تعالت أصوات فعاليات حقوقية من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مطالبة بتسريع إنهاء مأساة عشرات الأسر المغربية الحاصلة على بطائق التجمع العائلي، التي ظلت عالقة في التراب الوطني بسبب قرار إغلاق حركة النقل الجوي والبحري مع الخارج، في سياق التدابير الاحترازية لمواجهة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد. ومع اقتراب موعد استئناف الرحلات الدولية، وجدت مجموعة من هذه الفئة خاصة الحاصلين على بطاقة الإقامة في إسبانيا، مشاكل مع وكالات السفر التي تتردد في منحهم تذاكر التنقل، بدعوى أنهم ليسوا من المغاربة المقيمين بالخارج، وليسوا مشمولين بعمليات الترحيل الجماعي من المغرب نحو بلدان الإقامة. ويتعلق الأمر بعشرات المغربيات ممن حصلن شهر مارس الماضي، على الموافقة بالتجمع العائلي بأزواجهن المقيمين في إسبانيا، لكن بعد جهد جهيد في جمع الوثائق اللازمة للم الشمل العائلي، والحصول على تسوية وضعية إقامتهم ببلاد المهجر، جاءت جائحة كورونا فنزلت كصخرة كبيرة في طريقهم، لتؤجل حلما طال انتظاره لسنوات حتى إشعار آخر. وأفاد الفاعل الحقوقي جمال الدين ريان، أن هناك مجموعة تتكون من أزيد من 70 مواطنة مغربية حصلت على بطاقة الإقامة للالتحاق برب الأسرة المقيم في إسبانيا، لكن عندما ربطوا الاتصال بوكالة الأسفار لحجز التذاكر رفض طلبها لأسباب مجهولة، ثم بقين يتقاذفن ما بين المصالح القنصلية الأجنبية التي أخلت مسؤوليتها من قضيتهم، وبين مصالح وزارة الخارجية. ودعا نفس المصدر الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إلى إيلاء أهمية قصوى لهذه الفئة من المغاربة العالقين داخل التراب الوطني، حيث تحول العراقيل الإدارية في تمكينهم من الالتحاق بأرباب أسرهن في ديار المهجر، إذا لم تتدخل الوزارة الوصية من أجل حل المشكل القائم. وطالب المتحدث نفسه، الجهات الحكومية المختصة بالاتصال بالمصالح القنصلية الإسبانية وشركات أسفار الملاحة البحرية، من أجل تمكين هذه الفئة من العالقين من حجز التذاكر، وقبول طلباتهم المتعلقة بالسفر نحو إسبانيا من أجل التجمع العائلي، حيث سيتمكنون بعد وصولهم إلى التراب الأوروبي من الحصول على وثيقة بطاقة الإقامة في بلد الاستقبال. من جهة أخرى، لا يزال مشكل ترحيل المغاربة العالقين بالداخل نحو بلدان الإقامة في الاتحاد الأوروبي عالقا دون أية مؤشرات جادة تلوح في الأفق، فباستثناء تصريح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الذي قال إن “الفرج قريب”، يسود امتعاض وسط المنتظرين الذين يأملون أن تحدد السلطات لهم مواعيد وتواريخ محددة. وفي الوقت الذي يأمل فيه المغاربة العالقون في الداخل والخارج بأن تفتح لهم الحدود قبيل عيد الفطر، فإن الترتيبات التدريجية لإتمام عملية إجلاء العالقين، شملت إلى غاية قبل يوم واحد من عيد الفطر، مزدوجي الجنسية في فرنسا وهولندا، ومغاربة سبتة ومليلية المحتلتين، فيما يظل التساؤل معلقا حول متى يأتي دور باقي العالقين حتى إشعار آخر.