في إطار التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية من انتشار العدوى. وأفادت مجموعة رونو المستوطنة بالمنطقة الصناعية “ملوسة” ضواحي طنجة، في بلاغ لها صدر أول أمس الاثنين، وتلقت “أخبار اليوم” نسخة منه، أن التحاليل التي أجريت على فوج متكون من 150 عاملا، يوم السبت الماضي، جاءت نتائج 5 حالات منها إيجابية، ليتقرر إخضاعهم للعزل الصحي في أحد الفنادق التي تم تحويلها إلى مركز التكفل بمرضى “كوفيد 19” بطنجة. ووفق نفس المصدر، فإن إدارة الشركة وبتعاون مع السلطات الصحية في عمالة طنجةأصيلة، حددت قائمة العمال المخالطين للمصابين وأوصتهم بالخضوع للحجر الصحي في انتظار ظهور كشوفات نتائج التحليلات التي أخذت من عيناتهم، في سياق الاحتياطات اللازمة لضمان حماية جميع المستخدمين في أماكن العمل، وضمان الصحة والسلامة المهنية. أما شركة “أبتيف ديلفي”، فأعلنت عن تسجيل 19 إصابة مؤكدة من العاملين في وحداتها الإنتاجية، وهي أكبر بؤرة صناعية تسجل دفعة واحدة في المصانع المتواجدة بمدينة طنجة، منذ بداية تفشي الجائحة في عاصمة البوغاز قبل شهرين. وبرزت هذه البؤرة الصناعية عقب فحص مخبري عشوائي لعينة متكونة من 1632 عاملا، جاءت نتيجة 19 منهم إيجابية، حسب ما أكدته الشركة في بلاغ إخباري عممته على المنابر الصحافية، أول أمس، مطمئنة جميع العاملين والعاملات أن المصابين وضعيتهم مستقرة ولا تدعو للقلق، حيث تم التكفل بهم من قبل لجنة اليقظة الصحية وفق بروتوكول العلاج المعتمد من طرف وزارة الصحة، في حين تم وضع مخالطيهم في الحجر الصحي للتأكد من سلامتهم من فيروس كورونا قبل استئنافهم العمل مجددا. على صعيد آخر، شهدت جهة طنجةتطوانالحسيمة، خلال اليومين الماضيين، أكبر حصيلة من المتعافين الذين تماثلوا للشفاء من عدوى “كوفيد 19″، حيث تم تسجيل 196 حالة يوم السبت، و29 حالة شفاء يوم الأحد، و31 حالة تعافٍ أول أمس الاثنين، ليرتفع إجمالي المتعافين إلى 815 شخصا إلى غاية صباح أمس الثلاثاء، من أصل 1037 مريضا أصيبوا بالوباء منذ بداية تفشي الجائحة قبل ثلاثة أشهر في بلادنا. وحسب مصادر طبية، فقد انحسرت الحالات الحرجة المتواجدة في مستشفى محمد السادس بطنجة إلى أدنى مستوياتها، حيث لم يتبق في قسم الإنعاش سوى 4 مرضى، اثنان منهم حالتهم مستقرة رغم إصابتهم بأمراض مزمنة وكبر سنهم، ليستقر عدد الوفيات الإجمالي على صعيد الجهة في 34 شخصا. وأدى تراكم حالات التعافي بجهة الشمال، التي تعد ثالث أكثر جهة ترابية موبوءة على الصعيد الوطني، بنسبة إصابات تصل 13.61 في المائة، بعد جهتي الدارالبيضاءسطات (32.20 في المائة)، ومراكش-آسفي (13.39 في المائة)، (أدى) إلى خلو عدة أقاليم من المصابين، ويتعلق الأمر بمدينتي تطوان والقصر الكبير، بعد مغادرة آخر المصابين أسرّة العلاج خلال الأيام الماضية.